مواكبة الامام الخميني للزمن ومعرفته لمتطلبات العصر

مواكبة الامام الخميني للزمن ومعرفته لمتطلبات العصر

مواكبة الزمن ومعرفة متطلبات العصر مع الالتزام بالمبادئ الدينية كانت سر نجاح رجال الدين خاصة الإمام الخميني (قدس سره) بوصفهم شريحة تقليدية في إطاحة النظام البهلوي في المجتمع الإيراني الحديث نسبياً.

*بقلم:مهدي مخبري

مواكبة الزمن ومعرفة متطلبات العصر مع الالتزام بالمبادئ الدينية كانت سر نجاح رجال الدين خاصة الإمام الخميني (قدس سره) بوصفهم شريحة تقليدية في إطاحة النظام البهلوي في المجتمع الإيراني الحديث نسبياً.
أفكاروسلوك الامام الخميني قدس سره الشريف مازالت خالدة يهتدي بها الشعب الإيراني في معالجة شؤونه، وما هو السر في هذا الخلود؟
وفي رأيي أن هذا الخلود وهذه الحيوية تكمن في حيوية شخصية الإمام (قدس سره)؛ بعبارة أخرى أنه لم يكن ينظر إلى التطورات العالمية بنظرة ضيقة علاوة إلى أنه كان يعيد النظر في أفكاره ويجددها وفقاً للتعاليم الدينية.
وإن ننظر بعين الدقة في بيانات الإمام الخميني (قدس سره) في فترة النضال مع النظام البهلوي نجد سماحته شخصية عصرية ذات اتجاهات دينية ومذهبية بعبارة أخرى كان الإمام (قدس سره) ناشطاً في مجال حقوق الإنسان ومدافعاً عن حرية التعبير، والحرية في الصحف، ومعارضاً للفساد الاقتصادي والأخلاقي، ورافضاً للإتكالية على الأجانب.
وكان الإمام الخميني (قدس سره) يؤكد دوماً على فقدان أهلية الشاه للحكم على الشعب الإيراني وتخليه عنه وضرورة بناء نظام يعتمد على آراء الشعب والقوانين الإسلامية.
على سبيل المثال قال في كلمة له: "الشعب الإيراني شعب مسلم يريد الإسلام الذي يؤكد تحقيق الحرية، والاستقلال، وقطع أيدي الأجانب والمجرمين والعملاء وهدم قواعد الظلم والفساد... وعلى الشعب الإيراني خاصة العلماء والمفكرين والجامعيين أن ينطقوا بالحقائق لتسمعها الأوساط الدولية والمجتمعات جمعاء و يجب أن يتخلص الجيش الإيراني من قبضة الأجانب وينقذ الوطن من السقوط والثبور»(صحيفة الامام الخميني(قدس سره)، المجلد الـ 3).
فلماذا لم تتمكن الفئات الدينية، والوطنية، والليبرالية، والماركسية من مواصلة نضالاتها وفي المقابل تمكن الإمام (قدس سره) من ذلك؟ لأن الإمام (قدس سره) كان يجمع بين شعار الحرية الدينية وشعار الدعم للمستضعفين ومكافحة التمييز والانقسام الطبقي وشعار عدم تدخل الأجانب في شؤون البلد والمحافظة على الهوية الدينية والوطنية؛ الشعارات كانت تلتزم كل فئة بواحدة منها.
وبما أن الشعب الإيراني كان يطلب الإسلام إلى جانب الاستقلال، والحرية وحفظ الهوية الوطنية فوجد كلها في أفكار الإمام (قدس سره) واقتدى بها علاوة إلى أن مواكبة الزمن ومعرفة متطلبات العصر مع الالتزام بالمبادئ الدينية كانت سر نجاح رجال الدين خاصة الإمام (قدس سره) في إطاحة النظام البهلوي في المجتمع الإيراني الحديث نسبياً.

ارسل هذا الخبر الی الاصدقاء