المواجهة بين الايديولوجيات في "الإنتفاضة"

الكاتب: فيروز دولت آبادي

كان انتصار المسلمين في الحروب الصليبية ،فتح القسطنطينية والاتساع المذهل للدولة العثمانية في شرق اوروبا وغربها حصيلة اجتماع اربعة مقومات استراتيجية:
أ‌- الوحدة الايديولوجية : اعتماد ايديولوجية اسلامية شمولية،وحيانية،عقلانية ومتطلعة للمثل .
ب‌- وحدة القيادة: الدينية،السياسية،العسكرية.
ج- الوحدة الشعبية: مشاركة المسلمين ودعمهم الواعي والشامل.
د- الوحدة الجغرافية السياسية: الترابط الجغرافي للعالم الاسلامي


أدت النهضة التي كانت نتيجة الحوار مع العالم الاسلامي والمسلمين ومزيجاً من الثورة والتحول العميق في كل المجالات الثقافية والسياسية والاقتصادية للغرب، الى اتساع العلم في الغرب من جهة وأكمال الغرب من جهة اخرى لهذا العلم بالقدرة العسكرية لشعوره بضرورة المحافظة على المستعمرات في الشرق الاقصى وتوسيعها .الا انه لم يكن بالامكان تلافي الهزائم التاريخية والهيمنة على المناطق الاسلامية حتى الدولة العثمانية المترامية الاطراف التي كانت تترصد كالغول على الطرق الاسترتيجية للغرب مع الشرق . ولذلك كان لابد من تحطيم مقومات الوحدة الاربعة بفأس الخديعة وخنجر الحيلة كي تتهيأ إمكانية الانتقام والتسلط على العالم الاسلامي.


واختارت اوروبا الممزقة هدفين استراتيجيين من خلال معرفة اسباب قوة المسلمين رغم سوء الظن بين مثلث القوة في تلك القارة (بريطانيا،فرنسا والمانيا).
أ‌- إيجاد تلك المقومات الاربعة لقوة المسلمين نفسها في قارة اوروبا ، ولذلك فقد قامت بالتدابير التالية في بداية القرن 19:
الاول، أنها تبنت مفهوماً سياسياً ايديولوجياً معززاً للوحدة تحت عنوان"اوروبا" او "الغرب" ، الثاني انها وضعت تحت تصرفها زعامة دينية داعمة – الفاتيكان – وعدداً من الجيوش المسلحة والسياسيين الاذكياء الذين كانوا كلهم مستعدين لتمزيق الدولة العثمانية.
الثالث، ايجادات انظمة اقتصادية قوية تتزايد مع مرور الايام عن طريق نقل الفائض من المستعمرات الافريقية والآسيوية .


ب‌- " تمزيق الدولة العثمانية" عن طريق تجزئة مقوماتها الاربعة التي كانت تزودها بالوحدة والقوة أي:
اولاً، تجزئة الوحدة الايديولوجية عن طريق الصراعات والنزاعات الطائفية الشيعية والسنية والوهابية والبهائية ونشر حالة اللاأبالية.
ثانياً، تجزئة الوحدة السياسية الجغرافية عن طريق تأسيس الدول الجديدة والمتعددة.
ثالثاً: تجزئة وحدة القيادة عن طريق إلغاء مؤسسة الخلافة
رابعاً: تجزئة الوحدة العامة عن طريق توسيع النزعة القومية والحداثة


ومن اجل ان تضمن استمرارية هذه العملية دون النزاع والتدخل المباشر من الحكومات الغربية ولا يعود المسلمون الى مصادر قوتهم، فقد وضعت الحكومة البريطانية المستعمرة على جدول اعمالها مشروع وبرنامج ايجاد بؤرة للغرب من خلال تأسيس الدولة الصهيونية . وكان ثعلب الاستعمار العجوز يعلم ان مثل هذه الدولة يجب ان تتمتع فضلاً عن المساعدات الغربية الشاملة ، بالعوامل والدوافع الداعمة والموحّدة والطموحة كي يكون بالامكان اجتذاب الفئات الموجهة والمعنية ذات النزعة العاطفية الشديدة لدعم تلك الدولة وذلك عن طريق الاعلام وضخ الموارد المالية كي يحال دون تشكل الرأي العام وخاصة في البلدان الاسلامية ضدها.كما يجب ان يتمتع مستعمرو الدولة المعنية واتباعهم بدوافع دائمية ومبالغ فيها سواء كانت عرقية ام عقيدية لقتل المسلمين ونهبهم . كما يجب ان يختار الموقع الجغرافي لها في بلاد المسلمين بشكل بحيث تخلق الدافع اللازم للمهاجرين المعنيين وفي نفس الوقت يكون بالامكان مساعدتها في الظروف الاضطرارية كي لا تكون محاصرة بشكل كامل من قبل البلدان الاسلامية ومثل هذه الدولة يجب ان تتمتع بطبيعة الحال وبشكل دائم بالقدرات السياسية والعسكرية والامنية الخارقة بالنسبة الى جيرانها.


ولذلك فقد طرحت منذ اواسط القرن التاسع عشر وبشكل تدريجي ومن خلال تخطيط دقيق، الشائعات الموهومة والمرفوضة المتمثلة في " الوحدة العرقية ليهود العالم" في بريطانيا وتم تصعيدها ثم تشكل " الحزب الصهيوني" بدعم الحكومة البريطانية المستعمرة من خلال استعارة بعض المفاهيم من الديانة اليهودية وانطلق منذ اواخر ذلك القرن نفسه( 1800-1900) اول نداء لتأسيس الدولة الصهيونية في فلسطين. وتهيأت في النهاية بعد صدور وعد بلفور في 1917 وتأسيس " المركز القومي لليهود" الى جانب منح الوصاية على فلسطين الى بريطانيا بشكل رسمي من قبل الحلفاء وعصبة الامم (1920) ، المقدمات اللازمة لبدء إسكان اليهود ونقلهم الى تلك المنطقة وهيأت بذلك ارضية ظهور غدة سرطانية باسم اسرائيل في جغرافية العالم الاسلامي بالتنسيق الكامل بين الشرق والغرب.


واستمر هذا التيار حتى 1929 ولأنه لم يصل الى نتيجة مقبولة فقد بدأت بدعمٍ وتخطيط من الحكومة البريطانية اولى النزاعات بين الفلسطينيين من جهة واليهود الذين كانوا يتمتعون بالدعم الكامل من قبل الجيش البريطاني من جهة اخرى . واستمر هذا النزاع حتى عام 1948 ولكن وبسبب محدوديات الحكومة البريطانية في النزاع العسكري المباشر مع الشعب الفلسطيني والضعف المتزايد لهذا النظام بعد الحرب العالمية الثانية والتي أدت الى ايكال مسؤوليات ذلك البلد الدولية الى امريكا ، فقد خرج الجيش البريطاني من فلسطين في 14 أيار 1948 واعلن بعد بضع ساعات تأسيس دولة اسرائيل على يد بن غوريون في تل ابيب وتم الاعتراف بها رسمياً على الفور من قبل الرئيس الامريكي آنذاك ترومان . كما اعترف الاتحاد السوفياتي بعد فترة بهذه الدولة.


وقد تحدث الامام الخميني في جوابه على رسالة الطلاب المسلمين المقيمين في امريكا وكندا عن هذا المخطط قائلاً:" ولدت اسرائيل على اثر تآمر حكومات الغرب والشرق الاستعمارية وظهرت لقمع الشعوب المسلمة واستعمارها وهي اليوم تحظى بدعم كل المستعمرين . وبريطانيا وامريكا تحرضان اليوم اسرائيل على الاعتداءات المتتالية ضد العرب والمسلمين ومواصلة احتلال فلسطين والبلدان الاسلامية الاخرى عبر الدعم العسكري والسياسي ووضع الاسلحة المميتة تحت تصرف اسرائيل فيما يضمن الاتحاد السوفياتي وجود اسرائيل من خلال الحيلولة دون تجهيز المسلمين ومن خلال الخديعة والخيانة وسياسة التساوم".(صحيفة الامام ج2ص438)


وقد بدأ الصهاينة عبر إقامة الدولة الصهيونية وامتلاك التجهيزات والمعدات العسكرية للجيش البريطاني وتعريب قضية فلسطين ومن خلال التمتع بالدعم الامريكي المتواصل وغير المحدود والبلدان الاسلامية الاخرى ، عمليات القتل الوحشي للشعب الفلسطيني بهدف الاستيلاء على اراضيها وقد حقق الصهاينة خلال هذه الفترة وفي عدة حروب مهمة انتصارات استراتيجية كبيرة واكملوا سيطرتهم على اراضي الفلسطينيين.
وتزامناً مع هذا التقدم في الجبهة العسكرية ، كان تقدم الغرب في الجبهات السياسية قائماً بنجاح بهدف القضاء الكامل على على المقومات الاربعة المذكورة سابقاً ؛ ولم يعد هنالك من اثر لوحدة القيادة،ولا للوحدة الشعبية ولا للوحدة السياسية الجغرافية ولا حتى الغيرة الانسانية.
وهكذا فقد زالت مؤسسة الخلافة ولم تكن هنالك مرجعية لدعم الشعب الفلسطيني في العالم الاسلامي . وكانت وحدة ايديولوجية البلدان الاسلامية قد زالت بفعل تأسيس وانتشار الاحزاب اليسارية واليمينية والقومية . وكان الشاه ونظامه الشاهنشاهي قد تحولا الى اكبر داعم وحليف استراتيجي لاسرائيل في المنطقة . وخرجت مصر والاردن بشكل رسمي من جبهة محاربة النظام الغاصب للقدس وكانت سورية قد بقيت وحيدة في هذا المجال.
وكانت الهزائم الاربع المؤلمة تظهر بوضوح ان أياً من القومية والماركسية والعروبة والمزيج منها ليس بإمكانه ان يفك عقدة من معضلة فلسطين وكان الحلم الصهيوني المتمثل في في السيطرة على الارض الممتدة من النيل وحتى الفرات في طريقه الى التحقق.
ولكن انتصار الثورة الاسلامية للشعب الايراني المسلم في 11شباط 1979 أبطل الانتصارات المتتالية للنظام الصهيوني وامريكا في المنطقة حتى اعلن موشيه دايان وقد سيطر عليه الرعب والخوف ان الثورة الاسلامية في ايران هي زلزال سوف يهز الشرق الاوسط وصرح مناحيم بيغن بمرارةٍ ان ايام اسرائيل الباردة والمظلمة قد بدأت بهذا الانتصار(انتصار ثورة ايران الاسلامية) . واعلن كسنجر بشكل متزامن في معرض تحليله للثورة الاسلامية أنه" لم تقع بعد الحرب العالمية الثانية أية حادثة بأهمية الثورة الاسلامية وإذا ما لم تقم امريكا في ايران بالاعمال التي قامت بها في فيتنام ،فسوف تمتد هذه الثورة حتى تصل الى اسرائيل ". وكان سبب هذه التوصية وذلك الحزن واضحاً . فالامام الخميني لم يكن يعرف ايديولوجية للكفاح سوى الاسلام ولم يكن يهتم بسلاح سوى الصفوف المتراصة المعتمدة على الايمان ولم يكن يعترف بأي عقيدة كزاد في طريق الكفاح سوى إحياء الروح الاستشهادية بين المسلمين وكان منذ اكثر من عشرين عاماً يوجه اعنف الهجمات على ذلك النظام وداعميه في المنطقة ولم يكن قد غفل ولو للحظة واحدة عن دعم المسلمين في فلسطين وكل ذلك كان يعني الإحياء من جديد لمقومات قوة المسلمين وانتصارهم على مر تاريخهم الممتد لألف واربعمائة سنة ، وبطلان سحر الساحرين وتحطم اسطورة المستعمرين الغربيين والصهيونية.
ومنذ ذلك الحين نفذ العنصريون الصهاينة وداعموهم الغربيون أجندة واسعة للمحافظة على النظام الصهيوني من امواج الثورة الاسلامية المحطمة للكفر ،حيث كانت مقوماته الاستراتيجية كالتالي:
الأول، خروج مصر الفوري من جبهة بلدان المواجهة عن طريق معاهدة كامب ديفيد ،والثاني احتلال لبنان وتأييد الغرب لهذا التحرك من خلال ارسال الجنود الامريكيين والفرنسيين الى بيروت،والثالث هجوم العراق على جمهورية ايران الاسلامية الفتية والرابع الانقلاب العسكري في تركيا لتنظيم سياستها باتجاه دعم اسرائيل بدلاً من نظام الشاه وايجاد جبهة جديدة خلف حدود سورية ولبنان والدعم المحتمل للجيش العراقي الذي كان قد عجز أمام المقاومة البطولية والاستشهادية للشعب الايراني المسلم.
ولذلك فإن من الممكن من هذا التاريخ فصاعداً تقسيم كفاح الشعب الفلسطيني المسلم ضد الجبهة الغربية المتحدة والنظام الصهيوني الغاصب بقيادة امريكا الى مرحلتين: المرحلة الاولى الممتدة من انتصار الثورة الاسلامية حتى قتل المسلمين في مكة وكان مسار الكفاح خلالها باتجاه الاسلمة والعزل عن التيارات الغريبة والمرحلة الثانية التي تمتد من 1987 (مؤتمر عمان) والتي تعرف بعهد الانتفاضة ومازالت مستمرة الى اليوم.
وجسد الشعب الايراني المسلم الذي عبّر بقيادة الامام الخميني وبشعار"اليوم ايران وغداً فلسطين" عن ابعاد الثورة الشمولية والمناهظة للظلم وكان يظهر عمق اهتمامه بموضوع فلسطين، جسد بعد انتصار الثورة الاسلامية مباشرة شعاراته ؛ وأصدر الإمام الخميني في اول خطاب له حكمه الدولي (8أيار1979) بقطع العلاقات مع مصر بسبب التوقيع على معاهدة كامب ديفيد مخاطباً في ذلك الحكومة المؤقتة . وهي نفس القيادة التي كانت قد صرحت قبل انتصار الثورة الاسلامية ببضعة ايام (5شباط 1979) " نحن لا نرى اي حق للكيان الاسرائيلي".


وبعد بضعة شهور (7آب 1979)رفع الامام بإعلانه الجمعة الاخيرة من شهر رمضان المبارك يوماً للقدس علماً لمحاربة الصهيونية ووضعه تحت تصرف المسلمين حيث عمد الى فصل خط الاسلام المحمدي الاصيل عن الاسلام الامريكي وأذنابه من خلال الشعار الجميل "يوم القدس،يوم حياة الاسلام" . العلم الذي مايزال خفاقاً منذ ذلك اليوم وحتى الآن . وعلى اي حال فإن الرمز الذي كان الامام يذكره وصل الى فلسطين الضالة للطريق ، وكان فشل مشروع فهد للسلام ومؤتمر فاس بسبب معارضة الامام الخميني القاطعة مع استمرار الكفاح الشعبي في فلسطين المحتلة الى جانب انتصارات حزب الله البطولية في جنوب لبنان والضغط المتواصل للامام الخميني لاقامة شعائر البراءة من المشركين في مكة المكرمة والتي كانت قد زودت الحج بروح ومعنى محمديين(ص) على اثر كارثة ارتكاب المذبحة بحق حجاج بيت الله الحرام في مكة المكرمة وإراقة دماء الشهداء الايرانيين والتي امتزجت مع دماء الاخوة والاخوات الشهداء الفلسطينيين ،كل ذلك كان خطوة اخرى لضخ الانتفاضة بالمزيد من الروح الاسلامية وفصل خط النفاق العربي عن خط المجاهدين الاسلاميين وبذلك فقد تخلد الامام الخميني في التاريخ " فهذه الصرخات الهادرة هي صرخات الله اكبر المحطمة للعدو وهذا الطريق ما هو الا الصراط المستقيم للسلوك ونقطة خلوص كفاح المسلمين الفلسطينيين والذي تجسد بشكل كامل في كراهية الكافرين والمشركين الصهاينة والمنافقين والمتساومين العرب. ودفع اتباع الاسلام المحمدي الاصيل من احرام الحج الى احرام الحرب ومن الطواف حول الكعبة والحرم الى الطواف حول صاحب البيت ومن التوضؤ بزمزم الى غسل الشهادة كما فعل ابن رسول الله وسيد الشهداء ابو عبد الله الحسين عليه السلام وحولهم الى أمة لاتقهر والى بنيان مرصوص ."(صحيفة الامام ج20ص315) وقدم في خطاب بمناسبة ذكرى شهداء مكة المكرمة تحليلاً خالداً وحماسياً عن الرابطة بين ايران الاسلام والكفاح الاسلامي للشعب الفلسطيني فقال:
" إن ملحمة الشعب الفلسطيني ليست ظاهرة حدثت صدفة ،ترى هل يتصور العالم من هم الاشخاص الذين أنشدوا هذه الحماسة والى اي هدف استند الشعب الفلسطيني الآن بحيث إنهم يقاومون هجمات الصهاينة الوحشية دون خوف وبأيد عزلاء؟ هل النداء الوطني هو وحده الذي خلق من وجودهم عالماً من الصلابة؟ هل شجرة الساسة العملاء هي التي تفيض على الفلسطينيين بثمار الصمود وزيتون النور والامل؟ لو كان الامر كذلك فإنهم عاشوا الى جانب الفلسطينيين لسنين وتمتعوا باسم الشعب الفلسطيني ! لاشك في أن (سر ذلك) هو نداء الله أكبر .إنه صرخات شعبنا الذي جرّ الشاه في ايران والغاصبين في القدس الى اليأس، نعم لقد وجدت فلسطين طريقها الذي أضلته من براءتنا ورأينا كيف تحطمت في هذا الكفاح الاسوار الحديدية وكيف انتصر الدم على السيف والايمان على الكفر والصرخة على الرصاص وكيف بطل حلم اسرائيل للسيطرة من النيل الى الفرات وأضيء مرة اخرى كوكب فلسطين الدري من شجرة"لاشرقية لا غربية" المباركة ." (صحيفة الإمام ج21ص85)


ومنذ ذلك الحين فإن الاحرار الفلسطينيين تعلموا طريق الشهادة ولم يستسلموا لضجيج العملاء المرتزقة وحسب بل واصلوا جهادهم الاستشهادي على اساس الاسلام المحمدي(ص) الأصيل وقد يئسوا من رؤساء الحكومات العربية واستمدوا العون من اتساع قوة حزب الله في جنوب لبنان كي يشهدوا الهزيمة النكراء والهروب الذليل لجنود النظام الصهيوني الغاصب من لبنان.
لقد كان التأكيد المتكرر للامام الخميني على مواصلة الجهاد الاسلامي من قبل الشعب الفلسطيني الكبير وهجماته البطولية على الساسة ورؤساء بعض البلدان العربية ، فضلاً عن اليأس من زعماء هذه الفئة، سعياً لإحياء الثقة بالنفس ولفت انتباه الشعوب المستضعفة الى قوتها الدائمية في مقابل المستكبرين وتقديم مفهوم جديد عن" الامة الاسلامية" ودورها، حيث اجتاز بالثورة الاسلامية في ايران اول اختباراته بنجاح وفرض الارادة الجماعية الشعبية بايد خالية على ارادة حكومة عنيفة ومدججة بالسلاح . إنها نفس الحقيقة التي جعلت من حفنة من المشردين والمستضعفين الفلسطينيين ، شعباً قوياً لاتمكن هزيمته يحقق كل يوم من خلال تكريس الروح الجهادية والاستشهادية انتصارات عظيمة في مقابل الصهيونية العالمية . ألانتصارات التي لم تستطع الجيوش القوية للبلدان العربية تحقيق جزء من الالف منها في الحروب الاربع . ولكن الشعب الفلسطيني استطاع تحقيقها بجهاده الاسلامي ولم يبطل حلم بني اسرائيل في السيطرة من النيل الى الفرات وحسب ،بل إنه أخذ يتطلع الى أمل بزوغ فجر الحرية والنصر النهائي من جانب الله من خلال قطع شريط انتصارات النظام الصهيوني الغاصب وفرض الهزائم المتتالية عليه. 0"إن تنصروا الله ينصركم ويثبت أقدامكم".