ما هو الذي رواه الحاج السيد أحمد الخميني..

ما هو الذي رواه الحاج السيد أحمد الخميني..

مايرويه الحاج السيد احمد الخميني،حول الآية المحيّرة (للعقول) التي ابتدأ بها الامام الخميني(قدس سره) نداءه الخاص بالبراءة من المشركين.

مايرويه الحاج السيد احمد الخميني،حول الآية المحيّرة (للعقول) التي ابتدأ بها الامام الخميني(قدس سره) نداءه الخاص بالبراءة من المشركين.
قال حضرة الامام الخميني (قدس سره) في بداية ندائه المؤرخ 6/5/1366 هـ.ش. الموافق للأول من ذي الحجة 1407هـ. ق، مخاطباً مسلمي ايران والعالم وزائري بيت الله الحرام، خلال الاجتماع العظيم للحج:
«و من يخرج من بيته مهاجراً الى الله ورسوله ثم يدركه الموت فقد وقع أجره على الله»... تعجز الأقلام والألسنة والأقوال والأفعال عن شكر النعم اللامتناهية التي نالها البشر من رب العزة؛ ذلك الخالق الذي زين عوالم الغيب والشهادة والسرّ والعلن بنعمة الوجود بتجليه النوارني، وأتحفنا بها ببركة أصفيائه وأوليائه... وأماط اللثام عن جماله بظهوره المبارك... وأنزل الكتب السماوية المقدسة على أنبيائه من صفي الله الى خليل الله ومن خليل الله الى حبيب الله- صلوات الله عليهم وسلم- وأرشد الى سبيل بلوغ الكمالات والذوبان في كماله المطلق، ودل على طريق السلوك الى الله فقال: «و من يخرج من بيتهِ مهاجراً الى الله»، وأوضح نهج التعامل مع المؤمنين والأصدقاء والملحدين والمستكبرين والأعداء».(صحيفة الامام، ج‏20، ص: 257(
وفي قسم أخر من النداء نقرأ:
«على الزوار الأعزاء أن يسيروا من أقدس بقاع العشق والجهاد الى كعبة أسمى، ويحذوا حذو سيد الشهداء أبي عبدالله الحسين (ع) الذي أقبل من إحرام الحج الى إحرام الحرب، ومن طواف الكعبة والحرم الى طواف صاحب البيت، ومن وضوء زمزم الى غسل الشهادة والدم؛ فتتحول أمتهم الى أمة لاتقهر؛ ويصبحون كالبنيان المرصوص والطود الشامخ، ولاتروعهم قوى الشرق والغرب. بديهي أنّ روح ونداء الحج ليس إلا أخذ المسلمين بجدول أعمال جهاد النفس من جهة وبرنامج مقارعة الكفر والشرك من جهة أخرى.»( نفس المصدر، ص 260)
انّ هذا النداء الذي يُعتبر من اهم والاكثر تفصيلاً، مما صدرعن فكرالامام الخميني(قدس سره) ومما خطه قلمه، هو نفسه نداء صرخة البراءة المشهور، الذي جاء في المجلد العشرين من صحيفة الامام(قدس سره)، الذي اشار فيه سماحته الى مشاكل العالم الاسلامي العديدة ومما يقوم به الاعداء وعالم الاستكبار من حِيَل ومكائد، موضحاً واجب المسلمين وضرورة القيام بمراسيم الحج الابراهيمي واعلان البراءة من المشركين والقوى السلطوية، بصفتها رمز الشيطان والهيمنة بالنسبة لمظلومي العالم، مؤكداً بصورة خاصة، استمرار الكفاح ضد حُماة ومنفذّي المخطط السلطوي. ومما قاله سماحته (قدس سره):
«وهيهات أن يصمت الخميني أمام تعدي المشركين والكافرين على حرمة القرآن الكريم وعترة رسول الله وأتباع إبراهيم الحنيف، أو ينظر الى مشاهد الذل والتحقير للمسلمين ولايحرك ساكناً؛ لقد أعددت نفسي لتقديم دمي وروحي الزهيدين من أجل أداء الواجب وفريضة الدفاع عن المسلمين، وأنتظر الفوز بالشهادة. فلتكن القوى العظمى على ثقة بأنّه لو بقي الخميني لوحده في الميدان لأدام طريقه في مكافحة الكفر والشرك والظلم، وأقض مضاجع المستعمرين وأجرائهم بعون الله تعالى وبهمة فدائيي الاسلام الذين اضطهدهم الدكتاتوريون.» ( نفس المصدر، ص 261)
الاّ انّ الشيئ المحيّر، هو، الآية التي اختارها سماحته في طليعة النداء ومضمونها الذي يدور حول الشهادة والهجرة الحسينية... وعلى مايبدو، فانّ ذلك شيئ يختلف عن مناسك الحج وعما يرتبط به النداء، مما اثار، هذا الموضوع، حيرة اعضاء الاسرة والمكتب وحتي من يتعلق بهم الامر من العاملين في منظمة الحج في المدينة المنورة، فقد اكدّ حضرة الامام (قدس سره) على ارسال الخبر الى وسائل الاعلام والحجاج في المدينة.
يُرجى الالتفات الى هذه الخاطرة.« يبعث الامام(قدس سره) عادةً، في كل سنة وعند موسم الحج، نداءً الى حجاج بيت الله سنة 1366هـ.ش- 1407 هـ.ق- عندما ذهبنا للحج، ومنذ نزولنا في جدة حتى مسيرة المدينة، كنا راضين جداً لمعاملة الحكومة ورجال الامن السعوديين، لنا، ولم نكن نتصّور ابداً، بانّ الحكومة السعودية تعامل ايران والايرانيين بمثل هذا الاحترام. كان العاملون في شؤون الحج، يتوقعون مشاهدة اعظم مراسيم للحج هذا العام، نقل السيد احمد نجل الامام(قدس سره)، الموقر، حول ذلك قائلاً: لقد تعجبت عندما شاهدت مقدمة النداء والآية التي جاءت في صدره، واعترتني الدهشة. لماذا دعا الامام، في هذا النداء، الحجاج الى الشهادة والهجرة الحسينية؟ واضاف قائلاً: عندما قرأت النداء، كان صعباً علىَّ جداً ان اتقبل ذلك، عرضت هذا النداء على السيد انصاري - احد اعضاء مكتب الامام (قدس سره) - الذي تطابق نظره معي. وعندما ابدى السيد انصاري، رأيه، ذهبت الى الامام قائلاً: ايها السيد! انه ليس رأيي فقط، بل ورأي سائر الأخوة. ان المقدمة والآية التي ذكرتها في بداية النداء، لاترتبط ابداً بمراسيم ومناسك الحج. فتفضل قائلاً: «ارسلوا هذا النداء على وجه السرعة الى وسائل الاعلام والحجاج الايرانيين في المدينة». عندما اُرسِل هذا النداء، قرأته والسيد كروبي لسائر العاملين في الحج. كنا مندهشين جداً، حول الارتباط بين مراسيم الحج والآية المباركة. اتصلنا بمنزل الامام(قدس سره) من المدينة. اضافا السيد احمد: انا، ايضاً، تحدثت مع الامام حول الموضوع المذكور، فردّ سماحته قائلاً: ارسلوا هذا النداء بهذه المقدمة والآية. لقد صدر النداء في اليوم الاول من ذي الحجة، وحدثت فاجعة مكة، الدموية في اليوم السادس من الشهر المذكور. (اية الله السيد مهدي امام جماراني، مقتطفات من سيرة الامام الخميني،ج3، ص164).
لقد تركت تلك الفاجعة، عاراً سرمدياً على رجال الدين الوهابيين، لايزول ولايُطَهّر حتى بماء زمزم وعين الكوثر. بالطبع، الجريمة تلك، تتكرر، وبأيدي هؤلاء المجرمين، اليوم، ايضاً، في العالم الاسلامي، باستثمار دولارات نفط بيت مال المسلمين، في ذلك،...تتكرر في اكثر الدول الاسلامية كالعراق وسورية واليمن والبحرين... وتوفر اكبر خدمة للغدة السرطانية في المنطقة، اى، اسرائيل الغاصبة.
مصدر: جماران


ارسل هذا الخبر الی الاصدقاء