إن ما يكفل لبلد ما أن يكون بلداً متحضراً هو تحرره واستقلاله بمعناه الحقيقي. والمذهب الانساني ولاشيء غيره يستطيع أن يضمن للشعب حريته، أما الحرية الموجودة في الغرب فهي ليست إلا نوعاً من الفساد، فهم يمارسون شهواتهم كما يشاؤون دون قيد أو شرط. الحرية عندهم. تعني أن يكونوا أحراراً في ملذاتهم يفعلون ما يشاؤون.
لقد خدعونا بعض الشيء بقولهم أنهم سيمنحونا الحرية! وفي عهد النظام البائد كانوا يقولون أنهم منحونا الكثير من الحرية. كان كارتر يقول: لقد منحوا هذا الشعب حرية زائدة عن اللازم! فهل هذه الصرخات التي تنطلق من الشعب هي بسبب الحرية الزائدة؟! وما هذه السجون والتعذيب الموجود في إيران؟! لقد كانت إيران كلها سجناً يضم (35) مليون نسمة! الصحافة لم تكن حرة ولم تستطع أن تكتب كلمة حرة واحدة. الراديو لم يكن يستطيع أن ينطق بكلمة واحدة مخالفة لهم. كل ما كان يذاع كان يتم املائه من قبل المخابرات، كانت تمسك بكل شيء. ومن هم فوق مديرية المخابرات كانوا يقدمون مايريدون إليها لتقدمه هي بدورها إلى الراديو.
الشعب لم يكن بوسعه تعيين نائباً واحداً، وإذا أصرّ البعض على أنهم كانوا أحراراً، فإنهم يقولون هذا تنفيذاً لرغبة المحاكم وليسلموا من ملاحقتها، وليس لأنهم كانوا أحراراً كما يدعون! فلم يكن هناك شيئاً يسمى اختياراً، فالحرية تعني أن يكون الشعب حراً في اختياره لممثليه، وحراً في أن يقول ما يشاء، وأن يعترض على ما يشاء، ولكن هذا لم يتحقق أبداً.
والمذاهب التوحيدية وعلى رأسها الإسلام، هي وحدها التي تستطيع أن تمنح الشعب حريته بحيث لا تتحول إلى فساد أو إلى نقيض للشخصية الانسانية. فإذا كنتم تبحثون عن السعادة والهناء، اعملوا على أن يجد هذا الدين الحنيف طريقه الى واقع الحياة.
صحيفة الامام الخميني العربية، ج٩، ص٧١-٧٢
-------------------
القسم العربي ، الشؤون الدولية.