اذا كان القرار أن يقصف المكان فليقصف

في تلك الايام التي كانت تتعرضت فيها مدينة طهران للقصف ، جاء السيد انصاري يوماً وقال للامام: وصلت رسالة من السيد ري شهري تفيد بأن لدينا أخبار موثقة تؤكد بأنهم يفكرون بقصف هذا المكان الليلة، فما نرجوه هو أن تغيروا مكانكم هذه الليلة!. فردّ عليه الامام مبتسماً: ما معني هذا؟ لماذا تقول هذا الكلام؟. غير أن السيد انصاري كان متأثراً للغاية وكان يلتمس الامام ويصرّ ويقسم عليه: بحق أمّك الزهراء(س) حاول أن تفعل ذلك، على الأقل إترك حجرتك هذه الليلة فقط، إذ أنه بمجرد هزّة بسيطة سوف تتحول هذه الحجرة الى اكوام من التراب. فجاء الامام الي الحجرة التي كنت فيها وقال وهو يبتسم:لقد جاء السيد انصاري وطلب مني أن أخرج من هنا.فسألت من الامام : لماذا؟ فقال: لا ادري، ثمة معلومات تفيد بأنهم يريدون قصف هذا المكان الليلة!. فقلت:حسناً، لماذا لاتستجيب الي ذلك؟ فضحك وقال: ماهذا الكلام؟ اذا كان مقرراً أن يقصف المكان، فأنا موجود في هذه الحجرة وجالس على هذا الكرس. وهل الناس جميعهم يذهبون الى الملاجئ؟ قلت: أيها السيد كل الناس غيرّك أنت، ليس جميع الناس في بيوتهم هدفاً للعدو. فقال: ما الفرق؟ الحارس الثوري الذي يقف في اول الزقاق لايوجد له ملجأ. هو يقف هناك وأنا اذهب الي الملجأ؟ قلت: الجميع يذهبون الي الملاجئ، لقد أمرت الحكومة ببناء ملجأ في جماران. فقال: كلا، ليس الأمر بهذا النحو، فهذا الحارس الذي يقف من أجلي لايتوجه الي الملجأ، أنا لا أغادر حجرتي، إذهبوا أنتم وحافظوا على أنفسكم!. حاولت أن أقنعه بذريعة أخري، فقلت: اذا أنت لم تذهب، نحن ايضاً لن نغادر المكان، لنذهب  الي الملجأ ولو من أجلنا. فقال: كلا، أنا لا أعتبر ذلك من واجبي، ولكن من واجبكم أن تحافظوا على أنفسكم، ولكن أنا لا اري من واجبي أن أترك الحجرة. وبقي الامام في حجرته ولم يخرج منها. وفي اليوم التالي حيث اطلعت على رسالة السيد ري شهري رأيت أن الامام كان قد كتب غزلاً عرفانياً على الوجه الآخر من الرسالة. فعجبت لذلك.. (فاطمة طباطبائي، مقتطفات من سيرة الامام الخميني،ج1،ص112).

 

ارسل هذا الخبر الی الاصدقاء