ما الذي يحتاجه الانسان؟

ما الذي يحتاجه الانسان؟

يحتاج الأنسان، للحياة في هذا العالم، إلى بعض القدرات والقوى الخاصة.

أهم وسيلة لنفوذ الشيطان في الأنسان هي نفس الأنسان الأمّارة
يحتاج الأنسان، للحياة في هذا العالم، إلى بعض القدرات والقوى الخاصة، وذلك للحصول على احتياجاته المادية، مثل: قدرة الشهوة، الغضب وقدرة الوهم والخيال للتفكير، حيث يتوجب عليه، بالأستعانة بقوة العقل وهداية الانبياء الدينية، ان يسيطر على تلك القوى ويجعلها على مسار التقرب الى الله تعالى.
إنّ مطالعة صراع الأنسان مع الشيطان والهزائم والأنتصارات التي يحصل عليها في هذا الصراع، كانت دائماً محط انظار اُناس لهم علاقة خاصة بسعادة انفسهم و بقية الناس، لأمتحان قوة وضعف الأنسان، عن طريق الصراع المذكور.. لنقل مايحصلون عليه إلى الآخرين، وذلك، للوصول إلى معرفة ذاتية عميقة، لفهم شؤونهم الخاصة ومايتعلق بالوجود... وخلال هذه المعرفة، تتضح اكثر فأكثر، صورة اَلَدّ اعداء الأنسانية وحيله وخدعه. هؤلاء الناس المتواضعون، هم، الانبياء وخلفاؤهم الحقيقيون، الذين يسعون بواسطة ارتباطهم بالوحي، ايصال سعادة ابدية خالدة الى الأنسان.
انّ الأنسان، في الحقيقة، موجود روحاني ومعنوي. وبما انه، وبأمر من الله تعالى، ولتنمية مواهبه، يتوجب عليه، مدة من الزمن، ان يعيش في ارض مادية وتُرابية، فلابُدّ لروحه ان تكون في قالب بدن جسماني لتتعاون مع الجسم للوصول الى الكمال .

الموازنة
«ومن الأمور التي تعين الإنسان في هذا السلوك، والتي يجب عليه الأهتمام بها، هي«الموازنة». فالموازنة هي أن يقارن الإنسان العاقل بين منافع ومضار كلّ واحدة من الأخلاق الفاسدة والملكات الرذيلة التي تنشأ عن الشهوة والغضب والوهم ـ عندما تكون حرة وتحت تصرف الشيطان ـ وبين منافع ومضار كلّ واحدة من الأخلاق الحسنة والفضائل النفسية، والملكات الفاضلة والتي هي وليدة ـ تلك القوى الثلاث ـ عندما تكون تحت تصرف العقل والشرع، ليرى على أيّ واحدة منها يصح الإقدام ويحسن العمل؟!. فمثلاً، إن النفس ذات الشهوة المطلقة العنان التي ترسخت فيها ـ أي في النفس ـ وأصبحت ملكة ثابتة لها، وتولدت منها ملكات كثيرة في أزمنة متطاولة، هذه النفس لاتتورع عن أيّ فجور تصل يدها إليه، ولاتعرض عن أي مال يأتيها، ومن أي طريق كان، وترتكب كل ما يوافق رغبتها وهواها ـ مهما كان ـ ولو استلزم ذلك أي أمر فاسد. ومنافع الغضب الذي أصبح ملكة للنفس، وتولدت منه ملكات ورذائل أخرى، منافعه هي أنه يظلم بالقهر والغلبة كلّ من تصل إليه يده، ويفعل ما يقدر عليه ضد كل شخص يبدي أدنى مقاومة، ويثير الحرب بأقل معارضة له، ويبعد المضرات وما لايلائمه، بأية وسيلة مهما كانت، ولو أدى ذلك إلى وقوع الفساد في العالم. وعلى هذا النحو تكون منافع النفس لصاحب الواهمة الشيطانية الذي ترسخت فيه هذه الملكة. فهو ينفذ عمل الغضب والشهوة بأية شيطنة وخدعة كانت، ويسيطر على عباد اللّه‏ بأية خطة باطلة كانت، سواء بتحطيم عائلة ما، أو بإبادة مدينة أو بلاد ما. هذه هي منافع تلك القوى عندما تكون تحت تصرف الشيطان. ولكن عندما تفكرون بصورة صحيحة، وتلاحظون أحوال هؤلاء الأشخاص، تجدون أن أيّ شخص ـ مهما كان قويا، ومهما حقق من آماله وأمانيه ـ فإنّه ـ رغم ذلك ـ لايحصل حتى على واحد من الألف من آماله، بل إن تحقق الآمال ووصول أي شخص إلى أمانيه، أمر مستحيل في هذا العالم، فإن هذا العالم هو «دار التزاحم» وأن مواده تتمرد على الإرادة. كما أنّ ميولنا وأمنياتنا أيضا لايحدها حد، فمثلاً إن القوة الشهوية في الإنسان، هي بالصورة التي لو كانت بيده نساء مدينة كاملة ـ بفرض المحال ـ لتوجه إلى نساء مدينة أخرى أيضا، وإذا أصبحت بلاد بأكملها من نصيبه لتوجه إلى بلاد أخرى، وعلى الدوام تجده يطلب مالايملك، رغم أن ذلك من فرض المحال أنه مجرّد خيال، ومع هذا يبقى مرجل الشهوة مشتعلاً، وأن الإنسان لم يصل بعد إلى أمنيته. وهكذا بالنسبة إلى القوة الغضبية فإنها قد خلقت في الإنسان بالصورة التي لو أنه أصبح يملك الرقاب بشكل مطلق في مملكة ما، لذهب إلى مملكة أخرى لم يسيطر عليها بعد، بل إن كلّ ما يحصل عليه يزيد من هذه القوة فيه. وعلى كل منكر ـ لهذه الحقيقة ـ أن يراجع حاله وحال أهل هذا العالم، كالسلاطين،والمتمولين، وأصحاب القوة والجاه، وحينذاك سيصدق كلامنا هذا». (الأربعون حديثاً للامام الخميني، الحديث الأول)







ارسل هذا الخبر الی الاصدقاء