ما هو الخطر الاعظم من خطر أمريكا ؟

ID: 83499 | Date: 2025/07/17
لو فرضنا أنّ أمريكا تهجم علينا بجيوشها وتبيدنا لما كان ذلك أمراً مهماً إنه طبعاً عمل عظيم، لكن ما هو أعظم منه إخفاق المدرسة العقيدية.
وفرقة من الناس يقولون: إننا يجب أن نظهر مدرستنا العقيدية بشكل يرتاح إليه الغربيون ويعملون على نشره.
إنّ هؤلاء بهذا العمل يريدون أن يهزموا مدرستنا، ويدعوا أننا أخفقنا وعجزنا. أو أن يقولوا: إنّ الإسلام هو هذا الذي ندّعيه نحن. فهؤلاء يريدون أن يسيئوا إلى الإسلام. إنهم لا يعلمون أنهم يقولون ما لا يعلمون فهذا الأمر قد خاب في أوروبا، وهؤلاء يريدون أن يظهروا تلك النفايات والحثالات التي خابت في أوروبا بمظهر حسن في إيران والدول الإسلامية. إنهم لم يطلعوا على حقيقة الإسلام ومناهجه ووضعه لذلك يفعلون ما تشتهيه أنفسهم. ولو سألت أحدهم: ماذا تفعل؟ لقال: صنعنا ثورة. إنهم يظنون أنّ الثورة هي الفوضى والهرج والمرج. وهي ليست الهرج والمرج علماً بأنّ قيام الثورة ملازم لوقوع بعض المفاسد، وهذا أمر طبيعي. أما أولئك الملتزمون الذين يحبون الثورة ويهوونها، فإنهم يعتقدون أننا بدّلنا النظام‌الظالم بالنظام العادل لتتعامل جميع طبقات الشعب بالعدل الإسلامي، وتلتزم به، ولا يركب كلّ رأسه فيعمل ما يريد. ولقد قلت الآن لزعماء حرّاس الثورة الذين كانوا هنا: اذهبوا واجلسوا مع أولئك السادة، واستشيروهم في اتخاذ طريق صحيح، لكي يعمل الجميع في كل مكان، وفقاً لموازين عقلانية وإسلامية، وإذا تم هذا الأمر فإنني آمل أن تنتصر إن شاء الله تعالى وتصلح جميع أمورنا.صحیفة الامام الخمیني ج۱۱،ص٦٥-٦٦.