الثورة الاسلامية

سرانتصار الثورة الاسلامية..

سوف التحق بكم ان شاء الله تعالى قريباً كي اكون في خدمتكم، ونسعى لحل المشكلات بهمتكم الشجاعة، ونتغلّب على مظاهر الفساد باتّحاد جميع شرائح الشعب.

كان موضوع عودة الامام الخميني(قدس سره) الى ايران، محط بحث المحافل السياسية و الصحافة، منذ اقامته في باريس. الاّ انه وبعد خروج الشاه من ايران، اصبح يُطرحه في اكثر المقابلات الصحفية، وكان جواب الامام(قدس سره) "في اول فرصة". لكنّ خبر عودة الامام القريبة، انعكس خلال وسائل الأعلام، في الايّام الاخيرة لشهر دي[1]، 1357 هـ.ش. حيث ذكر الامام "بأني، إن شاء الله تعالى، سألتحق بكم قريباً، لأكون في خدمتكم ومعكم. بأزادة جرئية، لحل المشاكل وبصوت واحد، وتوحيد كل شرائح الشعب على مسار واحد، لنتغّلب على الفساد"، ذكر ذلك، خلال نداء وجهه إلى الشعب الأيراني، في الثلاثين من دي/ 1357 هـ.ش. كذلك، انذر الامام(قدس سره) في ندائه المذكورة المؤسسات المخالفة للقانون، قائلاً: " انذروا ممثلي محمدرضا بهلوي[2]، الذين اغتصبوا المجلسين[3]، لِتركوا بيت الشعب، ليعود ممثلوه إلى بيتهم، بعد خمسين عاماً من حرمانهم حقّهم، وسترون، إن شاء الله، كُلّكم، مامعنى الأنتخابات الحرة والمجلس السالم".

فيما يلي، النص الكامل لنداء حضرة الامام (قدس سره):

سلام وتحيات لا حدود ولا نهاية لها الى أبناء الشعب الإيراني الغيور كلّه، الشعب الشريف الشجاع الذي أعلن مراراً بوحدة كلمته مطلبه المتمثل بالإطاحة بالنظام الشاهنشاهي، وإقامة حكومة الجمهورية الإسلامية في اربعينية إمام الأمة [الامام الحسين (ع)]. وبرغم ان نهضتكم الإسلامية المقدسة كانت مقترنة بدماء الشهداء الطاهرة والمصائب الاليمة، فإنّ مطالبتكم بالحرية والاستقلال سجلت على جبين التاريخ، فقد طردتم عدوكم وعدو بلادكم الرئيس من الساحة، ودفنتم أكبر خائن ومجرم في البلاد في مقبرة التاريخ، وأثبتم بثورتكم رسوخكم للشعوب المستضعفة أن الأسلحة الحديثة والقوى الشيطانية لا تستطيع أن تواجه إرادة شعب ثار ببطولة دفاعاً عن عقيدته وحقّه، كما اثبتم أن قوة شعب واع من شأنها أن تنتصر على جميع أسلحة القوى الكبرى.

لقد رحل الشاه، وتداعى النظام الشاهنشاهي، وأخرج سارقو بيت المال الثروات الى الخارج، وهربوا واحداً بعد آخر، وسوف يكون الشعب الشجاع لهم بالمرصاد في أول فرصة، لقد ذهبوا مخلّفين الكثير من الاضطرابات والدمار الذي يجب تداركه بمشيئة الله وهمة الشعب برغم أنه سيستغرق سنين طويلة. إنّي أقدّم شكري الخالص الى الشعب العزيز، وأرى من الواجب التذكير بملاحظات:

1- سوف التحق بكم ان شاء الله تعالى قريباً كي اكون في خدمتكم، ونسعى لحل المشكلات بهمتكم الشجاعة، ونتغلّب على مظاهر الفساد باتّحاد جميع شرائح الشعب.

أحبّائي الاعزاء، أعدوا أنفسكم لخدمة الإسلام والشعب المحروم، وشمّروا عن سواعدكم لخدمة عباد الله، فإنها خدمة لله، وأنا سأكون في خدمتكم بتوفيق الله- تعالى- بعد أيام قليلة، وسوف أواصل خدمتي كجندي وراءكم.

2- حذّروا ممثّلي محمد رضا بهلوي الذين غصبوا المجلسين ان يخلوا بيت الشعب كي يعود ممثلو الشعب بعد خمسين سنة حرم فيها الشعب حقّه الى بيتهم.

وسوف ترون كلكم ان شاء الله ما هي الانتخابات الحرّة والمجلس الن- زيه.

إنّني أحذرهم من انهم سيتحملون مسؤولية اية حادثة ان هم عادوا الى المجلس مرة اخرى.

3- أحذر مرة اخرى أعضاء المجلس الملكي الذي هو فرع من جذر غير قانوني، وأطالبهم أن يعتزلوا المجلس، ولا يعارضوا الشعب اكثر من ذلك.

4- أُوصي مرة أخرى قوى الأمن، والقوات البرية والجوية والبحرية أن يحافظوا على النظام، وأن يتعاون شعبنا الشريف والواعي معهم.

وعلى أبناء الشعب الإيراني الواعي أن يتصدّوا بحزم للاشخاص والفئات المنحرفة الذين ينوون اثارة الاضطرابات في هذا الوقت الحسّاس، ويريدون خيانة البلد لخدمة الأجانب، وأن يحذروا الغوغائيين من الاستمرار في أعمالهم اللاإنسانية واللاإسلامية واللاوطنية، وأن يلتحقوا بصفوف الشعب، أسأل الله تعالى النصر للشعب الإيراني، والسلام عليكم ورحمة الله.[4]

روح الله الموسوي الخميني‏

 

 

 

 

 

 



[1]  الشهر العاشر من السنة الأيرانية.

[2] شاه ايران الذي اطاحت به الثورة الايرانية.

[3]  اي، مجلس الشيوخ و مجلس النواب.

[4] صحيفة الامام ، ج 5، ص 342.

ارسل هذا الخبر الی الاصدقاء