أنتم ورفاقكم في السلاح خدمتم العالم الإسلامي والبشرية جمعاء بإزالتكم غدّة داعش السرطانية

أنتم ورفاقكم في السلاح خدمتم العالم الإسلامي والبشرية جمعاء بإزالتكم غدّة داعش السرطانية

أجاب قائد الثورة الإسلامية الإمام السيد علي الخامنئي على الرسالة التي أرسلها إليه قائد قوة القدس في الحرس الثوري اللواء الحاج قاسم سليماني صباح اليوم الاثنين. وخلال رسالة الإمام الخامنئي لفت سماحته إلى أنّ الضربة التي وُجّهت لم تكن لداعش فقط بل كانت أشدّ وطئاً على السياسة الهادفة إلى إشعال نيران الحرب الأهلية وإزالة المقاومة ضدّ الصهيونية وإضعاف الحكومات المستقلّة.

أنتم ورفاقكم في السلاح خدمتم العالم الإسلامي والبشرية جمعاء بإزالتكم غدّة داعش السرطانية

أجاب قائد الثورة الإسلامية الإمام السيد علي الخامنئي على الرسالة التي أرسلها إليه قائد قوة القدس في الحرس الثوري اللواء الحاج قاسم سليماني صباح اليوم الاثنين. وخلال رسالة الإمام الخامنئي لفت سماحته إلى أنّ الضربة التي وُجّهت لم تكن لداعش فقط بل كانت أشدّ وطئاً على السياسة الهادفة إلى إشعال نيران الحرب الأهلية وإزالة المقاومة ضدّ الصهيونية وإضعاف الحكومات المستقلّة.

جاء نص الرسالة على الشكل التالي:
 

بسم الله الرحمن الرحیم
القائد الإسلامي المفتَخَر والمجاهد في سبيل الله اللواء الحاج قاسم سليماني دام توفيقه

أحمد الله العظيم بكل وجودي أن أضفى البركة على مجاهداتكم ومجاهدات عددٍ كبيرٍ  من زملائكم في مختلف المستويات المليئة بالتضحيات واقتلع بأيديكم أنتم أيها العباد الصالحون جذور الشجرة الخبيثة التي قام طواغيت العالم بغرسها في سوريا والعراق.
لم تكن هذه مجرّد ضربة موجّهة لجماعة داعش الظالمة والمَخزيّة، كانت ضربةً أشدّ للسياسة الخبيثة التي كانت ترمي إلى إشعال حرب أهليّة في المنطقة وإزالة المقاومة ضدّ الصّهيونيّة وإضعاف الحكومات المستقلّة بواسطة رؤساء هذه الجماعة الضالّة الأشقياء. كانت ضربةً موجّهة لحكومات أمريكا السابقة والحاليّة والأنظمة التابعة لها في هذه المنطقة التي أسّست هذه الجماعة وقدّموا مختلف أنواع الدعم لأجل بسط وتوسيع سلطتهم المشؤومة في منطقة غرب آسيا وتمكين الكيان الصهيوني الغاصب من التسلّط عليها. أنتم بقضائكم على هذه الغدّة السرطانية والمميتة لم تقدّموا خدمةً عظيمةً لبلدان المنطقة وللعالم الإسلامي فقط؛ بل لجميع الشعوب وللبشرية جمعاء.
لقد كانت هذه نصرةً إلهيةً ومصداقاً لقوله تعالى: وما رميت إذ رميت ولكن الله رمى. والتي أهداكم إياها جلّ وعلا بعد جهادكم وجهاد رفاقكم بالسلاح المستمر ليل نهار. إنني أتقدم إليكم بالتهنئة القلبية الحارة وعلى كل حال أؤكد أن لا تتم الغفلة عن كيد العدو. لن يجلس الذين دبّروا من خلال التمويل الهائل هذه المؤامرة المشؤومة مكتوفي الأيدي وسوف يحاولون إعادة إطلاقها في مكان آخر من هذه المنطقة أو بشكل آخر. ينبغي إبقاء الدافع، البقاء على يقظة، المحافظة على الوحدة، اقتلاع الخلايا الخطيرة المتبقية، العمل الثقافي المُنَمّي للبصيرة وبعبارة أخرى يجب أن لا تتم الغفلة عن الاستعداد والتأهب في جميع الميادين. أستودعكم أنتم وجميع الأخوة المجاهدين من العراق وسوريا وبقية البلدان الله العظيم وأبعث لكم جميعاً سلامي ودعائي.
والسلام عليكم ورحمة الله

21  تشرين الثاني 2017
السيد علي الخامنئي


هذا و  إثر تحرير مدينة البوكمال السورية، أرسل اللواء قاسم سليماني رسالةً هنّئ من خلالها الإمام الخامنئي والعالم الإسلامي بالقضاء على دولة داعش المزعومة. جاء في نص الرسالة قول اللواء سليماني أنّ الانتصار إنّما تحقق بفضل الإرشادات الحكيمة للإمام الخامنئي وآية الله العظمى السيد السيستاني وعوامل أخرى كصمود حكومتي سوريا والعراق وثبات جيشيهما وشبابهما خاصة الحشد الشعبي وسائر الشباب المسلمين ومشاركة حزب الله المحورية بقيادة السيد حسن نصرالله.
وفي ما يلي النص الكامل لرسالة اللواء قاسم سليماني:
بسم الله الرحمن الرحيم
إنّا فتحنا لك فتحاً مبيناً
قائد الثورة الإسلامية العزيز والشجاع سماحة آية الله العظمى الإمام الخامنئي (دام ظلّه)
السلام عليكم
منذ ستّة أعوام نشبت فتنة خطيرة شبيهة بفتن عصر أميرالمؤمنين (عليه السلام) سلبت المسلمين فرصة وحلاوة الفهم الحقيقي للإسلام المحمّدي الأصيل وكانت ملفوفة ومغمّسة بسموم الصهيونية والاستكبار وطافت في أرجاء العالم الإسلامي مثل إعصار مدمّر.
أحدث أعداء الإسلام هذه الفتنة المسمومة والخطيرة بغية إشعال النيران بشكل واسع في العالم الإسلامي ودفع المسلمين للتصارع فيما بينهم. نجح تيّارٌ خبيثٌ يُدعى "الدولة الإسلامية في العراق والشّام" خلال الأشهر الأولى وعبر خديعة عشرات الآلاف من الشباب المسلم في إيجاد أزمة بالغة الخطورة في "العراق" و"سوريا" هذين البلدين المؤثرين والمصيريين في العالم الإسلامي وسيطر على مئات آلاف الكيلو مترات المربّعة من أراضي هذين البلدين بالإضافة إلى آلاف القرى، المدن ومراكز المحافظات الهامّة ودمّر آلاف المصانع والوِرش والبنى التحتيّة المهمة في هذه البلاد ومن ضمنها الطرق، الجسور، مصافي النفط، آبار وخطوط النفط والغاز ومحطات الطاقة الكهربائية وغيرها من الموارد، كما فخّخوا مدن هامّة بما تحتويه من آثار وطنية تاريخية وحضارية ثمينة وأبادوها أو أحرقوها.
مع أنه يتعذّر إحصاء حجم الخسائر الناجمة إلا أن الدراسات الأوليّة تتحدث عن خمسمائة مليار دولار.
في هذه الحادثة، تمّ ارتكاب جرائم مؤلمة جدّاً يتعذّر عرضها ونشرها؛ من ضمنها: قطع رؤوس الأطفال أو سلخ جلود الرجال وهم أحياء أمام عوائلهم، أسر البنات والنساء البريئات واغتصابهنّ، حرق الأشخاص وهم أحياء وذبح مئات الشباب بصورة جماعية.
مسلمو هذه البلاد المذهولون من هذا الإعصار المسموم، تعرّض بعضهم لضربات خناجر المجرمين التكفيريين الحادّة وترك ملايين الأشخاص الآخرين بيوتهم وباتوا مشردين في مدن وبلاد أخرى.
في هذه الفتنة السوداء، تمّ هدم وتدمير الآلاف من المساجد ومراكز المسلمين المقدّسة وفي بعض الأحيان قاموا بتفجير المسجد مع إمام جماعته ومصلّيه.
ما يفوق الستّة آلاف شاب مخدوع باسم الدفاع عن الإسلام قاموا بتفجير أنفسهم بشكل انتحاريّ مستخدمين السيارات المليئة بالمواد المتفجِّرة في الساحات، المساجد، المدارس، حتّى المستشفيات ومراكز المسلمين العامّة؛ كانت نتيجة هذه الأعمال الإجراميّة استشهاد آلاف الأبرياء من رجال، نساء وأطفال.
لقد تمّ التخطيط لكافّة هذه الجرائم وتنفيذها بواسطة قادة ومؤسسات على صلة بأمريكا وذلك باعتراف أعلى منصب رسمي في أمريكا والذي يتقلّد اليوم منصب رئاسة هذا البلد، كما أنّ هذا الأسلوب في التخطيط والتنفيذ لا يزال متّبعاً من قبل قادة أمريكا الحاليين حتى هذه اللحظة.
بعد لطف الله سبحانه والعناية الخاصّة لرسول الإسلام العظيم (صلى الله عليه وآله) وأهل بيته الكرام كانت قيادتكم الواعية والحكيمة وقيادة المرجع المعظم آية الله العظمى السيد علي السيستاني الرشيدة وتوجيهاته الحكيمة التي أدّت إلى حشد كافة الإمكانيات لمواجهة هذا الإعصار المسموم، كفيلةً بإلحاق الهزيمة بهذه المؤامرة السوداء والخطيرة.
لا يوجد أدنى شك في أنَّ صمود حكومتي العراق وسوريا وثبات جيشي هذين البلدين وشبابهما خاصة الحشد الشعبي المقدّس وسائر الشباب المسلمين من سائر البلاد مع مشاركة حزب الله القويّة والمحورية بقيادة سيّدهم المُفتَخَر، سماحة السيد حسن نصرالله (حفظه الله تعالى) كان لها دور مفصلي في هزيمة هذه الحادثة الخطيرة.
من الحتمي أن الدور القيّم الذي لعبه شعب وحكومة الجمهورية الإسلامية خاصّة رئاسة الجمهورية الإسلامية المحترمة، مجلس الشورى الإسلامي، وزارة الدفاع والمؤسسات العسكرية والقوى الأمنية في بلدنا في دعم حكومات وشعوب الدول الآنفة الذكر هو أمرٌ يستحق الشكر والتقدير.
إنني أنا الحقير بصفتي جنديّاً مكلّفاً من قِبَلكم في هذا الميدان ومع إنجاز عمليات تحرير البوكمال آخر قلاع داعش وإنزال علم هذه الجماعة الأمريكية - الصهيونية ورفع العلم السوري، أعلن إنهاء سيطرة هذه الشجرة الخبيثة الملعونة نيابةً عن جميع المجاهدين والقادة المجهولين في هذه الساحة وآلاف الشهداء والجرحى الإيرانيين، العراقيين، السوريين، اللبنانيين، الأفغانيين والباكستانيين المدافعين عن المقدسات الذين هبّوا للدفاع عن أرواح وأعراض المسلمين ومقدّساتهم ونثروا الأرواح في سبيلها وأهنّئ وأبارك لجنابكم وشعب إيران الإسلامية العظيم والشعوب المظلومة في العراق وسوريا وسائر مسلمي العالم هذا النصر العظيم والمصيري كما أمرّغ جبهتي بالتراب في حضرة الله القادر المتعال شكراً لهذا النصر الكبير.
وما النّصر إلا من عند الله العزيز الحكيم

ابنكم وجنديّكم
قاسم سليماني

ارسل هذا الخبر الی الاصدقاء