صفحات من سجل ذكريات الامام

كانت معيشته معيشة رجل دين بسيط
أن مستوى معيشة الامام وطعامه كان حقا ً بنحو باستطاعتي القول بكل جرأة أن الحياة داخل منزل الامام كانت مقتصدة و لا تتعدى معيشة رجل الدين العادي بل وحتى دون ذلك. لقد كنت على إطلاع بذلك، لأن المشهدي حسين الخادم في منزل الامام،كان يأخذ النفقات مني شخصيا ً. أن بعض الاطباء الذين كانوا يأتون الى النجف ويودون الامام وكانوا على اطلاع بوضعه الصحي، كانوا يقولوا لنا: حاولوا أن تعتنوا بطعام سماحته كي يحافظ على صحته نظرا ً لكهولة سنّه، غير أن الامام کان یرفض ذلک.


(حجة الاسلام والمسلمين رسولي محلاتي، مقتطفات من سيرة الامام الخميني، الجزء الثاني، ص 94).

 

 ***

 

 

 

كان يمسح حذاءه دائما ً
الامام في مدينة النجف كلما كان يريد الذهاب الى المرقد الشريف، وكما تؤكد ذلك عقيلة الامام، كان يحرص علی مسح حذائه قبل أن يخرج. وكانت هناك مرآة في باحة المنزل كان يقف أمامها ويمشط لحيته، ويتعطر، ومن ثم يخرج من المنزل.. لم يكن سماحته يترك حتى المستحبات. وكان يذكرنا بذلك على الدوام. ففي بعض الاوقات كنا نذهب الى منزل الامام اكثر من مرة في اليوم. ولكن اذا ما أردنا أن نأتي الى منزل الامام، لم نكن نسلك الطريق العام لأننا كنا نخشی أن يرانا الامام فسوف يتساءل: لماذا جئتم بهذه الحالة؟ لماذا مظهركم غير مرتب؟ يجب أن يكون مظهركم مرتبا ً، منظما ً.. كنا نحرص دائما ً على أن يكون مظهرنا مرتّبا ً حتى اذا ما رآنا سماحته يكون مناسبا ً.

 

(زهراء اشراقي، مقتطفات من سيرة الامام الخميني، الجزء الثاني، ص 156).

 

 ***

 

 


لم أر الامام عاطلا ًعن العمل ولو مرة واحدة
أن مثابرة الامام على الرغم من كهولة سنّه، كانت بدرجة بحيث لا يستطيع أحد من القريبين من سماحته أن يزعم بأنه شاهد الامام ولو لمرة واحدة عاطلا عن العمل ً أو يضييع وقته سُدا ً. فخلال هذه المدة التي كنا فيها الى جوار الامام، كنا ندرك تماما ً أنه لايوجد في حياة الامام شيء اسمه عطلة ازاء اهتمامه بالجماهير والثورة الاسلامية. بالنسبة للامام لم يكن هناك فرق بين الصيف والشتاء، السبت والجمعة، العيد وغير العيد، ففي جميع الاوقات كان سماحته يمضي الوقت إما بالعبادة او بالقراءة والاطلاع على التقارير المختلفة التي كانت تقدم له.

 

(حجة الاسلام والمسلمين رحيميان مقتطفات من سيرة الامام الخميني، الجزء 2، ص 339).
 
***

 


كان يقرأ القرآن حتى في أقل من دقيقتين
كان الامام يأتي لتناول الغداء بعد الانتهاء من صلاتي الظهر والعصر، وخلال هذه الفترة إذا ما سنحت له الفرصة كان يتناول القرآن ويتلو آياته ولو لبعض دقائق، حتى ان الفرصة المتاحة لم تتجاوز احيانا ً الدقيقتين.


(مرضية حديدجي، مقتطفات من سيرة الامام الخميني، الجزء 2، ص 348).


***

 

 

 

إدفعوا ديّته
في المسير المحدد لاستقبال الامام أثناء وصوله الى الوطن الاسلامي ابتداءً من المطار وانتهاء بـ (جنة الزهراء)، كان اول الاماكن التي خلقت لنا مشكلة هي ساحة الحرية. ففي ساحة الحرية كانت زحمة الحشود بدرجة أن رفعت سيارة الامام بأيدي الجماهير وفقدت السيطرة عليها. وعندما استقرت السيارة على الارض ثانية ونتيجة لشدة الزحام، عَلَق احد الاشخاص تحت السيارة وكسرت ساقة. ولما علم الامام بذلك فيما بعد، طلب مني أن ادفع له ديه ساقة، وطبعا ً رفض الشخص أن يأخذ الدية.


(محسن رفيق دوست، مقتطفات من سيرة الامام الخميني، الجزء 2، ص 405).

***

 

 


محبة الامام ورأفته
أتذكر أنني كنت طفلة. وفي احد الايام جلب شيخ عجوز تراب الى حديقة منزلنا.. كنا حينها جالسين على المائدة عندما أتى هذا الرجل. فقال الامام ان هذا الرجل المسنّ لم يتغد بعد.. طعامنا لم يكن كثيرا ً. فأخذ صحنا ً و وضع فيه عدة ملاعق من طعامه، وقال لنا: ليضع كل واحد منکم عدة ملاعق من طعامه في هذا الصحن حتى يصبح طعاماً کافياً. في ذلك اليوم لم يكن لدينا طعاما ً اضافيا ً غير أننا بهذه الطريقة اعددنا طعاماً لهذا الرجل. ففي مرحلة الطفولة كنت أحب هذه الاعمال بشكل لا يوصف.


(كريمة  سماحة الامام، مقتطفات من سيرة الامام الخميني، الجزء الثاني، ص 183).

***

 

 


رأفة الأبوة
كان الامام عاطفيا ً الى حد كبير. على سبيل المثال عندما كنا في النجف وعندما كانت الشقيقات يأتين احيانا ً الى النجف، ولدى مغادرتهن وعودتهن، كان الموقف مؤثرا ً الى درجة لم أكن أطيق الوقوف في باحة المنزل ورؤية وداعهن للامام، لذا كنت احرص على عدم مشاهدة هذا المنظر.. المرحوم شقيقي (الحاج السيد مصطفى ) كان يقول ايضاً: لا استطيع تحمل رؤية لحظات التوديع، لأن الامام كان يتصرف بعطف وحنان مع أبنائه بدرجة ليس بوسع الانسان تحمل رؤية ذلك. ولكن تصوروا أنتم أن كل هذه العاطفة لم تؤثر على عزمه في اتخاذ قراراته، أو التردد فيما كان يريد الاقدام عليه مطلقا ً.


(المرحوم السيد احمد الخميني، رسالة الثورة، العدد 60).


***

 

 


أصدقاء قدامى
في احدى الليالي كان قد جاءت الى مرقد الامام امير المؤمنين (عليه السلام) جماعة من الطلبة الجامعيين المسلمين في اوروبا للقاء الامام، وكان مظهرهم غريباً الى حدما بالنسبة لمحيطنا، سواء من حيث الشكل والملبس، وكذلك طريقة الكلام والتصرف. غير أننا كنا قد رأينا تعامل الامام معهم بنحو وكأنه جالس مع اصدقاء قدامى له منهمكناً بالحديث معهم. وكانوا قد اعجبوا بالامام وإنشدوا اليه حتى أنهم بعد دقائق معدودة من حديثهم معه ، ودّعوا سماحته بعد أن استلهموا منه عالماً من الطاقة والايمان والأمل.


(آية الله كريمي، مقتطفات من سيرة الامام الخميني، الجزء 3، ص 285).


***

 

 


حافظوا على الشعر
الامام كان ينظم معظم اشعاره أثناء ممارستة لرياضة المشيء ويدونها على حواشي الجرائد. في الحقيقة أن الامام كان ينظم الشعر بنفس الطريقة التي كان يتحدث بها، وقلما كنت تجد شطباً أوتعديلا ً للأبيات. والشيء نفسه تجده في كتاباته التي طبعت الى جانب قصائده. كنت احياناً اوصي السيد أحمد بأن يكون حذراً لئلا يفقد شعر كتبه الامام بهذه الطريقة، لأنني كنت قلقة بأن يندم الامام بعد نظمه للأبيات، فإما أن يصب عليها الماء، أو تقع الجريدة بأيدي الاطفال فيتلفوها. واحيانا ً كنت أتأخر في جمع الصحف فيأتون ويأخذونها وتضيع الاشعار معها.

 

(الدكتورة فاطمة طباطبائي، مقتطفات من سيرة الامام الخميني، الجزء الثاني، ص 174).