يجب ان نأخذ المستقبل بنظر الاعتبار..

يجب ان نأخذ المستقبل بنظر الاعتبار..

اني قلق من وقوف الاجنحة المؤمنة بالثورة، وجهاً لوجه! مما يؤدّي الى تقوية جناح بَطِر، يبغي الرفاهية والنعيم!.

اني قلق من وقوف الاجنحة المؤمنة بالثورة، وجهاً لوجه! مما يؤدّي الى تقوية جناح بَطِر، يبغي الرفاهية والنعيم!.. ذلك لأنّ احداً او مجموعة ما، اذا ارادت حذف او الاساءة الى آخر او مجموعة اخرى، وترجيح اهدافها عليهم، فانها بعملها، توجه ضربة للأسلام والثورة قبل ان تضر الأخرين!..
هذا ما نطق به الامام(قدس سره)، مضيفاً: «يجب ان نأخذ المستقبل بنظر الاعتبار والاّنفكر في ان تمر امورنا الحالية فحسب ونترك المستقبل ونقول فليكن مايكون! نحن ملزمون، بالاضافة الى الحفاظ على وضعنا الحاضر، ان نكون حراس مستقبل النظام والاسلام، يجب ان نكون مؤسسين جيدين للمستقبل» (صحيفة الامام الخميني العربية، ج 19، ص41).
كان الامام(قدس سره) متصفاً بدقة النظر، وامعانٍ قل نظيره، ولذلك كان يرى الحاضر والمستقبل معاً وسواسية، فالانسان الذي يتمتع بالعزم والارادة، يجب عليه النظر الى مستقبل ايضاً، متوشّحاً بالقول والعمل فيما يقوم به، لتُختتم الامور على احسن عواقب لها... وقد دلّ الامام(قدس سره) على رؤيته واتخاذه عبارة «خيرالكلام ما قل ودل»، بنظرته الفاحصة للحاضر ولما يخفيه المستقبل من محاسن او مساوئ، حيث قال «يجب ان لايكون التفكير منحصراً فيما هو الأن وليكن المستقبل كيفما يكون» (صحيفة الامام الخميني العربية، ج 19، ص42)..
ومن خلال التأكيد على الدور الذي يلعبه علماء الدين، بشكل عام فيما يتعلق بذلك، ذكر انه «ما لم يكن لعلماء الدين حضوراً فاعلًا في كافة القضايا والمعضلات، ليس بوسعهم أن يدركوا بان الاجتهاد المصطلح غير كافٍ لإدارة المجتمع. وان الحوزات العلمية وعلماء الدين مطالبون دائماً باستيعاب حركة المجتمع والتنبؤ بمتطلباته واحتياجاته المستقبلية، وان يكونوا مهيأين لاتخاذ ردود الفعل المناسبة إزاء الاحداث قبل حدوثها. فمن الممكن أن تتغير الأساليب الرائجة لإدارة أمور المجتمع في السنوات القادمة، وتجد المجتمعات البشرية نفسها بحاجة إلى أفكار إسلامية جديدة لإيجاد حلول لمشكلاتها. ولهذا ينبغي لعلماء الإسلام الكبار ان يفكروا بذلك من الآن» (صحيفة الامام الخميني العربية، ج 21، ص264).
ومشيراً الى ما يعتري ذلك من اخطار، كالاختلافات، والتهميش والعمل على ازاحة الغير والجلوس مكانه، قال سماحته (قدس سره): «أن الاختلاف مهما كان فهو مدمر. وإذا ما وصلت القوى المؤمنة بالثورة، حتى تحت عناوين الفقه التقليدي والفقه الحركي، إلى مستوى الفئوية والجبهوية، فان ذلك سيشكل بداية الطريق لاستغلال الأعداء. ذلك أن التكتل الجبهودي يقود في النهاية إلى المعارضة. فكل جناح وبدافع اقصاء وتحجيم الطرف الآخر، يلجأ إلى اختيار المصطلحات والشعارات بحيث يتهم أحدهم بمناصرة الرأسمالية ويتهم الآخر بالالتقاطية. وقد حاولت دائماً وحرصاً مني على الموازنة بين الأجنحة، أن اعطي توجيهات حلوة ومرة، لأني اعتبر الجميع أبنائي وأعزائي. طبعاً لم أقلق أبداً من البحوث الحوزوية العاصفة في فروع الفقه وأصوله، غير أني قلق من تقابل وتعارض الأجنحة المؤمنة بالثورة، لئلا ينتهي بتقوية الجناح المرفّه الذي لا يعرف معنى الألم ولا يكف عن الثرثرة»(صحيفة الامام الخميني العربية،ج21، ص 261).



ارسل هذا الخبر الی الاصدقاء