نائب رئیس مؤسسة تنظیم ونشر تراث الإمام الخمینی(رض)

مئات المشاريع البارزة هي نتاج أكثر من عقدين من السعي الحثيث والمتواصل

إن الإمام الخميني هو مفجر الثورة الإسلامية ومؤسس نظام الجمهورية الإسلامية في ايران. والدور الذي يقوم به مؤسسوا النهضات والثورات هو دور يتخطى تأثيره زمن حكوماتهم وحكومات القادة الذين يلحقون بهم.

ID: 33880 | Date: 2013/09/08
لقد كان للدكتور حميد أنصاري دور مؤثر في كافة مراحل تشكل وتطور مؤسسة تنظيم ونشر تراث الإمام الخميني(رض) وذلك منذ 24 عاماً أي منذ طرح حفيد الإمام حجة الإسلام والمسلمين المرحوم السيد أحمد الخميني لفكرة تأسيسها.
ما ستقرأونه هنا هو عبارة عن مقتطفات من الحوار الذي أجراه موقع بوابة الإمام الخميني(رض) مع نائب رئيس مؤسسة تنظيم ونشر تراث الإمام الخميني(رض) الذي أكد على ضرورة تأسيس مؤسسة ثقافية قائمة على آثار وأفكار الإمام(رض) وآلية تأسيس هذه المؤسسة والمشاريع البارزة التي أنجزت فيها والبرامج المستقبلية لها.
- يرجى التفضل بتوضيح الأسباب والضرورات التي أدت لتأسيس مؤسسة خاصة تُعنى بالإمام؟ ولماذا ينبغي تخصيص مركز خاص بالإمام فقط بالرغم من وجود المراكز العلمية والثقافية والدينية؟
إن الإمام الخميني هو مفجر الثورة الإسلامية ومؤسس نظام الجمهورية الإسلامية في ايران. والدور الذي يقوم به مؤسسوا النهضات والثورات هو دور يتخطى تأثيره زمن حكوماتهم وحكومات القادة الذين يلحقون بهم. فكلما كانت النهضة شاملة وثابتة كلما كان دورها أبرز وألمع. إن شخصية وأفكار الإمام(رض) تشكّل نظام وأسس القانون الأساسي. إن ماهية الثورة الإسلامية وأهدافها واستمرارية النظام نابع من ثورة على نحوٍ لا يمكن تجنه وذلك في كنف أفكار ومواقف الإمام الخميني(رض). فالإمام الخميني وأفكاره وسيرته هو سند الهوية للثورة والنظام. ففي باب تقييم نجاحات النظام الإسلامي الداعي لبناء الحضارة وإحياء المعنوية والقيم الإلهية، يقع خط وطريق مؤسسه في موضع للتقيم ومعياراً للأحكام. وفي باب معرفة العلل التي عانتها النضهات الكبرى وكشف الانحرافات التي واجهتها عن طريق هدفها الأولي، فإن مسألة امتلاك الوثائق والمستندات المعتبرة عن فترة تشكل النهضات وخاصةً المواقف، والرسائل المكتوبة باليد والقوانين والأحكام والخطابات لمؤسسي النهضات يعد أمراً مساعداً ومهماً. فالغفلة عن هذا الأمر المهم أي التدوين الدقيق للأحداث والمواقف والسلوكيات لدى القادة الدينيين والسياسيين الكبار أدى في الماضي لظهور إبهامات رئيسية وأساسية، وبقاء الكثير من الأسئلة التاريخية دون جواب، وبروز الاختلافات الجذرية في سير التطورات اللاحقة للنهضات. لذلك ونظراً للدور الفريد للإمام الخميني في الثورة الإسلامية ونظام الجمهورية الإسلامية الايرانية فإن تأسيس مؤسسة تُعنى بهذا الأمر المهم بعيداً عن المتطلبات اليومية للفضاء السياسي ونهجه المتغير، وتتحمل مسؤولية التقديم الكامل والدقيق لخطابات وكتابات وآثار الإمام الخميني(ض) والإشراف على كل ما ينسب له أو ينشر تحت اسمه، كما وتقوم باتخاذ المواقف اللازمة حيال نشر الوثائق والمستندات المزوّرة والصفات غير الحقيقية المنسوبة له، أمر في بالغ الأهمية. ولحسن الحظ فقد التفت الحاج السيد أحمد الخميني، والذي كان له دور فريد إلى جانب والده في استمرارية وتثبيت نظام الجمهورية الإسلامية – كما عبّر عن ذلك المرشد الأعلى للثورة – في فترة حياة والده إلى هذا الأمر المهم. فكتب رسالة مفصلة مخاطباً الإمام وموضحاً فيها هذه الضرورات، فأصدر الإمام حكماً يفضي له هذه المسؤولية الخطيرة والحساسة، حيث كان هذا الحكم هو الحجر الأساس لتشكيل مؤسسة تنظيم ونشر تراث الإمام الخميني(رض).
 يمرّ على تأسيس مؤسسة تنظيم ونشر تراث الإمام الخميني 24 عاماً فبالالتفات إلى أهمية الدور التي تقوم به المؤسسة في ترويج ونشر وتثبيت أفكار الإمام، هل استطعتم تحقيق النجاح في الوصول إلى أهدافكم؟ أساساً ما هي هذه الأهداف وما هي المسائل التي تقع ضمن أنشطة المؤسسة؟
بشكل عام عنيت المؤسسة في مسألة البحث والتحقيق حول أفكار الإمام الخميني(رض) وكذلك جمع وحفظ كافة الوثائق والآثار النضالية لسماحته وترجمة ونشر مجموعة آثار الإمام الخميني للمخاطبين بمختلف اللغات ولمختلف الفئات العمرية ابتداءاً من الطفولة وصولاً إلى الناشئة والشباب والكبار بالإضافة إلى تبيين حياة وأفكار الإمام بالاستفادة من لغة الفن والبرامج متعددة الوسائط، وأيضاً أخذ وتدوين ونشر مذكرات الإمام وتقارير دروسه، وتدريس أفكار الإمام في الحوزات والجامعات وإقامة المراسم الوطنية والعالمية في ذكرى رحيله، والمحافظة على الأماكن المنسوبة له، وإحياء التراث العلمي ونشر مؤلفاته، كل ما تقدم يعد جزءاً من الأنشطة والفعاليات المتنوعة لهذه المؤسسة.
والمسؤولية الأخرى البالغة الأهمية للمؤسسة هي الإشراف والرقابة على ما ينشر تحت اسم الإمام على شكل سند و سيرة حياة وموضوع و مقالة و ذكرى و فلم و ... لقد استطاعت المؤسسة خلال السنوات الأربع والعشرين من فعاليتها ونشطها وبشهادة الأشخاص المنصفين أن تتحمل هذه المسؤولية بكل جدارة. ومن المهام الرئيسية لهذه المؤسسة السعي والجهد لاستمرارية وديمومة أفكار الإمام والمحافظة عليها من التحريف والمغالطة.
-لقد قدمت آفاق من أهداف ووظائف هذه المؤسسة حبذا لو تبين لنا ما هي نقاط القوة لأعمال المؤسسة وتوضح للقراء بعض الأمئلة عن المشاريع الكبيرة التي قامت بها المؤسسة خلال السنوات الأربع والعشرين من تأسيسها؟
لا يمكننا في مقابلة واحدة بيان وتوضيح الأنشطة المتنوعة والواسعة لهذه المؤسسة خلال 24 عاماً. فمجرد فهرس المنشورات التابع للمؤسسة يعتبر كتاباً مفصلاً بحد ذاته.
لقد كان من الضروري نشر آثار الإمام ووصولها إلى متناول الجميع، خلال هذه السنوات تم نشر الملايين من آثار الإمام الخميني(رض) بمختلف اللغات وذلك بدعم من المؤسسة والتعاون مع المؤسسات الثقافية التابعة لنظام الجمهورية الإسلامية داخل وخارج البلاد وكان لها دوراً هاماً وفعالاً في هذا المجال. وجعلت خطاب الإمام هو الخطاب الغالب في مجتمعنا، كما وجعلت المجموعات المختلف يرون أن المقياس لتحركها وتقدمها على الأقل يكون في باب سوق المخاطبين إلى نطاق أفكار الإمام.
لقد أُنجزت الكثير من المشاريع الضخمة خلال هذه السنوات، من قبيل جمع وتصحيح وبحث ونشر جميع الآثار العملية والمؤلفات التي تعود للإمام والتي ترجمت غالبيتها إلى لغات أخرى. وصدرت بأعداد كبيرة وضخمة.
إن عملية منهجة آثار الإمام بحسب الموضوع يعد عملاً قيماً يصب في خدمة المحققين والباحثين بغية الوصول السهل لآراء الإمام من بين آلاف الصفحات من كتاباته.
لقد نشرت المؤسسة أكثر من 60 عنواناً لآثار الإمام في مواضيع متنوعة بحيث لو أراد شخص ما التطرق إلى موضوع ما من أفكار الإمام الخميني يمكنه ذلك من خلال مراجعة هذه الآثار.
لقد تم أيضاً نشر أشعار الإمام الخميني(رض) على شكل ديوان إلى جانب معجم ديوان الإمام. بالإضافة إلى تدوين ونشر العشرات من العناوين التي تشتمل على مجموعات من الأناشيد والأشعار للشعراء المعاصرين الايرانيين المعروفين في مواضيع تتعلق بالإمام وأفكاره.
وأما المشروع البالغ الحساسية فهو تنظيم مجموعة كامل وشاملة للآثار العامة للإمام والتي تشتمل على جميع الخطابات والرسائل والأحكام والإجازات و ... وذلك بدقة عالية وبعد أبحاث دامت عدة سنوات. وقد تم نشرها دفعة واحدة في الذكرى المئة لميلاد الإمام الخميني في 22 مجلداً وأكثر من 12000 صفحة. لقد تم ترجمة هذه المجموعة إلى اللغة الانجليزية بالكامل وتم عرضها في السنوات الأخيرة المنصرمة في معرض الكتاب الدولي كما وتم إعادة طبعها عدة مرات. كما وتم خلال هذه السنة ترجمة صحيفة الإمام إلى اللغة العربية بالكامل ونشرها. لقد كان التواجد الناجح والفعال للمؤسسة سنوياً في المعرض الدولي للكتاب في ايران وبعض المعارض الدولية خارج البلاد على نحو انتخبت فيها عدة مرات كأفضل ناشر هذا وقد ظهر الكثير من الآثار في هذه المؤسسة والتي اختيرت بدورها كأفضل الكتب خلال العام أو خلال المرحلة الراهنة.
ومن الوثائق النضالية الأخرى للإمام والتي سيتم نشرها قريباً يمكن ذكر مايلي: جمع وطباعة آلاف الصفحات من الوثائق النضالية للإمام ونشر مجموعة الـ 22 مجلد من الوثائق النضالية للإمام في ملفات السافاك و 5 مجلدات ضخمة من الوثائق النضالية للإمام في مدينة باني وإعداد العشرات من المجلدات الأخرى.
كذلك التسجيلات الصوتية والمرئية لآلاف الساعات حول الذكريات غير المحكية بلسان المنسوبين للإمام وأصدقائه والعناصر المؤثرة في نهضته ونشر جزء من الذكريات على شكل عشرات المجلدات واستمرارية نشر الذكريات كل ذلك يعتبر من جملة الخدمات القيمة التي تقدمها المؤسسة للباحثين في التاريخ المعاصر.
إلى جانب ما ذكر من أعمال، يتم حالياً إنجاز المشروع الكبير وهو موسوعة الإمام الخميني والذي تم حتى الآن إنجاز ما يقارب على 70 بالمئة منه.  إن نشر هذه المجموعة العظيمة والتي ستشكل مرجعاً للأبحاث في نطاق أفكار الإمام والثورة الإسلامية، يعد واحداً من أهم الاحتياجات والمتطلبات العلمية للأجيال الآتية في البحث في مجال عليّة وكيفية حصول نهضة الإمام وحياته وأفكاره وآثاره.
وفي مجال الأنشطة الفنية فقد تم إنجاز الكثير من الأعمال القيمة. يمكننا وبكل حزم القول بأن الأقسام والأجزاء الرئيسية التي بُثت خلال السنوات السابقة في مراسم ذكرى رحيل الإمام وباقي المناسبات عبر الإذاعة والتلفزيون في الجمهورية الإسلامية الايرانية كان إما نتاجاً مشتركاً بين المؤسسة وأقسام مختلفة من هيئة الإذاعة والتلفزيون أو أنه انتج داخل مؤسسة تنظيم ونشر تراث الإمام.  
لقد قمنا بانتاج أكثر من 160 فلماً وثائقياً قصيراً وطويلاً وروائياً وقصصياً في مواضيع مختلفة.
إن عملية تصوير وتسجيل وأرشفة كافة البرامج المتعلقة بحرم الإمام والمؤتمرات والبرامج المتعلقة بالإمام خلال الـ 22 عاماً والتي تتعدى حدود الألف برنامج هي من الخدمات الأخرى التي يقوم بها القسم الفني في المؤسسة.
لدينا العديد من المهرجانات الفنية منها: مهرجان مهر الورشي-الفني والذي يقام سنوياً حيث يجتمع فيه الفنانين الشباب من مختلف الساحات والمجالات الفنية. كما ولدينا مهرجان على مستوى مجتمع الجامعيين في البلاد حيث أقيم 6 مرات بدعم وجهد من مؤسسة "الجهاد الجامعي" في الجامعات تحت عنوان "الطريق الخالد". ومهرجان "الفكر الخالد" والذي يقام في الحوزات العلمية والذي بلغ عدد المشاركين في دورته الثانية المُقامة مؤخراً 8000 شخص.
وخلال الـ 24 عاماً الماضية أشرفت المؤسسة على إقامة 25 ملتقىً علمياً عالمياً على الأقل بحضور الآلاف من العلماء والباحثين البارزين من جميع أنحاء العالم حيث تم فيها تناول المواضيع المهمة لأفكار الإمام. تعد هذه المؤتمرات مرجعاً للباحثين داخل وخارج البلاد. ومن جملة المواضيع التي تناولتها تلك المؤتمرات يمكن الإشارة إلى : فكر الحكومة الدينية، وكرامة الإنسان، وساحة الدين، وعاشوراء من منظار الإمام الخميني، والاقتصاد في فكر الإمام الخميني، والتعليم والتربية، ودور الزمان والمكان في الاجتهاد، والكثير من المواضيع الأخرى. لقد كان لهذه المؤتمرات تأثيراً كبيراً في نقل رسائل الإمام(رض) إلى جميع أنحاء العالم.
وفي مجال تجميع الآثار قدمت مؤسسة تنظيم ونشر تراث الإمام الخميني(رض) خدمات قيّمة جداً في هذا النطاق: فبالإضافة إلى تجميع الآلاف من الصفحات حول الوثائق النضالية للإمام وكتاباته الشخصية ورسائله ورسائل المنسوبين له والوثائق المهمة حول تاريخ الثورة والمرحلة النضالية للإمام وآلاف الرسائل من الشخصيات السياسية والدينية والعلمية داخل وخارج البلاد إلى الإمام وأكثر من مليون رسالة من الطبقات المتخلفة من المجتمع إلى الإمام. فقد قامت المؤسسة بإعداد كنز قيّم من الكتابات حول نهضة الإمام الخميني وثورته وعصره القيادي، وتفادياً للأضرار المحتملة فقد تم أيضاً طباعة هذه الآثار بصورة رقمية وسيتم إنشاء الله وضع قسم من النسخ الأصلية في متحف آثار سماحة الإمام الخميني(رض) الكبير ليراها الزوار.
ومن جملة الأعمال العظيمة والتي اعتقد أنها واحدة من أروع الخدمات التي تقدمها المؤسسة بالتعاون مع مختلف المؤسسات الحكومية، إدارة مراسم إقامة التجمع المليوني العظيم السنوي والذي يُقام سنوياً بداية العام وفي النصف من شهر خرداد (يوم رحيل الإمام) في حرم الإمام الخميني. إضافة إلى ملايين الزوار الذين يتواجدون خلال العام في حرم الإمام والبرامج المتنوعة في الأعياد والمراسم الدينية والوطنية التي تقام في حرم الإمام. وبالتأكيد وبحسب المستندات والوثائق الموجودة في المؤسسة فإنه وخلال الـ 24 سنة الماضية يجتمع أكثر من 47 مليون شخص خلال مراسم رحيل الإمام(رض). وبما يمكن القول أن هذا التجمع المليوني العظيم يحتل المركز الثالث بعد مناسك الحج والتجمع المليون الكبير في الأربعينية الحسينية لسيد الشهداء(ع) ولا نرى مثيلاً له في العالم الإسلامي حيث أنه يقام في محيط معنوي وروحي. ومن الأنشطة القيّمة للمؤسسة في نطاق استمرارية وديمومة أفكار الإمام في المراكز العلمية والجامعية والأكاديمية يمكن الإشارة إلى: تأسيس معهد الإمام الخميني والثورة الإسلامية للأبحاث، وافتتاح 5 فروع في مرحلة الماجستير والدكتوراة وتربية وإعداد الأخصائيين والمجتهدين والعلماء المتخصصين في فكر الإمام الخميني.
ومن الأنشطة القيّمة للمؤسسة في نطاق الفعاليات التعليمية الجامعية والحوزوية نذكر: إقامة العديد من الدورات التعليمية للطلبة وعلماء الحوزات ومتابعة قضية المصادقة على فرع "عِلمُ الإمام" في المجلس الأعلى لتوسيع وزارة العلوم وتنفيذ مخطط دعم رسائل وأطروحات الدكتوراة حول موضوع فكر الإمام في الجامعات الأمر الذي أثمر عن تأليف أكثر من ألف وثلاثمائة أثر قيّم.
ومن البرامج التي هي قيد التنفيذ والتي تقوم بها المؤسسة حالياً يمكن الإشارة إلى: تأسيس حوزة الإمام الخميني العلمية الكبيرة بجانب حرم الإمام الخميني(رض) وتأسيس معهد الإمام الخميني التخصصي للأبحاث في مدينة قم.
ومن الأعمال الأخرى للمؤسسة يمكن الإشارة أيضاً إلى: شراء منزل الإمام الخميني(رض) في النجف الأشرف وتحويله إلى مركز ثقافي، وإقامة المسابقات السنوية في مجالات قراءة الكتب وكتابة المقالات والشعر، ونشر التقويم الميلادي-الهجري بمواضيع متنوعة سنوياً، والتأريخ الشفهي وإجراء المقابلات مع المخاطبين الايرانيين والأجانب فيما يتعلق بالإمام(رض).