يوم القدس العالمي سيحبط مؤامرة صفقة القرن

ندد المشاركون بمسيرات يوم القدس العالمي في طهران والمدن الايرانية بما يعرف بـ"صفقة القرن" الاميركية الرامية لتصفية القضية الفلسطينية.

ID: 59129 | Date: 2019/05/31
ندد المشاركون بمسيرات يوم القدس العالمي في طهران والمدن الايرانية بما يعرف بـ"صفقة القرن" الاميركية الرامية لتصفية القضية الفلسطينية.
وأطلق المشاركون في مسيرات القدس العالمي في طهران والمدن الأخرى، التي انطلقت صباح الجمعة، شعارات داعمة للشعب الفلسطيني وإدانة صفقة القرن. ونددوا بجرائم الكيان الصهيوني.
وحمل المشاركون في المسيرات لافتات تؤكد على مقارعة الاستكبار ومواجهة مشاريع التسوية كما أطلقوا شعارات ضد الكيان الصهيوني والولايات المتحدة التي تدعم هذا الكيان ضد القضية الفلسطينة وقضايا الأمة الاسلامية.
وأكد المواطنون في مسيراتهم في مختلف المدن الايرانية بما فيها طهران ومدينتا مشهد وقم المقدستين وشيراز وتبريز واصفهان ويزد واهواز على دعمهم للمقاومة الاسلامية في مواجهة المحور الصهيو الاميركي الذي يحاول استهداف مقدرات الأمة الاسلامية بدعم وتواطؤ من حكومات رجعية وعملية في المنطقة.
كما شدد المشاركون على ان القضية الفلسطينية هي القضية الاولى في العالم مؤكدين على ضرورة تحرير القدس المحتلة من رجس الصهاينة.
وقد شارك كبار المسؤولين الايرانيين الى جانب مختلف شرائح ومكونات الشعب الايراني في مسيرات يوم القدس العالمي تضامنا مع القدس والشعب الفلسطيني ورفض مشاريع التسوية والمخططات التي تحاك ضد الأمة الاسلامية من قبل أعداء هذه الأمة.
وفي تصريح أدلى به للصحفيين خلال مشاركته في مسيرات يوم القدس العالمي بطهران قال الرئيس روحاني: اننا لا نشك بأن الانتصار النهائي سيكون حليف الحق وفلسطين وستصبح أرض فلسطين ملاذا آمنا للمسلمين والمسيحيين واليهود.
وأشار رئيس الجمهورية الى الأهمية البالغة ليوم القدس في تاريخ الثورة الاسلامية وقال: إن يوم القدس هو يوم مواجهة المسلمين للمعتدين في العالم وان رسالة القدس هي ان فلسطين ستبقى حية الى الأبد والقدس هي للمسلمين.
وأكد الرئيس روحاني قائلاً: لا شك ان مشروع صفقة القرن سیتحول الى افلاس القرن ولن یحقق أي نتيجة بالتأكيد.
وأضاف: إن الشعب الايراني يخرج الى الشوارع منذ 40 عاما (منذ انطلاق الثورة الاسلامية في ايران) للتنديد بالاستكبار والصهاينة كما ان الشعب الفلسطيني يقاوم الاستكبار والصهاينة منذ 71 عاما.
بدوره قال وزير الخارجية محمد جواد ظريف على هامش المسيرة: إن رسالة "يوم القدس" لهذا العام هي تحويل صفقة القرن إلى هزيمة القرن، مؤكدا أن القدس ليست للبيع كي تمنحها أميركا لـ"إسرائيل".
وتابع ظريف قائلاً: إن "القدس للمسلمين وللشعب الفلسطيني، ولا يحق لأحد ان يسلّم قبلة المسلمين الى الامريكيين والكيان الصهيوني او القيام بأي عمل آخر يسيء الى تطلعات الشعب الفلسطيني".
وأعرب وزير الخارجية عن أسفه من بيان قادة بعض الدول العربية في مكة ضد ايران قائلاً: إن "بعض حكام العرب ومن أجل الحفاظ على أنفسهم وتحقيق أهدافهم يتوهمون بأنه اذا وقفوا الى جانب نتنياهو فإنهم سيحققون أحلامهم"، مضيفاً: إن "نتنياهو لم يتمكن بقبته الحديدية حتى حماية "إسرائيل" فكيف يمكن له أن يحمي تلك الدول.
وتابع: "من الأفضل اليوم حيث تعقد قمة منظمة التعاون الاسلامي في مكة المكرمة ان تقوم منظمة التعاون الاسلامي بالعمل الذي أسست من أجله وهو دعم الشعب الفلسطيني بدلاً من التخرصات التي أطلقت بشأن ايران وأسعدت الكيان الصهيوني".
اما رئيس مجلس الشورى الاسلامي، علي لاريجاني، فصرح خلال مشاركته بالمسيرة ان تواجد الاميركيين في المنطقة لقمع المسلمين، أدى الى ان يصبح تيار المقاومة اكثر قوة.
وحول تضاؤل قوة الكيان الصهيوني وازياد قوة المقاومة قال لاريجاني: إن الأمر واضح؛ لأن السياسات التي تعتمد المشاريع التساومية وأمثالها، لم تصل الى نتيجة، وكلما أصروا أكثر على هذه القضايا حصلوا على نتائج أقل، لكن تيار المقاومة قد إزداد قوة في ضوء ذلك وأيضا بسبب تواجد الاميركيين في المنطقة لقمع المسلمين.
كما أكد آية الله ابراهيم رئيسي رئيس السلطة القضائية الايرانية، لدى مشاركته بمسيرة يوم القدس العالمي في مدينة "بيرجند"، أن الارادة الفولاذية والحضور الجماهيري الواسع سيما الشباب واليافعين في المسيرات، يحمل رسالة مزدوجة لمحبي الثورة الاسلامية في العالم ولحتمية تحرير القدس الشريف.
واعتبر أن صفقة القرن ستتحول الى هزيمة القرن بكل تأكيد، في ظل هذه المسيرات الغفيرة وببصيرة الأمة الاسلامية.
من جانبه أكد النائب الاول لرئيس الجمهورية، اسحاق جهانغيري، بان الجماهير ستجهض صفقة القرن بحضورها في الساحة ولن يحصد القادة العرب المواكبون للكيان الصهيوني سوى العار التاريخي.
وفي تصريح أدلى به خلال مشاركته في مسيرات يوم القدس العالمي بطهران قال جهانغيري: إن الامام الراحل رسم استراتيجية مهمة للشعب الفلسطيني الا وهي الحضور الشعبي في الساحة لدعم هذا الشعب.
وأضاف: إن الرئيس الاميركي أعلن صفقة القرن خلافا لجميع العقود والإتفاقيات الدولية بهدف طمس جميع حقوق الفلسطينيين.
كذلك شارك أبناء الشعب الايراني من الطائفة اليهودية وسائر الطوائف الى جانب سائر الشعب في مسيرات يوم القدس العالمي في طهران ومدن ايرانية أخرى.
هذا وقد استعدت 84 مدينة في نحو ثلاثين دولة في قارات العالم للاحتفال بيوم القدس العالمي في الجمعة الأخيرة من شهر رمضان المبارك الذي يصادف في الـ31 من أيار/مايو المقبل.
ووصلت إلى وكالات الانباء، دعوات من منظمات وأحزاب وقوى وجمعيات تؤكد عزمها تنظيم مسيرات شعبية للتعبير عن دعمها للقدس وللقضية الفلسطينية، ورفضها لصفقة القرن التي سيتم تدشينها نهاية الشهر المقبل في البحرين بتدبير أميركي إسرائيلي.
كما انطلقت مسيرات يوم القدس في اندونيسيا وماليزيا وايران والعراق، والعديد من الدول الاسلامية في العالم واقيمت مراسم يوم القدس العالمي في 12 ولاية أميركية، وثمانية بلدان أوروبية، و11 دولة في أفريقيا، بالإضافة إلى سيدني ومالبون في أستراليا.
كما تدفق الآلاف من الفلسطينيين إلى المسجد الأقصى لإحياء يوم القدس العالمي، وفي ذات السياق أعلنت قوات الاحتلال الإسرائيلي أنها ستنفذ إجراءات أمنية غير مسبوقة لمنع الفلسطينيين من الوصول إلى القدس.
واكدت قيادات للمقاومة الفلسطينية أن يوم القدس العالمي هو صرخة من قبل الامام الخميني "رض" للتأكيد على مركزية القدس والقضية الفلسطينية، مثمنين دور الجمهورية الإسلامية الايرانية في دعم المقاومة وتذكير العالم بثوابت الشعب الفلسطيني.
وكان نص دعوة الامام الخميني في تموز من العام 1979 م هو: "أدعو جميع مسلمي العالم الى اعتبار آخر جمعة من شهر رمضان المبارك التي هي من أيام القدر ويمكن أن تكون حاسمة في تعيين مصير الشعب الفلسطيني يوما للقدس، وأن يعلنوا من خلال مراسم الاتحاد العالمي للمسلمين دفاعهم عن الحقوق القانونية للشعب الفلسطيني المسلم".
هذا واعتبر البيان الختامي للمسيرة في طهران، ان مواصلة الانتفاضة هو الحل الوحيد للقضية الفلسطينية أكد أن تحرير القدس الشريف والسعي لإزالة الغدة السرطانية (اسرائيل) هي من التطلعات السامية للعالم الاسلامي، معلناً الدعم الشامل لمحور المقاومة في مواجهة خطط الرئيس الامريكي المشؤومة ضد الدول الاسلامية.
وأدان البيان بشدة مؤامرة صفقة القرن ورضوخ قادة بعض الدول العربية في محاولاتها لتطبيع العلاقات مع الكيان الصهيوني وعقد مؤتمر صهيوني –أمريكي في المنامة.
وأعلن البيان دعمه لمسيرات العودة، معرباً عن الاستياء الشديد من الصمت المخزي من قبل المجتمع الدولي تجاه جرائم الكيان الصهيوني في غزة والضفة الغربية.
واعتبر البيان مواصلة الانتفاضة والمقاومة في وجه جبهة الكفر العالمي بقيادة الشيطان الاكبر امريكا هو الحل الوحيد للقضية الفلسطينية، مؤكدا الرفض المطلق لأي مساومة او استسلام حتى إزالة الغدة السرطانية (اسرائيل) وعودة اللاجئين الفلسطينيين من جميع أنحاء العالم وإجراء إستفتاء شامل لضمان مستقبل هذا البلد.
كما اعتبر البيان أمريكا الطاغوت الاكبر، العدو الاول للبشرية، مديناً بشدة إجراءات البيت الابيض في الانسحاب من الإتفاق النووي وتشديد الحظر الجائر وادراج حرس الثورة الاسلامية في قائمة المنظمات الارهابية.
وفي خطبة الجمعة بطهران في يوم القدس العالمي اكد الخطيب أن لا صفقة القرن ولا أي اجراء آخر، لا يضمن حقوق الفلسطينيين المشروعة، وخاصة عودة اللاجئين واقامة الانتخابات الحرة لتحديد المصير، لن يكون قادرا ابدا على حل هذه القضية العالمية.
وقال الشيخ كاظم صديقي: إن يوم القدس بالنسبة لنا هو يوم الاسلام، وقد حدد هذا المعنى الامام الراحل (رض)، مضيفا: إن يوم القدس وطيلة الـ40 عاما الماضية، تحول الى ميدان للمنازلة واعلان البراءة من الكيان الصهيوني الغاصب، واعلان مواقف الامة الاسلامية ضد الاحتلال.
وبيّن ان يوم القدس ليس فقط يوما واحدا، بل هو تيار وجبهة، مصرحا: إن يوم القدس هو السبب في عدم نسيان القضية الفلسطينية ومراجعة ملف الكيان الصهيوني الاسود وحماته قتلة الاطفال.
ولفت صديقي الى ان المقاومة والانتفاضة الفلسطينية، تجذرت في كل مكان في الاراضي المحتلة.. وهذه المقاومة أدت الى اثارة الهلع بين الصهاينة والمثلث المشؤوم المتمثل في اميركا والامارات والسعودية كحماة لهم.
وتابع: بفضل الله فإن عمق الوعي بالقضية الفلسطينية قد تجاوز حدود المنطقة، وتحول الى موضوع عالمي لتحقيق مطالب الفلسطينيين.
وأشار خطيب جمعة طهران المؤقت الى مخطط "صفقة القرن"، وقال: إن هذا المشروع او أي اجراء آخر لا يضمن حقوق الفلسطينيين المشروعة وخاصة عودة اللاجئين واقامة الانتخابات الحرة لتحديد المصير، لن يكون قادرا ابدا على حل هذه القضية العالمية.
وبشأن الاسس القرآنية للدفاع عن فلسطين، قال حجة الاسلام صديقي، ان الاسلام لم يحصر الدفاع عن المظلوم بحدود خاصة، بل جعل ذلك عابرا للحدود. فالقرآن يؤكد على توفير الحماية والدعم للنساء والرجال والاطفال الذين يتعرضون للظلم ولو كانوا من غير المسلمين.
ولفت الى ان النبي صلى الله عليه وآله، أكد ان من سمع نداء مظلوم، ولم يجبه فليس بمسلم.
وأشار حجة الاسلام صديقي الى قرب حلول الذكرى السنوية لرحيل الامام الخميني (رض)، وقال: إن الامام الخميني (رض) كان يرى وجود جبهتين؛ جبهة الاستكبار وجبهة المستضعفين، ولذلك فإن ثورتنا ليست ايرانية فقط بل هي ثورة المستضعفين.. فنحن ندعم المظلومين اين ما كانوا، والمستكبرين قد انهزموا امامنا ويمضون الى افول.