حامل لواء تحرير الإنسان من قيود ظلم الاستكبار..

حامل لواء تحرير الإنسان من قيود ظلم الاستكبار..

السلام والتحية على باسط العدل الأبدي الأوحد، وحامل لواء تحرير الإنسان من قيود ظلم الاستكبار.

مقتطفات من نداء الامام الخميني(قدس سره) بمناسبة ذكرى مولد الإمام المهدي (عج)
بسم الله الرحمن الرحيم
الأخوة والاخوات والأبناء الأعزاء، مشردو الحرب المفروضة – أيدهم الله تعالى.
السلام والتحية للمحضر المقدس لمولود الخامس عشر من شعبان وآخر ذخيرة الإمامة، الإمام بقية الله – أرواحنا فداه -، وباسط العدل الأبدي الأوحد، وحامل لواء تحرير الإنسان من قيود ظلم الاستكبار.. السلام عليه، والسلام على منتظريه الحقيقيين.. السلام على غيبته وظهوره.. والسلام على أولئك الذين يدركون ظهوره بالحقيقة ويرتوون من كأس هدايته ومعرفته.
السلام على الشعب الإيراني العظيم الذي يمهد الطريق لظهور الإمام المهدي بالتضحية والإيثار والشهادة. . .
إن الغرب والشرق يدركان اليوم جيداً بأن القوة الوحيدة التي بإمكانها ان تتصدى لهما وتخرجهما من الساحة هي الإسلام. وقد تلقى هؤلاء خلال السنوات العشر الماضية من عمر الثورة الإسلامية الإيرانية، ضربات قاصمة من الإسلام، وقد عقدوا العزم للقضاء على الإسلام، بأية وسيلة ممكنة، في إيران موطن الإسلام المحمدي الأصيل، فان تيسر لهم فبالقوة العسكرية، وإلا فمن خلال نشر ثقافتهم المبتذلة وجعل الشعب غريباً عن الإسلام وعن ثقافته القومية. وإذا ما عجزوا عن ذلك، فمن الممكن أن تحقق لهم أهدافهم المشؤومة الأيادي المأجورة من المنافقين والليبراليين وعديمي الدين، الذين يعتبرون بالنسبة لهم قتلة محترفين في تصفية علماء الدين والأبرياء والتسلل إلى مؤسسات الدولة ودوائرها. وقد أعلن هؤلاء المتسللون مراراً بأنهم يستدلون على ادعاءاتهم بما ينطق به السذج. . .
وليعلم مسؤولونا بأن ثورتنا غير مؤطرة بحدود ايران، وانما ثورة الشعب الإيراني هي نقطة انطلاقة ثورة العالم الإسلامي الكبرى التي يحمل لوائها الإمام الحجة – أرواحنا فداه -، إذ نسأل الله تعالى أن يمن على جميع المسلمين وشعوب العالم بأن يجعل ظهوره وفرجه في عصرنا الحاضر. وليعلم المسؤولون بأنه إذا ما اعاقتهم المسائل الاقتصادية والمادية عن أداء المهام الملقاة على عاتقهم ولو للحظة واحدة، فسيترتب على ذلك خطر عظيم وخيانة كبرى. لذا يجب على حكومة الجمهورية الإسلامية أن تبذل كل ما في وسعها في تلبية احتياجات الشعب على أفضل نحو، غير أن ذلك لا يعني إغفال أهداف الثورة العظيمة الممثلة في إقامة حكومة الإسلام العالمية.
إن الشعب الإيراني العزيز، الذي يمثل بحق الوجه المضيء لتاريخ الإسلام العظيم في عصرنا الحاضر، يجب أن يتحمل الصعاب والمعاناة من أجل الله تعالى كي يتسنى لكبار المسؤولين العمل بواجبهم الرئيسي المتمثل بنشر الإسلام في العالم، واني ادعوهم لأن يأخذوا بنظر الاعتبار مبدأ الأخوة والإخلاص فقط في إطار مصلحة الإسلام والمسلمين. فمن الذي يجهل معاناة شعبنا العزيز والضغط الذي تعاني منه الطبقة المستضعفة ومحدودو الدخل. وفي الوقت نفسه ليس هناك من يجهل بأن التخلي عن ثقافة العالم المعاصر وتأسيس ثقافة جديدة على أساس الإسلام، والتعامل الإسلامي الحاسم مع أميركا والاتحاد السوفيتي؛ يترتب عليه معاناة ومتاعب وجوع وتضحية. وان شعبنا اختار هذه الطريق وعلى استعداد لدفع ثمن ذلك وانه يفخر به أيضاً. ومن الواضح أن نبذ ثقافة الشرق والغرب غير متيسر بدون الشهادة. . .
إن الله تعالى جعلنا اليوم مسؤولين ويجب أن نتحمل اعباء هذه المسؤولية. لا بد اليوم من محاربة الجمود والسكون والسكوت، والمحافظة على حماس مسيرة الثورة.. إنني أقول ثانية، على كافة المسؤولين والشعب الإيراني أن يعوا جيداً بأن الغرب والشرق لن يقر لهما قرار ما لم يجردونكم – حسب تصورهم الساذج – عن هويتكم الإسلامية. فلا تفرحوا بالعلاقة مع المعتدين، ولا تحزنوا على قطعها. راقبوا الأعداء بدقة وبصيرة ولا تدعونهم يهدأون. فاذا ما تركتموهم يهدأون، فهم لن يتركونكم لحظة واحدة.
روح الله الموسوي الخميني


صحيفة الامام الخميني، ج21، ص 296.

ارسل هذا الخبر الی الاصدقاء