الأمين العام لمجمع التقريب: الإمام الخميني (قده) كان يرى أنّ الهدف الأساس للحكومة الإسلامية هو خدمة المستضعفين

ID: 84157 | Date: 2025/09/11


أكد الأمين العام للمجمع العالمي للتقريب بين المذاهب الإسلامية، حجّة الإسلام والمسلمين حميد شهرياري، أنّ نظرية ولاية الفقيه التي طرحها الإمام الخميني (قده) أحدثت تحوّلاً كبيراً في العالم الإسلامي، مشدداً على أنّ الإمام كان يعتبر خدمة المستضعفين الهدف الأول للحكومة الإسلامية.



وقال شهرياري في كلمته خلال لقاء ضيوف المؤتمر الدولي التاسع والثلاثين للوحدة الإسلامية مع السيّد حسن الخميني: «الإمام الخميني (قده) كان يعتقد أنّ الحكومة الإسلامية يجب أن تكون في خدمة المستضعفين. وقد أكّد مراراً على ضرورة إزالة الفقر والحرمان، وجملته الشهيرة: "لا أُعطي شعرةً واحدة من سكان الأكواخ مقابل جميع سكان القصور" تعكس بوضوح هذا التوجّه».



وأشار الأمين العام للمجمع إلى أنّ الإمام الخميني كان يعتبر ولاية الفقيه امتداداً للولاية الإلهية وولاية النبي الأعظم (ص) وأهل البيت (ع)، موضحاً أنّ الإمام قدّم أدلّة عقلية ونقلية راسخة في كتبه لتبيين هذه النظرية التي مثّلت نقلة نوعية في الفكر السياسي الإسلامي.



وأضاف شهرياري أنّ اهتمام الإمام بالمستضعفين لم يكن مجرد شعار، بل ممارسة عملية، مذكّراً بأنّ مناطق مثل حلبی‌آباد وعلوی‌آباد في جنوب طهران قبل الثورة كانت رمزاً للفقر والحرمان، بينما جعل الإمام خدمة المحرومين الهدف الأول للحكومة الإسلامية.



ولفت إلى أنّ الفقر الاقتصادي يؤدي بطبيعته إلى الفقر الثقافي، قائلاً: «الإنسان الذي يحتاج إلى قوت يومه لا يملك فرصة للمعرفة والتطوير. وكما ورد في الحديث الشريف: "الفقرُ كاد أن يكون كفراً". واليوم يواجه الشعب الفلسطيني المظلوم أوضاعاً مأساوية حيث يفتقد ليس فقط إلى الطعام والماء، بل حتى إلى أبسط مقومات الحياة، وهو ما يعكس سياسة الاستضعاف الثقافي التي يفرضها الأعداء».



وأوضح أنّ الإمام الخميني كان يرى أنّ استمرار الفقر يشكّل تهديداً مباشراً لبقية أهداف الثورة الإسلامية، ومن هنا فإنّ القضاء على الفقر وخدمة المستضعفين يجب أن يكونا على رأس أولويات النظام الإسلامي.



واستحضر شهرياري الظروف القاسية التي عاشها الشعب الإيراني قبل الثورة، قائلاً: «في تلك الفترة لم يكن في طهران ماء جارٍ، وكان ماء الشرب يُوزّع بالعربات. أما اليوم فبفضل الثورة الإسلامية، وصلت خدمات الماء والكهرباء والغاز إلى أبعد مناطق البلاد، وكل ذلك بفضل عناية الإمام الخميني (قده) بالمستضعفين».



وختم الأمين العام للمجمع العالمي للتقريب بالتأكيد على أنّ اهتمام الإمام بالمحرومين يجب أن يكون نموذجاً يُحتذى به من قبل جميع المسؤولين، مضيفاً: «الاستضعاف لا يقتصر على البعد الاقتصادي، فالقرآن الكريم في قوله تعالى: ﴿وَنُرِيدُ أَنْ نَمُنَّ عَلَى الَّذِينَ اسْتُضْعِفُوا فِي الْأَرْضِ وَنَجْعَلَهُمْ أَئِمَّةً﴾ يشير أيضاً إلى الاستضعاف السياسي. فالمستضعفون ليسوا ضعفاء في حقيقتهم، بل يُعتبرون كذلك، فيما قوّة إيمانهم تجعلهم أكثر صلابة في مواجهة الضغوط».


-------------


القسم العربي، الشؤون الدولية.