قال السید حسن الخمینی، في لقائه مع مديري وموظفي مؤسسة المكتبات العامة في البلاد:
قبل عامين ونصف وقعت حادثة أكتوبر في منطقتنا، وما تبعها من جرائم وحروب، غير أنّ آثارها تُرى اليوم في يقظةٍ جديدة، ومن نماذجها الانتخابات الأخيرة لعمدة نيويورك.
ليس المهمّ من فاز في تلك الانتخابات، بل المهم أنّه في زمنٍ ما لم يكن بالإمكان في الرأي العام الأمريكي الحديث عن إسرائيل، لأنّ الأجواء كانت لصالحها، أمّا اليوم فوفقاً للإحصاءات، فإنّ ثلثي السكان تحت سنّ الثلاثين في نيويورك يعارضون السياسات الأمريكية الداعمة لإسرائيل، ولذلك صوّتوا لهذا المرشّح المعارض لإسرائيل.
وأضاف حفيد الإمام الخميني أنّ الأساس الحقيقي لثورتنا هو حركة ثقافية، وقال: قبل عامين ونصف وقعت حادثة أكتوبر في منطقتنا وما أعقبها من جرائم وحروب، غير أنّ آثارها اليوم تظهر في شكل يقظةٍ ثقافية، ومن مظاهرها الانتخابات الأخيرة في نيويورك.
ليس المهم من جاء، بل المهم أنّه في زمنٍ مضى كان من المستحيل في الرأي العام الأمريكي أن يُقال شيء ضد إسرائيل، لأنّ الجو العام كان لصالحها، أمّا اليوم فبحسب الإحصاءات فإنّ ثلثي الشباب تحت الثلاثين يعارضون سياسة الدعم الأمريكي لإسرائيل، ولذلك صوّتوا للمعارضين لها.
وأشار السيد حسن الخميني إلى أنّ كلمة الكتاب مأخوذة من الجذر كتب الذي يعني التثبيت والدوام، وقال: الكتاب هو كلّ ما يُثبت فيه شيء ليبقى ثابتاً. ولذلك فإنّ المكتبات لا ينبغي أن تقتصر على حفظ الكتب فحسب، بل يجب أن تتجاوز ذلك لتكون فضاءً ثقافياً جامعاً للمهتمين بفكرٍ أو قضيةٍ معينة.
وأضاف: في الماضي كان الحصول على الكتب أمراً نادراً وصعباً، أمّا اليوم فبفضل البرمجيات وشبكة الإنترنت يمكن الوصول إلى جميع كتب العالم بسهولة، ولهذا ينبغي أن يتغيّر دور المكتبات من أماكن لحفظ الكتب أو قراءتها إلى مراكزٍ للنشاط الثقافي والإبداع الفكري.
وتابع قائلاً: ديننا هو الدين الوحيد الذي معجزته "كتاب"، وهذا الكتاب جاء ليحيي الموتى في التاريخ. فكما أن الدماء التي تُراق أحياناً تُثبت حقائق، كذلك الكلمة والكتاب يرسّخان القيم في الوجدان الإنساني. ومن هنا ينبغي الاهتمام ببثّ الروح الثقافية في المجتمع، إلى جانب القضايا المعيشية التي لها أهميتها أيضاً.
وأشار إلى ما سماه "اليقظة الثقافية" التي بدأت تظهر في الغرب، قائلاً: لقد كان التيار الغالب في المجتمع الأمريكي مؤيداً للصهيونية، أمّا اليوم فقد ضعف هذا التيار كثيراً، ويتوقّع أن يضعف أكثر في المستقبل بحسب استطلاعاتهم هم أنفسهم، وهذه ثمرة الوعي الثقافي الذي يمكن أن تصنعه الكلمة والكتاب.
وفي ختام كلمته قال السيد حسن الخمینی: إنّ مؤسسة المكتبات العامة في البلاد مكانٌ ثمينٌ جداً للخدمة، ونحن بأنفسنا منذ الصغر كانت لنا علاقة بالمكتبات ونعرف أجواءها. يمكنكم أن تكونوا مؤثرين تأثيراً عظيماً في الأجيال القادمة، ويسرّنا أن تكون إحدى السيدات تتولّى إدارة هذه المؤسسة، ونسأل الله أن يجعل هذا سبباً لأيامٍ أفضل لكم ولمكتبات البلاد، وأن تتمكّن المكتبات المتنقّلة والريفية من إيصال الخدمات إلى المناطق الأقل حظاً.
----------
القسم العربي، الشؤون الدولیة.