الثورة الاسلامية

طليعة انتصار الشعب..

أبارك لكم يا ابناء شعبنا المضحي هروب محمد رضا بهلوي الذي هو طليعة انتصار الشعب، وبداية السعادة وتحقيق الحرية والاستقلال.

في 27/10/1357 هـ.ش (18/صفر/1399 هـ.ق) قام الامام الخميني (قدس سره) بتوجيه نداء الي الشعب الايراني، بمناسبة هروب الشاه، اعرب فيه عن تهانيه للشعب و مضّمناً (النداء المذكور) ما يتوجب علي  ابناء الشعب جراء ذلك.
كانت مضامين النداء، تدور حول التوجه الي الله تعالي و الاعتماد علي الشعب و الثبات بوجه مخططات الاعداء، و ادامة المسار، لافشال ما يقوم به النظام... و لعل تشكيل (شوري السلطنة) و تقديم بختيار كرئيس للوزراء و حصول حكومته علي الثقة في السادس و العشرين من شهر دي عام 1357 هـ.ش (1399 هـ.ق).. و الذي نتج عنه هروب الشاه من ايران، و الافراح العارمة التي عمت ايران و سادت الشعب الايراني، كان اخر ما خطط له النظام!
و دعا الامام الخميني (قدس سره) الي توجيه نداء للشعب الايراني، مهنئاً بذلك و موضحاً ما يتوجب علي ابناء الشعب القيام به من المحافظة علي النظم و الهدوء بواسطة الشباب النوري المتحمس، استمرار التظاهرات و صد أي انحراف محتمل.. و تشكيل حكومة مؤقتة، قريباً، و التوصية بانضمام القوات العسكرية و قوات الامن، الي الشعب:

نداء الامام الخميني بمناسبة هروب الشاه‏ من إيران‏

بسم الله الرحمن الرحيم‏
الى كافة ابناء الشعب الإيراني الشريف والشجاع- أعلى الله حكمتهم ووفقهم الله تعالى.
أبارك لكم يا ابناء شعبنا المضحي هروب محمد رضا بهلوي الذي هو طليعة انتصار الشعب، وبداية السعادة وتحقيق الحرية والاستقلال.
لقد اثبتم يا أبناء شعبنا الشجاع الثابت للشعوب المظلومة أن بالإمكان التغلب على المشكلات مهما كانت بالتضحية، وتحقيق الهدف مهما كان صعباً. وبرغم أن هذا الظالم هرب من أيدينا بيد ملطخة بدماء شبابنا، وجيب ممتلئ بثروات الشعب، فإنّه سيحاكم باذن الله- تعالى- قريباً، وننتقم للمستضعفين منه، لكنّ قطع يد الظالم عن مواصلة الظلم بيد المظلومين قريب جدا.
لقد رحل، والتحق بحليفته إسرائيل- العدو اللدود للإسلام والمسلمين- وخلّف جرائم وفوضى لا يمكن تلافيها إلّا بتأييد الله- تعالى- وهمّة جميع طبقات الشعب وتضحية الشرائح المتعلّمة والمثقّفة، وفي هذه الأيام حيث يشرق فجر السعادة والانتصار، ألفت انتباه عامّة أبناء الشعب الى الملاحظات التالية:
1- على الشباب الغيارى في جميع انحاء البلاد أن يتعاونوا بكل طاقاتهم مع قوى الأمن التي عادت الآن الى أحضان الشعب للمحافظة على النظام، وأن يتصدّوا بكل حزم وقوة للأشرار والمنحرفين ويمنعوهم من خلق الاضطراب والقلاقل.
2- على أبناء الشعب أن يواصلوا التظاهرات والشعارات الثورية المناهضة للنظام الملكي والحكومة الغاصبة، واذا أراد المنحرفون والمعارضون للإسلام أن يثيروا القلاقل والاضطرابات عليهم ان يمنعوهم من ذلك بشكل جادّ.
وعلى أبناء الشعب أن يعلموا أن كل انحراف وكل شعار يتعارض مع مسيرة الشعب مصدره عملاء الشاه المخلوع والأجانب، وأنا أدعو جميع الاشخاص الذين تعرّضوا للانحراف سابقاً، أوكانت لهم ميول الى بعض المذاهب المنحرفة أن يعود الى احضان الإسلام الضامن لسعادتهم، فنحن سنتقبلهم إخوة.
وفي هذا الوقت الحساس الذي تحتاج فيه بلادنا المتضررة بالحرب أكثر من أي وقت مضى الى الاتحاد والوفاق علينا أن نسعى أن نتجنّب أي اختلاف.
  3- سوف يتمّ قريباً تعريف بالحكومة المؤقتة لتهيئة مقدّمات انتخابات المجلس التأسيسي، وسوف تبدأ اعمالها، وعلى الوزارات أن تستقبل اعضاء هذه الحكومة، وتتعاون معهم بإخلاص، وأنا أرى أنّ من صالح الوزراء غير القانونيين أن يعلنوا استقالتهم، ويلتحقوا بمسيرة الشعب.
4- أُوصي جميع قوى الامن، والقوات البرية والجوية والبحرية وأصحاب المناصب ومراتب الجيش وقوات الدرك وغيرهم أن يكفّوا عن دعم محمد رضا بهلوي المخلوع الذي لا يمكن ان يعود الى البلاد، ويواجه في الخارج كراهية الشعب، وأن ينضموا الى صفوف الشعب، فصلاح دنياهم ودينهم في ذلك.
إنّي أقدّم شكري الى جميع الشرائح وحضرات العلماء الاعلام خاصّة في هذه الأحوال الحسّاسة، وأدعو الله- تعالى- للجميع السلامة والسعادة، وآمل أن تتحقّق وحدة الكلمة دوماً حتى الإطاحة بالنظام الشاهنشاهي خاصّة، وإقامة حكومة جمهورية الإسلام، والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته.
روح الله الموسوي الخميني‏
(صحيفة الإمام الخميني، ج‏5، ص: 331-332)

ارسل هذا الخبر الی الاصدقاء