يوم القدس

ID: 64385 | Date: 2024/04/04

بسم الله الرحمن الرحیم 


 نحن على اعتاب يوم في اخر جمعة من الشهر الفضيل، يخرج فيه المسلمون في كافة انحاء العالم، للتعبير عن رفضهم التام للاحتلال الصهيوني الغاصب لارض فلسطين المسلمة ... التي لا تزال تنزف بعد مرور اكثر من سبعين عاما، على ماساة شعب، تعاون الاستعمار البريطاني البغيض وادواته من مدعي العروبة، في تشريده، بكل ما توصلوا اليه من وسائل التدمير والابادة، بهدف محو خارطة فلسطين من العالم وازالة شعب كامل، على ان لا يبقى له اسم اوتاريخ يذكر ! ... وجاءت بعد ذلك الامبريالية الامريكية، لتكمل الدور البريطاني المشؤوم، في اغتصاب ما تبقى من الارض الفلسطينية، بتعاون مع المتصهينيين العرب والمسلمين، اصحاب (السيوف الراقصة) والتيجان المتارجحة ... للبقاء اكثر فاكثر على عروش متهرئة، تحکم شعوبها بالنار والحديد، حتى لوكان ذلك بتحولهم الى عبيد، يقومون ويقعدون باشارة من ساكن البيت الاسود ! يتبجحون بعبوديتهم والانصياع له في كل ما يريد ويامر ! متناسين ان هناك شعبا هوالشعب الفلسطيني الثائر وامة هي الامة الاسلامية العظمى، التي بدات تقض مضاجعهم وتحرم عليهم النوم . وما انتفاضات الفلسطينيين المتوالية، وتقديمهم الشهيد تلوالشهيد، على مذبح التحرر،الاستقلال والاسلام، وانبثاق الثورة الاسلامية المجيدة وانتصارها الباهر، وظهور رجل من رجال الله تعالى ومجاهد من المجاهدين المسلمين المخلصين، وقائد. لا يضاهيه احد، ولا تلومه في الحق لومة لائم، انتزع ايران الاسلام من براثن الوحش الامريكي المفترس، ولقنه درسا لن ينساه ابدا ! الا دليل على ذلك . فقد جاء ليقولها عاليا،بكلمات تهز الاسماع والقلوب وترتعد لها فرائص الاقزام المتامركين والمتصهينيين ... بان فلسطين لا تضيع ... لا تستباح ... ليست للبيع مهما كان الثمن ! وانها باقية ما بقي الدهر، وعائدة الى اصحابها باذن الله تعالى، حتى ولواعدوا لها الف صفقة وصفقة في هذا القرن ومابعده ! ... قالها الامام الخميني (قدس سره)، باعلانه اخر جمعة من شهر رمضان المبارك، باسم يوم القدس ... اي، ان القدس لنا وسيعود لنا باذن الله تعالى فـ "يوم القدس، يوم يجب ان ينذر فيه اولئك المثقفين ممن يقيمون علاقات سرية مع امريكا وعملائها، بانهم لولم يكفوا عن هذا التدخل والفضول، فسوف يتم قمعهم " (1) . لقد ظهرت ملامح ذلك خلال الاحداث المتتالية التي نشهدها اليوم، على مسرح عالمنا المعاصر، ومشاركة جمع غفير من اليهود الشرفاء، في امريكا وغيرها في مسيرات القدس، ودعمهم لقضية فلسطين، الا غيض من فيض ... واول الغيث قطر ثم ينهمر . فيوم القدس كما اشار اليه المجاهد الكبير الامام الخميني (قدس سره)، هو" يوم عالمي لا يختص بالقدس فقط. انما هو يوم مواجهة المستضعفين للمستكبرين، يوم مواجهة الشعوب الرازحة تحت نير الظلم الامريكي وغير الامريكي، للقوى العظمى ." (2)... والاحداث تدل دلالة واضحة، على ان الاسلام لا يهزم قط، وان المسلمين اباة الضيم، لا يعرفون الهزيمة، الذلة، الانكسار والتراجع ... فهم اسود الوغى الذين تناستهم الامبريالية الامريكية واذنابها و" يجب على دول العالم ان تدرك بان الاسلام لا يهزم . فالاسلام والتعاليم القرانية هي التي ستنتصر في جميع الدول وستؤدي الى تقدمها ايضا . يوم القدس مناسبة للتذكير بهذا الهدف، وهواعلان تقدم المسلمين وتطورهم في جميع انحاء العالم." (3)


وبمضي ايام الشهر الفضيل ... نتوقف عند نهايته، بيومه الكريم، عيد الفطر الاغر، بعد صيام واطاعة لله تعالى، قام بها المسلمون في العالم اجمع، على اختلاف اعراقهم، السنتهم ومذاهبهم، ليعلنوا ان الاسلام باق، خالد الى يوم اليقين، وان تعاليمه باقية خالدة، لا تزول مهما حاول كبار الشياطين وصغارهم، طمسها اوتغييرها وتحويلها الى طقوس وحركات يقوم بها الفرد من حين لاخر ! ف " يوم الفطر، يوم جعله الله تعالى للمسلمين عيدا، حتى يجتمعوا للصلاة والخطب المناسبة لكل عصر، ليختاروا موقفهم من الاسلام واعدائه السفاكين " (4). فالاعداء ما فتئوا، يتربصون الدوائر بالاسلام والمسلمين، وان اصطبغوا، احيانا، بصبغة الاسلام ! وهمهم غسل ادمغة الشباب المسلم خاصة، من الاسلام وتعاليمه، وتعبية الادمغة، بما يطلقون عليه "حضارة الغرب " ! وما هي الا دعارة مغلفة واستهتار بالاخلاق وانتقاص من شخصية الانسان وانزاله الى اسفل السافلين ... وتحكيم المادة، كسيف بتار على الرقاب ! فكل ما ينتفع به، هوحضارة وتمدن وحقوق انسان ! وكل ما لا ينتفع به، رجعية وتدهور وانحطاط !...


ولا فرق في ذلك بين الانسان والحيوان ! حيث الشواهد جمة لا يمكن العدول عنها اوانكارها ... لاسيما في الظروف الراهنة التي يتعرض فيها العالم باسره الى جائحة ال( كرونا) ... فالدواء والعلاج للشباب فقط ! لانه  يمكن الانتفاع بهم والاستفادة منهم في حقول شتى ! اما من تقدم في العمر ومهما كان، فلا دواء ولا علاج له لانه لا يفيد ولا ينتج ولا يقوم بعمل مثمر، يعود بالربح للراسمالية والمادية المتحضرة ! ... اما الاسلام، فيدعوالانسان الى الضيافة، ضيافة الله تعالى، في شهر رمضان المبارك، ليصومه ويتعرف على حقيقته كانسان ومخلوق رفيع، اراده له خالقه جل جلاله ذلك . فـ " پعيد الفطر الشريف الذي هوعيد في ضيافة الله، وعيد الاضحى المبارك الذي هوعيد لقاء الله . ويعد عيد ضيافة الله مقدمة للقاءالله." (5). لقد خاب من اعتقد ان المسلمين، ركنوا الى الياس والانزواء وفقدوا املهم حتى بانفسهم ... ومن قال بذلك، غفل وادار ظهره لحقيقة الاسلام وما يحدثه في قلوب المسلمين . انظروا الى الامام الخميني (قدس سره) مخاطبا المسلمين" انتم الذين تتحلون بالشجاعة ... هوالثبات امام المشاكل التي تواجهكم ولا تياسوا ابدا " (6) ... الثبات هوراس الحربة في مواجهة دسائس القوى السلطوية مهما كانت واشتدت ... وهوالاسلام والايمان بعينه والسيطرة على النفس الامارة بالسوء،واجتياز العقبات انما يكون بالتصدي لعوامل الشيطان واتباعه، كبارا وصغارا، ونيل ما يرنواليه الانسان، خاصة الانسان المسلم، بثباته وصموده . فهذا الامام الخميني ( قدس سره) مخاطبا " لا تدعوا الياس يدب في قلوبكم، فالياس من جنود الشيطان، والامل من جنود الله. كونوا واثقين من رعاية الله والاسلام لكم، فالشخص الذي يستمد قوته من الاسلام، مم يجب ان يخاف ؟!  توكلوا على الله تبارك وتعالى، توكلوا على القران والاسلام وسيروا قدما، لان الله معكم." (7). ... و:


ما نيل المطالب بالتمني


ولكن تؤخذ الدنيا غلابا . (8)






---------------------------------------------



1_ صحيفة الامام العربية، ج 9،ص 221.


2_ نفس المصدر.


3_ نفس المصدر .


4_ صحيفة الامام العربية، ج 3،ص 170.


5_ صحيفة الامام العربية، ج18،ص105.


6_ صحيفة الامام العربية، ج 9،ص 323.


7_ نفس المصدر. 


8_ من قصيدة لاحمد شوقي، قالها في مولد النبي الاكرم (ص) مطلعها :


سلوا قلبي غداة سلا وثابا


لعل على الجمال له عتابا .


________


د . سيد حمود خواسته. القسم العربي.