رواية لوسين جورج مراسل صحيفة لوموند الفرنسية ، حول لقائه بالامام .
كان لوسين جورج مراسل صحيفة لوموند الفرنسية ، اول صحفي يفوز بلقاء مع الإمام الخميني (قده) ، في السادس من أيار عام 1978 . قال بعد وصفه كيفية الوصول و لقاء سماحته ، و شرحه لبساطة محل سكن و شخصية الأمام الفريدة و تأثيره : في بداية العام المسيحي الراهن ، اندلعت انتفاضات كبيرة متواصلة في إيران ، من قم الى تبريز ، و اختل التدريس و البحث على أعقاب ذلك ، خلال هذا الاسبوع ، في عدة جامعات في طهران ، و رغم مساهمة عدد من المعارضين ، من اليسار إلى اليسار المتشدد فيها ضد نظام الشاه ، لكن الأحداث تشير إلى أن قادة هذه الانتفاضات الرئيسيبن ، هم الزعماء الدينيون . على اي حال ، المتظاهرون يرددون بأستمرار و بصورة منظمة ، اسم الزعيم الديني للشيعة في العالم ، أي آية الله الخميني . كان سماحته منفيا في العراق منذ 1964 . و في التاسع و العشرين من تشرين الأول 1977 ، وقعت حادثتان تسببتا في عصيان و غليان : رحلة نجل الإمام في العراق ، المريبة ، و انتشار مقالة موهنة ضد آية الله الخميني في الصحف الحكومية (1) ، و ادتا إلى تحرك القوى الدينية بجد ، ضد الشاه . و رغم ان آية الله الخميني ، و هو من معارضي النظام الملكي ، المتشددين ، يصدر بأستمرار بيانات و ندا آت موجهة إلى الشعب ، داعيا فيها إلى الثورة و العصيان ، لكنه لم يجر لقاءا مع صحافة اجنبية لحد الآن . من الجدير بالذكر ان سماحته (قده) استقبل المبعوث الخاص لصحيفة لوموند ، في منفاه ، النجف الاشرف ، في العراق . اضاف المراسل المذكور : لقد تحدث لنا سماحته بكلام صارم ، حازم و لحن هادئ ، خلال ساعتين ، حتى أنه عندما كان يذكر و يردد ، ان على إيران ان تنقذ نفسها من شر الشاه ، و كذلك عند اشارته إلى فقدان نجله ، لم يكن هناك شيئ من الهيجان في صوته ، أو تغيير في ملامحه ! كان سلوكه و قوة تحكمه و نفسه ، تدل على الحكمة . فقد كان سماحته ، بدل الضغط على الكلمات (التي يتفوه بها) ، يبلغ مخاطبه باعتقاده و إيمانه ، خلال نظرته النافذة . لكن الحديث عندما يصل إلى نقطة حساسة و رئيسية ، يتحول إلى شخصية صارمة و حازمة . لقد اتسم بإرادة راسخة و كاملة ، توحي بعدم مصالحة ايا كانت (مع نظام الشاه) . فقد عقد العزم على الكفاح ضد الشاه ، إلى نهاية المطاف .
___________________________
1_ مقالة باسم : احمد رشيدي مطلق، المستعار، في صحيفة اطلاعات . / القسم العربي ، الشؤون الدولية ، نقلا عن وكالة جماران ، بتعريب و تصرف.