الموقع الاستراتيجي للعالم الاسلامي

   يشكل العالم الاسلامي بتركيبته التي تفوق 50 بلداً من العالم وعدد سكان يزيد عن مليار ومائتي مليون نسمة مايقارب 20 بالمائة من كل مساحة العالم . وتتركز البلدان الاسلامية من حيث الموقع الجغرافي بشكل رئيس في مركزين يتمثلان في الشرق الاوسط وشمال افريقيا . وتتمتع هاتان المنطقتان بأهمية فائقة الى حد كبير من حيث التاريخ الحضاري الغني للغاية والموقع الجغرافي والسياسي الخاص( الاتصال بالمياه الحرة،وجود المناطق الاستراتيجية المتمثلة في الخليج الفارسي وقناة السويس وغير ذلك) ووجود الموارد الغزيرة السطحية والجوفية وامتلاك الاحتياطيات النفطية والغازية للعالم وهذا الوضع يدل بوضوح على استعداد البلدان الاسلامية للتحول الى قطب قوي ومؤثر على مستوى العالم وتواجد فاعل ومؤثر في المعادلات السياسية والدولية.


وقد حظيت عظمة المسلمين ومجدهم في العهود غير البعيدة باهتمام الامام(رض) مراراً وانعكس ذلك في آثاره وخطاباته بتعبيرات مختلفة عسى أن تلتفت المجتمعات الاسلامية بذلك الى مصدر القوة الهائلة للحضارة الاسلامية وينتشلها المسلمون والحكام الغافلون من حالة الفتور والسكون ويعيدوها مرة اخرى الى إحياء كيانها ومكانتها الحقيقية.


" إن المسلمين هم أنفسهم الذين كان مجدهم قد أحاط بالعالم ، لقد كانت حضارتهم فوق الحضارات ،وكانت شخصياتهم أبرز الشخصيات وكان تطور بلادهم اكثر من كل البلدان ، وهيمنت سيطرة حكمهم على العالم".
ويرى الامام(رض) أن البلدان الاسلامية بإمكانها أن تتحول الى أعظم قوة  عالمية بفضل" الاعتقاد والاعتماد على الله" "قوة الايمان" و" إمتلاك السهول، البحار والبلدان الواسعة للغاية" وغير ذلك إلا أن القوى الاستعمارية استغلت للاسف غفلة الشعوب الاسلامية وخيانة بعض رؤسائها لتستغل كل مواردها ولتبقي البلدان الاسلامية في الفقر والعوز والتخلف.


إن الاوضاع المؤسفة الحالية للعالم الاسلامي سببها من وجهة نظر قائد الثورة الاسلامية عدم الاهتمام الحقيقي بالاسلام والعمل به وغفلة رؤساء الحكومات الاسلامية عن اهداف الاسلام، تبعية رؤساء البلدان الاسلامية للقوى الكبرى، وجود الاختلاف بين المسلمين، تدخل الاجانب في البلدان الاسلامية وما الى ذلك.


كما كان للامام(رض) اشارات عديدة الى اساليب وطرق الخروج من هذه المشكلات وتحقيق الاهداف والتطلعات السامية للامة الاسلامية الواحدة ، فضلاً عن رسمه لاوضاع العالم الاسلامي الحالية وذكر بعض أهم المعضلات والمشكلات    التي ابتليت بها الامة الاسلامية، وسوف تأتي الاشارة الى البعض منها في الفصول القادمة.