الاتكاء على النفس ونفي الخنوع في وصية الامام الخميني

الاتكاء على النفس ونفي الخنوع في وصية الامام الخميني

سيد حميد الطباطبائي

كتب الامام الخميني في وصيته "علينا اقناع انفسنا بان اي شعب اذا اراد ان يحيا دون ان يكون تابعاً لاحد فانه قادر على ذلك، وان القوى الكبرى في العالم لا يمكنها ان تفرض على اي شعب ما يخالف عقيدته".

لقد اعاد الامام الخميني، ذلك في مواقع مختلفة وعلى صور متعددة.

قال سماحته، في مكان :" إن أساس كل فشل ونجاح يبدأ من ذات الإنسان. فالإنسان هو أساس النجاح والفشل. عقيدة الإنسان هي أساس كل أمر". (صحيفة الامام، ج14، ص241). ثم يؤكد: "إن هذا الاستقلال الذي حصلتم عليه، إنما هو لإيمانكم وتصديقكم بأنكم قادرون‏". (صحيفة الامام، ج14، ص242).

وببساطة يشير: "فلو تحررت أفكاركم وآمنتم بأننا نستطيع أن نكون صُنَّاعاً وصناعيين، فسنكون كذلك. فإذا آمنتم بأننا نستطيع أن نكون مستقلين وغير تابعين لأحد، فسوف نستطيع. فإذا كان المزارعون مؤمنين بأنهم قادرون على أن نصل إلى حد ما في الزراعة نستطيع به التصدير للآخرين وغير تابعين لأحد، بل ولعل الآخرين محتاجون إلينا، يستطيعون ذلك. وإذا كنتم أيها العاملون في الصناعة وموظفو التصنيع في الجيش مؤمنين بذلك وبتجربة اليوم بأنكم تستطيعون أن تكونوا صُنَّاعاً وأن تبتكروا، فسوف تستطيعون ذلك".(صحيفة الامام، ج14، ص243).

كما ويقول سماحته:" الغربيون وفي السابق الإنكليز وبعدهم أمريكا وباقي الدول القوية كانوا يسعون الى جعل الشعوب بإعلامهم الواسع تصدق بأنها عاجزة... لكي تصدق شعوب هذه البلاد بأنها عاجزة، وذلك من خلال إلقاء فكرة الضعف بين الشعوب. لكي يعتقد بذلك الشعب قائلا أننا لا نستطيع أن نقوم بالصناعة ولا نستطيع أن ندير الجيش ولا نستطيع إدارة الدولة" . (صحيفة الامام، ج14، ص241).

فيما يتعلق بما تفضل به الامام (قدس سره)، يجب الالتفات الى مايلى:

-         مصطلح "نحن نستطيع" لايعني، قط، ان الآخرين لايستطيعون! حيث لامكان لنظرية حب الوطن المتشددة، المرتبطة بافضلية القومية الايرانية، ولامكان لها في فكر الامام. في فكر الامام، كما لاحظنا، ان كل الشعوب اذا ما استندت على، انفسها وسعت لذلك فانها منتصرة. هذا مايجعل فكر الامام يعبر الحدود الجغرافية الخاصة به.

-         لاتضاد بين طلب مساعدة الاخرين فكرياً والاستفادة من تجاربهم وشعار " نحن نستطيع". الذي يرتكز عليه الشعار المذكور، هو التصدي لكل فكر يؤدي الى اضعاف الفرد الايراني وعدم تقدمه، فالتاريخ مفعم بالتجارب الفكرية والعلمية المتبادلة بين الشعوب. لذا، علينا للهرب من "الخنوع والتسليم" و "عدم الاستطاعة"، ان لانقع في فخ" عدم الاحتياج للأخرين فكرياً وعملياً". سماحة الامام (قدس سره) يوصي، خلال وصيته، بالأتكاء على النفس، قائلاً: "ولست اقول هنا بامتلاكنا كل شي‏ء... لتعلموا بان الايرانيين والعرب، لا يقلون كفاءة عن الاوروبيين والامريكان والسوفيت، فانهم ان استطاعوا العثور على هويتهم وتخلصوا من شعور اليأس واعتمدوا على انفسهم‏". سنوات مضت، قامت مجموعة بمسعى لصياغة كل شيء من مبدئه وتطبيقه مع الفكر الاسلامي، وبنيّة خير.. كان هذا التفكر يؤدي الى الانجرار وراء(الفيزياء الاسلامية) وماشابه ذلك!.. ان الفكر الانساني لاقومية له! ولايرتبط باي قوم او قبيلة! فجميع الناس انتفعوا بمائدة فكرالآخرين الذي عاشوا على امتداد التاريخ، وأثْروا ذلك الفكر. ان شعار "نحن نستطيع".. هو، لنفي هذا التوهم المشئوم، "نحن لاتستطيع".. وعلى الآخرين ان يقوموا بكل الاعمال! وحسب فكرة الساسة (المتغرّبين) نحن، حتى، لايمكننا صناعة ابريق!.. الشعار المذكور جاء، ايضاً، لنفي عدم تبادل التجارب والخبرات فكرياً، او، اضافة فكر آخر على ذلك من الناحية العلمية والعملية في المجتمع الانساني.

-         الامام يشير الى انه عندما يشعر شعب بالضعف، فانه يؤدي، في الحقيقة، الى ان يصبح ضعيفاً! حيث يُقال لذلك في الفلسفة" العلم الفعلي". إذا لم نكن معتمدين على انفسنا، بالطبع، لاحركة لنا نحو الامام! لان الحركة كعمل عقلائي، تحدث في الوقت الذي يُحتمل فيه التوفيق. لذا، فكلما ازداد اعتقادنا بانفسنا، ازداد العزم على تنفيذ العمل، فـ " ارادة العمل" معلول علمنا باستطاعتنا.

-         الذي نحتاجه اليوم اكثر من اي وقت آخر، هو ان نكون "نحن"! اي: ان نتحد ويداً بيد. ومما لايخفى ان "نحن" تحتاج الى حكم نابع من الشعب وسياسته مبينة على نفي " الخنوع والاستسلام".

 

المرجع: موقع جماران - بتصرف

 

ارسل هذا الخبر الی الاصدقاء