من الآن فصاعداً سنكون معاً- إن شاء الله-، معاً على رأي واحد، معا في قوة واحدة، واذا كنا معاً سنحقق أهدافنا، اما اذا نشب الاختلاف لاسمح الله بين الفئات المختلفة فانني اخشى عودة الاوضاع الى سابق عهدها.
علينا ان نحافظ على رمز انتصارنا المتمثل بوحدة الكلمة والاستناد الى القرآن المجيد، وننطلق معاً الى الامام لاقامة الجمهورية الاسلامية في ايران، ونقترع جميعا للجمهورية الاسلامية. اسال الله تبارك وتعالى السلامة والسعادة لكم وللشعب الايراني.[1]
اقيموا الحكومة الاسلامية التي تدافع عن حقوقكم واعملوا على تعزيز أركانها، ولا تصغوا الى ما يقوله البعض من كلام فارغ، لا تصغوا الى تلك الفئات التي لم تستنشق عبير الاسلام وتسعى لمعارضته، فهي تتطلع الى حرف الشعب عن سبيله، وسبيلكم هو الاسلام واقامة الجمهورية الاسلامية. انا سأدلي بصوتي لصالح الجمهورية الاسلامية وأدعوكم ان تدلوا بأصواتكم لصالح الجمهورية الاسلامية لا اكثر ولا اقل،" الجمهورية الاسلامية" فحسب.
ان هؤلاء الذين يتحدثون في كتاباتهم عن" الجمهورية" الجمهورية فقط يهدفون الى تغييب الاسلام. وهؤلاء الذين يقولون" الجمهورية الديمقراطية" يعنون جمهورية غربية لا جمهورية اسلامية، انهم يريدون عودة المصائب ذاتها التي عانينا منها باسلوب آخر، وهؤلاء لا دخل لهم بهذه الثورة اصلا.
ان هؤلاء الذين يتوهمون بأن بإمكانهم اليوم الجلوس الى مائدة جاهزة، لم يكن لهم دور في هذه الثورة، فهذه الثورة انما حققت هدفها بواسطتكم انتم، انها ثورة الطلاب والعمال والفلاحين والكسبة، هؤلاء هم الذين مكنوا الثورة من الانتصار وهم اصحاب الحق فيها.
اما اولئك الذين كانوا خارج البلاد وجاءوا لجني الثمار، وهؤلاء الذين تعودوا الجلوس في صدارة المجالس ومراقبة الامور، او الذين اعانوا النظام السابق وأخذوا يتسترون بقناع الثورية، فلا تقبلوهم ولن نقبلهم نحن، لا تقبلوا هؤلاء الذين امسكوا باقلامهم وانطلقوا يكتبون ضد الاسلام ويتشدقون بالوطنية والديمقراطية وغيرها.
الشعب الايراني يريد الاسلام
اننا نريد الاسلام، شعبنا يريد الاسلام، وهؤلاء الذين يسعون الى اضعاف ثورتنا واضعاف حكومتنا كي لانتمكن كما يتوهمون من النجاح في الاستفتاء الشعبي، انما يمدون أنفسهم بأوهامهم الباطلة، فشعبنا باكمله يريد الجمهورية الاسلامية.
علينا ان نعمل على تحقيق ما انعقدت عليه آمال شعبنا، علينا ان نصغي الى ما صرخ به شعبنا منذ سنين مضت، الى ما نادوا به خلال الأعوام القليلة الماضية. ان على الفئات المختلفة ان تصغي الى ما نادى به شعبنا وترى ماذا اراد الشعب وماذا يريد. ان شعبنا خرج خلال ما يزيد على العام الى الشوارع وهو يهتف" حرية، استقلال، جمهورية اسلامية".
علينا ان نتبع شعبنا ولاينبغي الامساك بالاقلام والجلوس في المنازل وكتابة ما يحلو لنا فهذا ليس صلاحا وسيؤدي الى عودة الامور الى سابق عهدها وعودة المصائب السابقة وهي خيانة للشعب، فعلى الشيوعيين ان يطالبوا أيضاً بالجمهورية الاسلامية. فاذا ارادوا العمل لصالح هذا الشعب وكان حقا ما يقولون، فعلى الجميع ان يطالب بالجمهورية الاسلامية. ان على كل من يحب هذا الشعب وهذه البلاد، وعلى كل من سئم من القمع، وعلى كل من يتطلع الى استقلال البلاد، عليه ان يتبع الشعب حتى ينتصر. عليه ان يتبع هذه الفئات، ان يتبع الطلاب، طلاب العلوم الدينية والحديثة، والكسبة، والكادحين، والفلاحين، والمزارعين والعمال. إذ أن هؤلاء هم الذين قدموا الشهداء، وقدموا التضحيات والنصيب كله لهم ليس لي او لكم انتم الذين جلستم جانبا وامسكتم الآن باقلامكم. حطموا هذه الاقلام! وعودوا الى الاسلام، اتركوا الدعايات المسمومة ومحاولات اضعاف الشعب والحكومة كي تحفظوا استقلالكم.
بشرى النصر
انني اعقد الامال عليكم ايها الشباب الصالح وعلى سائر فئات الشعب، وانني ابشركم بالاستقلال، والعزة، والرفاه، والمعنوية، والروح الجديدة، بالروح المتحررة والمهذبة شريطة ان نكون معاً جميعا على طريق الجمهورية الاسلامية ونهج الاسلام.
اسأل الله تعالى العزة لكافة ابناء الشعب المسلم، والتوفيق لكم ايها الشباب الطيبون الاعزاء. [2]
حرية الرأي وممنوعية التآمر
انني اعطي رأيي للجمهورية الاسلامية، وأهيب بابناء الشعب بان لا يسمحوا بضياع دماء ابنائهم، وان لا يسمحوا للأجانب بالنفوذ، ولا يسمحوا بضياع الاستقلال الذي حققوه، لا يسمحوا بتحول الحرية التي تحققت الى كبت، لذا فان عليهم ان يدلوا بأصواتهم لصالح حكومة الإسلام والجمهورية الاسلامية لا اكثر ولا اقل.
وقد يختار البعض توجهاً آخر، وهم أحرار في ذلك، إلّا أننا لن نسمح بالتآمر، لا نسمح بالخيانة، ولكن حرية الرأي موجودة ليقولوا ما يشاؤون.
اننا نريد الخير لهذا الشعب، نحن واستلهاماً للاسلام نريد الخير لجميع الطبقات والشرائح، نحن نريد الخير للنساء المحترمات ولا نسمح باستدراجهن الى الفساد، لا نريد لهن ان يصبحن العوبة بأيدي بعض الأراذل، اننا ننصحهن بأن يتركن الاساليب السابقة، انني انصحكن ان تتركن الاساليب التي وضعها لكنّ المنحرفون وادت الى انحراف الكثير من شباننا واعزتنا.
اننا نريد لكم الصلاح، يجب ان نقضي على تلك الانحرافات بكل السبل: بالنصيحة، بالتوسل، والرجاء والتوصية، يجب ان نقضي على هذه المفاسد التي تجذرت في مجتمعنا خلال اكثر من خمسة عقود ماضية.[3]
تقوية الاسلام عبر التصويت لصالح الجمهورية الاسلامية
ما دمنا نفكر مصلحة الاسلام والمسلمين ومصلحة بلادنا والقضاء على تدخل الاجانب، علينا ان نقترع لصالح الجمهورية الاسلامية، على جميع فئات الشعب الاقتراع لصالح الجمهورية الاسلامية، الجمهورية الاسلامية لا اكثر ولا أقل.
انا شخصياً سأقترع لصالحها، وأهيب بكم ان تقترعوا لصالحها، والآخرون أحرار بالادلاء باصواتهم كما يشاؤون، ولكن لابد أن المحبين للاسلام والمحبين لبلدهم، ادركوا الآن بان سعادتهم في الدنيا والاخرة يكمن في الاسلام، فليفكروا جيداً.
انني أهيب بهم ان يقترعوا لصالح الجمهورية الاسلامية. وان يعززوا موقف الاسلام ودولة الاسلام وحكومة الاسلام، عليهم ان لا يتعجلوا الامور، فالامر معقد للغاية، فلا الحكومة يمكنها وحدها اصلاح الامور ولا بعض فئات الشعب يمكنها القيام بذلك وحدها، لابد لنا جميعاً من القيام بذلك.
انني آمل ان نتمكن من تحقيق اهداف الاسلام كاملة اذا ما تمكنا من اقامة الجمهورية الاسلامية في ايران. طبعاً الامر يحتاج الى متسع من الوقت، والحكومة الآن عاكفة على تحقيق ذلك. علينا ان نمهلها حتى تتمكن من التغلب على تلك المشاكل، واستيعاب الكم الهائل من المشاكل.
اسأل الله تبارك وتعالى السعادة للشعوب الاسلامية سيما الشعب الايراني، ولكم أيها الشباب الشجعان.[4]
اهمية المشاركة الفعالة في الانتخابات
الى ابناء الشعب الايراني المجاهد والشجاع ايدهم الله تعالى.
في هذا الظرف البالغ الحساسية الذي يرتبط ارتباطاً وثيقاً بمصير البلاد والاسلام المجيد، ينبغي بالمواطنين الاعزاء المشاركة في الاستفتاء العام بفاعلية اكبر من السابق، فان التقاعس عن المشاركة في هذا الاستفتاء والتراخي يعتبران اهدارا لدماء الشهداء وتضييعا للبلاد والاسلام المجيد.
أيها الأحبة الواعون! ان يوم الاستفتاء هو يوم الحصاد لمشاق تلك السنين. ولايفوتني ان اذكر هنا بضرورة مشاركة النساء المجاهدات والبطلات في مختلف انحاء البلاد في هذا الاستفتاء، فالنساء كان لهن الدور الرئيسي في انتصار الثورة الاسلامية جنبا الى جنب مع الرجال، بل انهن تقدمن عليهم احيانا، لذا فان عليهن الالتفات الى ان مشاركتهن الفعالة ستساهم في ضمان النصر للشعب الايراني. فالمشاركة في هذا الامر تعتبر من الوظائف الاسلامية للرجل والمراة على حد سواء.
ولتدلوا باصواتكم بحرية لمن تشاؤون، اما انا فانني ساقترع لصالح الجمهورية الاسلامية واهيب بكم وبما بيننا من اخوة، ان تساعدوا في هذا الامر الاسلامي.
على الشباب الغيارى ان لايسمحوا لاحد بالخيانة والتلاعب باراء الناخبين والمحافظة على صناديق الاقتراع بامانة.[5]
[1] صحيفة الإمام، ج6، ص: 320
[2] صحيفة الإمام، ج6، ص: 280279-
[3] صحيفة الإمام، ج6، ص: 286
[4] صحيفة الإمام، ج6، ص: 300-299
[5] صحيفة الإمام، ج6، ص: 322