الأسقف كابوجي عربي وسوري الأصل، لكنه يرى انه فلسطيني. انتخب كأسقف للقدس عام ١٩٦٥، وسنحت له الفرصة للقاء الإمام الخميني (قده)، بعد عدة ايام من عودة سماحته إلى إيران. يروي الأسقف اللقاء المذكور قائلا : لم تبلغ عودة الإمام (قده) إلى طهران أكثر من خمسة عشر يوما، عندما تم السماح لي بصورة رسمية للقائه، حيث استقبلني في المطار آلاف من الاخوة، وتحركنا، بعد ذلك، نحو منزل الأمام (قده)، حيث عانقني بحرارة وقبلني، مخاطبا مراسلين الصحف وواضعا يده بيدي : لقد شهدتم، جميعا، استقبال الأسقف كابوجي، وقد تم (اشباعكم) بالاكاذيب التي بثها المغرضون وأعداء الثورة الإسلامية ،لتغيير صورة هذه الثورة، فوصفوا الثورة، خلال ذلك، بثورة التشنج، التعصب واراقة الدماء ! بالرغم من علمهم بأن الدين الإسلامي، الذي هو شعارنا في هذه البلاد، دين المحبة، العفة، سعة النظر والحياء، ولتفنيد تلك الأكاذيب، قمت بدعوة الأسقف كابوجي. فهو ليس مسيحيا فقط، بل اسقفا او عاملا ومسؤولا في الكنيسة. لقد أشار الإمام (قده)، بهدف بيان عطفه الصادق، إلى هذه الآية : " ... ولتجدن أقربهم مودة للذين آمنوا الذين قالوا انا نصارى ذلك بأن منهم قسيسين ورهبانا وانهم لا يستكبرون. " ٨٢، المائدة. وهذا هو الأسقف كابوجي أمامكم. انه عالم، راهب ومسيحي، ورأيتم اني رحبت به، ليس فقط في بيتي وإنما في أعماق قلبي. لقد سجن وعذب من أجل الدفاع عن القدس وتحريره من المحتلين الصهاينة، وحكم عليه بتسع سنوات، قضى منها اربع، حيث تم إطلاق سراحه بوساطة البابا جون بول السادس، وهو الآن، في نفي يعيش في روما بعيدا عن الوطن، الشعب والقدس. ان الدين الإسلامي والمسيحي يقدسان (القدس)، ولتحريره يجب التضحية بالغالي والنفيس. هذا الواجب تمليه علينا الثورة الإسلامية، وقد عاهدت الله على ان يتحول القدس إلى مكان حر، مستقل وشامخ، والقضاء على الصهيونية المحتلة. اضاف كابوجي : هذا اول لقاء لي في طهران، حيث قضيت وقتا ممتعا، لأن قائد وزعيم هذه الثورة، اي الإمام الخميني (قده)، كان من بين الاخوة الذين وقفوا كاسرة واحدة بوجه الأعداء، وكان، أيضا، من بينهم : المرحوم الدكتور بهشتي، والشيخ هاشمي رفسنجاني، وآية الله الخامنئي. كان ذلك اسبوعا جميلا جدا وسعيدا.
_ قسم مما نشرته المجلة الفصلية (حضور)، شتاء ١٣٧٦ ه. ش. (1997م). العدد ٢٢. القسم العربي، الشؤون الدولية.