شؤون وواجبات النبي (ص)، بالتاكيد على رؤية الامام الخميني (قدس سره)

ID: 68682 | Date: 2021/10/03

شؤون وواجبات النبي (ص)، بالتاكيد على رؤية الامام الخميني (قدس سره).


الموضوع : حضرة محمد (ص)، الامام الخميني (قدس سره)، الواجبات، النبوة، الولاية، العرفان، الاسماء الالهية، الرسائل، الحكم، الحكومة والقضاء.


 


          ان النبوة ذات منشا الهي وارضية توحيدية، فالله تعالى، بلطفه ومحبته المطلقة، وبهدف هداية ودلالة الانسان نحو السعادة الدنيوية والاخروية، بعث من الناس انبياء، للتذكير بميثاق الانسان، الغريزي، وانقاذه من اسر النفس وقيود واغلال ابليس والشياطين، وتوجيهه الى الله عز وجل، خالق ومسبغ جميع الخيرات والنعم. هدف هذا البحث، تبيين شؤون وواجبات النبي (ص)، باولوية عرض رؤية الامام الخميني (قدس سره)، خلال نظرته العرفانية والكلامية _ السياسية. ان حقيقة النبوة، هي, كشف الحقائق وعرضها، ذلك لان النبي (ص)، يتلقاها من الغيب، حسب ارتباطه به، مستخدما اياها، من ناحيته الانسانية، لهداية البشر بصورة عامة، شاملة. في نظر الامام (قدس سره)، ان النبوة حقيقة مطلقة، يتم اظهارها في مقام غيب الغيوب والحضرة والاحدية، فالانبياء الالهيون (ع)، كلهم، هداة نحو الحق، الا انه، ايهم مظهر اي اسم من الاسماء الالهية، يعتمد على درجاتهم المختلفة، حيث ان النبي (ص) على قمة جميع الانبياء الالهيين، لانه (ص) مظهر اسم الله الاعظم، الجامع لكافة الاسماء الالهية. لذا فدعوة كل الانبياء (ع)، هي, لانجاح هداية النبي( ص)، فقد كانوا الممهدين لبعثته (ص)، وما خلود دينه ومعجزته، الا دليل على ما يتمتع به (ص) من خصائص. ان الامام، كبعض العرفاء الاسلاميين، يعتبر الولاية كباطن للنبوة ... فالنبوة، على الظاهر، انتهت برحيل النبي الخاتم (ص)، لكن باطنها استمر على شكل الولاية، فالنبي(ص) كانسان كامل، يضم كافة الاوصاف الكمالية الانسانية، الا ان ميزات مثل : الاعجاز، العلم اللدني، علم الغيب والعصمة، هي، من الخصائص البارزة واللازمة للنبوة ... والكمال المطلق، في ذلك، لله المتعال (فقط)، وما قيام ا لنبي (ص) باظهار المعجزة، وعلم الغيب، اذا لزم الامر، باذن الله تعالى، الا لردع المعارضين وترسيخ صدقه (ص). وبما انه (ص)، كونه هادي الانسان الى الكمال والسعادة، فهو اذن، مصون من كل عيب ونقص وخطا ومعصوم. حسب رؤية الامام الخميني (قدس سره)، انه سماحته، وبالالهام من مدرسة اهل البيت (ع)، يرى ان النبي (ص) ذو واجبات هامة، عرضها سماحته في اطار الرسالة والنبوة، الحكم والحكومة والقضاء، حيث ان ارضية واجباته (ص) الرسالية، هي، تلقي وابلاغ الوحي، وايصال النداء والاحكام الالهية، تعليم وتربية الانسان الالهي، تجري خلالها، وواجبات النبي (ص)، ابلاغ الاوامر الالهية. اما بالنسبة للواجبات الحكومية والحكم، فانه (ص) ماذون من جانب الله تعالى، بادارة المجتمع الانساني حسب الاحكام الالهية وتشخيص المصالح الانسانية. هنا, تتوجب اطاعة اوامر النبي (ص) خلال الاطاعة الالهية. الشانان والواجبان الهامان الاخران للنبي(ص)، هما، ايجاد نظام عادل، على اساس مظهرية العدل الالهي، والفصل في قضايا الاختلاف والمواضيع الحقوقية الشائكة، للناس، التي تستدعي التعايش الاجتماعي. في هذا المجال، ايضا، تعتبر اطاعة اوامر واحكام النبي (ص) القضائية، وعدم مخالفة ذلك، في الظاهر والباطن، واجبا شرعيا، محكا، ورمزا للتدين.


 


_______


_ تلخيص لموضوع رسالة دكتوراه، حسين صالحي مالستاني، 1390 ه. ش. (2011م). قم.


_ القسم العربي، الشؤون الدولية، مؤسسة تنظيم ونشر تراث الامام الخميني (قدس سره).