عبد الرسول الاسدي
يقال كثيرا ان المنتصر دوما ما يفرض شروطه ورؤيته على الاخرين ، سواء كانوا مهزومين او اولئك الذين لا يجب عليهم ان يخوضوا حروبا خاسرة .
لهذا السبب فامريكا التي تعتبر نفسها منتصرة اولى مقدما على كل دول العالم تمتلك رؤية متفردة لقيادة العالم ،محكومة بالنظرة الاحادية المتناقضة الى العالم اجمع. ولهذا تقوم الدنيا ولا تقعد لان برنامج ايران النووي السلمي قطع اشواطا في مجال تخصيب اليورانيوم .
لكن هذا التخصيب لم يكن في يوم من الايام مدعاة للقلق ، بدليل ان قرابة خمسين دولة حول العالم تملك برامج مشابهة بعضها معلن والاخر سري لكن درجة القرابة مع واشنطن هي من تحدد بوصلة القرار العالمي وحتى ذلك الذي يصدر عن الوكالة الدولية للطاقة الذرية التي يفترض بها ان تكون في غاية المهنية والموضوعية والشفافية .
وحتى نكون اكثر دقة فان درجة القرابة تلك يجب ان تكون مع واشنطن ومع راس الهرم فيها ، فترامب مثلا مثله وسائر رؤساء امريكا لا يكاد يحرك ساكنا فيما يتعلق بالكيان الصهيوني الذي يمتلك ترسانة نووية تفوق ما تملكه كوريا الشماليةن ومع ذلك فلا يعاقب ولا تبدو ان هناك قطيعة من اي نوع معه حتى وهو يرتكب مجازر مؤسفة يومية بحق الجياع في غزة .
يقولون في ذلك ان مايسمى باسرائيل دولة عاقلة حكيمة لا يمكنها ان تستخدم القنابل النووية لايذاء الاخرين رغم ان عدد ضحايا غزة قارب عدد ضحايا هيروشيما وناغازاكي وان استمر العالم في صمته فسيفوقون ضحايا عشر قنابل نووية !
الازدواجية النووية في العالم هي التي تدفع الى ممارسة اعلى درجات الضغط على ايران لاعوام طويلة من اجل حرمانها من الطاقة ، من التقدم والعلم وممارسة سياسة ممنهجة في اغتيال العلماء والطاقات ومحاصرتها تقنيا وعلميا بل واقتصاديا ايضا.
يقينا ان الحرب الاخيرة ليست مجرد محاولة لعرقلة ايران من الحصول على سلاح نووي بل محاولة لحرمانها من سبل الحياة وسبل الارتقاء لانها دولة ليست على درجة قربى كافية مع صانع القرار في البيت الابيض وقطيع النعاج في مايسمى المجتمع الدولي.
رئيس مؤسسة الشرق للصحافة و الإعلام .
---------
القسم العربي ، الشؤون الدولية ، صحيفة الشرق العراقية.