ما هي رؤية الامام الخميني (قدس سره) حول حقوق المواطنة؟

ما هي رؤية الامام الخميني (قدس سره) حول حقوق المواطنة؟

لفت سماحته الانظار الى ما يمكن وضعه في اطار حقوق المواطنة، قبل انتصار الثورة الاسلامية، وخلال عرض بعض المسائل الفقهية، خاصة تلك التي ترتبط بالمواضيع الكلامية، وبنظرة الى المستقبل، وفي محيط ليس في متناول اليد، آنذاك، مما يدل على انه فقيه ذو هواجس اجتماعية. فقد توصل سماحته إلى نتائج هامة سلبية وايجابية خلال نقده لما كان عليه المجتمع الايراني، في تلك الايام. لقد ازدادت اهمية ما اعطاه الامام من التفات، على اثر انبثاق النهضة الدينية في ايران وما يستدعيه ذلك، وفي السنوات التي تلت انتصار الثورة الاسلامية الى اليوم الذي انتقل فيه، الى جوار ربه، حيث ادّت الظروف الاجتماعية في تلك الفترة، إلى عرض مباحث او صدور احكام وأوامر من قبل سماحته، يتعلق بعضها، الى حدما، بحقوق المواطنة. اضافة الى ان هناك مجالاً آخر، يجب ان يتم بحثه في جميع جوانبه لارتباطه، تقريباً، بالحقوق المذكورة، الا وهو، السيرة العملية لسماحة الامام (قدس سره)، التي تضيئ بين فترة واخرى، خلال هذه الاعوام، جوانب من آراء وافكار الامام. لقد اتاح الشعور بالمسؤولية، بالنسبة للقضايا الاجتماعية في سنوات ما قبل الثورة، واشرافه النافذ على احداث البلاد، وكذلك التفاته وعلاقته بالسلوكيات الكلامية- الفلسفية، خاصة تعرّفه الفائق على تعاليم من السّنة العرفانية، اتاح له اكتساب افق نظري اوسع بالنسبة للفقه، تجلّت آثاره خلال رؤيته الفقهية، وكان لسماحته، احياناً، انعطافاً حول الدراسات المرتبطة بالأنسان، والعلاقة بين الانسان والله تعالى والعالم، هو اكبر من دائرة منظار فقيه ما.

ان بامكاننا تشكيل منظومة، تضم مجموعة من افكار سماحته، الفقهية، الكلامية والعرفانية، تتيح الفرصة، الى حد ما، لايجاد دراسة منسجمة حول آرائه، خاصة فيما يتعلق بحقوق الشعب والمواطنة، وبازدياد التجارب الاجتماعية، لاسيّما بعد الثورة، بالتمتع بمسؤوليات في مجال الحكم، وُضعت كثير من الدراسات المرتبطة بالحقوق المذكورة اعلاه، والتي كانت معروضة، للبحث نظرياً، وُضعت على محك تساؤلات ارتبطت بحياة الشعب، وظهرت خلالها زوايا متتابعة، لم نُشاهد اولم يُلتفت اليها، الاّ قليلاً، حيث ادّت الى ان تكون محط نظر الامام (قدس سره)، الذي حاول ان يوُجد لها حلولاً قانعة وعملية. لذا، باستطاعتنا القول، بأن الرؤية الاكثر التي سادت فترة ماقبل الثورة، كانت منحصرة في اطار حفظ الحقوق الفردية والشخصية، الاّ انه وباقتراب انتصار الثورة، خاصة بعد الانتصار، ازدادت اهمية الحقوق والواجبات الاجتماعية، لاسيّما تلك التي ترتبط بالطبقة الحاكمة، خاصة الدينية، والعلاقة مع الشعب.

-         همايش حقوق مردم وحكومت ديني ىر انديشه امام، ص 151، فارسي.

-         القسم العربي لمؤسسة تنظيم ونشر تراث الامام الخميني.

ارسل هذا الخبر الی الاصدقاء