مشكلة التوبة في الكهولة

ID: 84996 | Date: 2025/12/27


يجب أن نبني أنفسنا. فإن بنيتم أنفسكم كانت جميع أعمالكم جهاداً بناء. وكل عمل تقومون به سيكون في حيز الجهاد الذي دخلتموه. لقد أصبحتم مجاهدين. وأعمال المجاهد أعمال جهادية. ابذلوا جهودكم لبدء جهاد البناء من أنفسكم. أي: اشتغلوا بهذا العمل، ولا تهملوه إلى آخر عمركم، فهذا الإرجاء واحد من إغراءات الشيطان الكثيرة. الشيطان الداخلي للإنسان هو أنني شاب حالياً، وأنّني سأتوب إن شاء الله عندما أصل الى سنّ الكهولة. أنتم لا تعرفون أن التوبة لن تكون سهلة المراس في سن الكهولة. الشجرة التي تم غرسها حديثاً بالإمكان قلعها، حتى بإمكان الطفل فعل ذلك. وعندما تنمو يكون بإمكان رجل بالغ أن يقلعها. وان نمت أكثر من ذلك كانت بحاجة إلى آلة لقلعها. وعندما تتجذّر وتشتدّ على ساقها، مثل شجرة السيد صالح (ومرقده شمال طهران في منطقة تجريش وفي صحنه شجرة قديمة عمرها بضعة قرون)- لا أعرف إن كانت موجودة حالياً ام لا- مثل هذه الشجرة لا يمكن قلعها بسهولة. إن جذور الأخلاق الفاسدة هي جذور الأعمال التي يقوم بها الإنسان، وتعود بعض جذورها إلى النفس، فهي سهلة في الأول. إنّ صدرت منه معصية لكان بإمكانه أن ينيب بسرعة، لكن إذا كثرت المعاصي استعصت التوبة منها، وكلما تقرّب من سن الكهولة أصبحت المعصية أقوى لأن إرادته لا تسعفه من الذنب الذي يتغلّب على عزمه، ويفقده طاقة المبادرة إلى الخلاص، فلا تؤخروا التوبة إلى سن الكهولة. لا تقولوا: عندما نكبر نتوب، لأنّ الإقلاع عن الذنب عسير في تلك السن. هكذا يوسوس الشيطان لكي يحرمنا الدخول إلى ذلك العالم ونحن نتحلّى بالإيمان.


صحیفة الامام الخمیني ج۱۱ ص ۳۰۷


-------------


القسم العربي، الشؤون الدولیة.