نقلاً عن مراسل جماران، وجّه الإمام الخميني (قدس سره) في الثاني عشر من مرداد عام 1359هـ.ش (3 أغسطس 1980م) خلال خطاب له إلى المطران كابوتشي، انتقاداً لأداء رجال الدين المسيحي، مذكّراً إياهم بمسؤوليتهم تجاه المظلومين. وقد جاء في جانب من كلامه ما يلي:
أعلم أن دين المسيح ليس هكذا، وكل من يتبع المسيح يجب أن يكون ناصراً للمظلومين، ويجب أن يواجه القوى العظمى، كما أن من يتبع الإسلام يجب أن يعارض القوى العظمى وينقذ المظلومين من مخالبهم. لماذا لا يهتم السيد البابا بأحوال هؤلاء الفتيات والفتيان الذين – في هذه اللحظة التي أتحدث فيها إليكم – يعيشون في السجون والأغلال والمعاناة والتعذيب، ولا يتكلم بكلمة واحدة عن هذه الأمور؟ لماذا لا يقول كلمة واحدة لهؤلاء الذين يعتبرون أنفسهم مسيحيين وأتباع الكنيسة: أنتم لماذا تفعلون هذه الأمور وأنتم تدّعون المسيحية؟ ماذا أقول لهؤلاء المظلومين الذين يوجهون إلينا اللوم لأننا نؤيد رجال الدين، في حين أن هؤلاء لا ينطقون بكلمة واحدة تجاه القوى الكبرى والظلم الذي يُمارس على الشعوب، بل حتى الظلم الذي يُمارس على أشخاص داخل أمريكا نفسها؟ لا تُرسل رسالة، ولا يُوفَد رسول. لكن عندما نحتجز وكر تجسّس ثبت تجسّسه، فإن السيد البابا يُرسل رسلاً ويبعث برسائل. والآن أيضاً، حيث توجد مدارسهم الدينية هنا، وقد قال بعض الأشخاص – مع أنني لست مطلعاً حالياً – إنهم زاروا هذه المدارس ووجدوها ليست مركزاً للتعليم والدراسة، بل مركزاً آخر، ومع ذلك بعث السيد البابا برسالة وتوصية.
هل نحن ضد العلم؟ هل نحن ضد التعليم؟ هل نحن ضد المدارس؟ متى كنّا معارضين لمدارس النصارى أو الزرادشتيين أو اليهود؟ ولكن إذا كانت هذه المدارس شيئاً آخر، فنحن لا نستطيع تحمّلها. كان على السيد البابا أن يرى أولاً ما هي هذه المدارس، وأن يُرسل من يراها ويشاهد حالها، ولماذا لم تستطع حكومتنا تحمّلها. وبالطبع هذه الأمور تعود إلى الحكومة، ولكن ما أقوله لكم لتنقلوه إلى السيد البابا هو أن يُغيّر سلوكه كونه رجل دين، وأن يكون إلى جانب المظلومين، وإلى جانب أولئك الذين يُسحقون تحت حذاء أمريكا.
وفي جزء آخر من كلام الإمام جاء:
لماذا لا نسمع من السيد البابا ولو مرة واحدة دعماً للمظلومين، سواء من إيران، أو من أولئك الذين داخل أمريكا نفسها ويعيشون تحت الظلم والتعذيب؟ انقلوا له سلامي، وقولوا له أن يرفض هذا المسلك، وأن يكون إلى جانب المظلومين، إلى جانب أولئك الذين نُهبوا وسُحقوا. قولوا له أن يأمر أتباعه الذين يدّعون التبعية له بأن يطلقوا سراح هؤلاء. نحن لا نستطيع بعد الآن أن نخضع لأمريكا. حتى لو قضت أمريكا على كل أفراد شعبنا، فلن تستطيع أن تعود لتأمين مصالحها هنا، أو أن تُخضع شعبنا للظلم والقهر والاختناق. يجب أن تدرك أمريكا أن زمن هيمنتها على إيران قد ولى، وعلى السيد البابا أن يوصي أمريكا أن لا تعامل البشر بهذه القسوة، وأن لا تتحول إلى جلاد للبشر، وأن لا تظلم هذا القدر. البشر هم عباد الله، فلا ينبغي معاملتهم بهذه الطريقة. آمل أن يؤدي السيد البابا مسؤوليته الدينية والمسيحية، ويمنع ما يفعله جلاوزة أمريكا وشرطتها. ونحن واقفون في وجه أمريكا حتى النهاية، ولن نسمح لها أو لأتباعها بالعودة. وشعبنا سيبقى حتى آخر نَفَس مستعداً للدفاع عن الحق، ولن يخضع للظلم أبداً.
------------
القسم العربي، الشؤون الدولية.