كتب الامام الخميني(قدس سره) في وصيته الى نجله: لايمكن عد واداء الكثير جداً من حقوق الامهات. ان ماتقوم به الام من عمل شاق في ليلة واحدة بالنسبة لطفلها او طفلتها، افضل من سنوات عمر الاب الملتزم! وذكر سماحته (قدس سره) في مكان آخر من وصيته: ولدي احمد، اوصيك معاملة الاسرة، ومن يحل عليك مخالطتهم والاخوات وابناء الاخوات والاخوان بعاطفة ومحبة وسلام وصفاء وايثار، واوصي ابنائي كافة بأن يكونوا يداً واحدة. ذكرت عقيلة الامام (قدس سره) بأنه لم يركن قط الى عدم احترام اعضاء الاسرة. خلال قمة عصبته! كان يقدم لي افضل مكان في البيت. كان سماحته (قدس سره) يؤمن بأنه اذا ما احترم الزوجان احدهما الأخر، فان الاسرة افضل مدرسة لتربية الابناء.
افادت كريمة الامام (قدس سره): كانت معاملة الامام لعقيلته، قمة الاخلاص والمحبة والاحترام. كان رأي عقيلته، نصب العين، في كافة الشؤون الفردية والعائلية، ولاتَدَخُّل في شؤون البيت.
كان يُعير اهتماماً لكافة نظرات افراد الاسرة. نظرات كانت تؤدي الى تفاهم اكثر بينهم. كان سماحته (قدس سره) يؤمن بأن اظهار المحبة يبعث على تقارب الافئدة، ووصول الناس الى القيم الانسانية والالهية الرفيعة، لان المحبة تؤدي الى استحكام اعمدة الاسرة اكثر فاكثر.
الامام الخميني وواجبات النساء الاجتماعية
كان سماحة الامام الخميني (قدس سره) يتمتع برؤية شاملة حول المرأة، مأخوذة من سُنة المعصومين (ع) واوامر القرآن الكريم. كان يسعى لأضفاء صورة اصيلة على المرأة حسب سُنة النبي (ص)،ففي الوقت الذي تلعب فيه دوراً كزوجة وام كعامل رئيسي في الاسرة، يمكن الانتفاع مما تتمتع به من قُوى في المجتمع، ايضاً. لقد سعى الامام (قدس سره)، خلال رؤيته هذه، الى تحرير المرأة بالتدريج من التحجر والأباحية، وايصالها الى منصة المرأة المسلمة والمؤمنة. كان سماحته يعتقد بأن الدور الاول في العلاقات الاجتماعية والحركات السياسية والثقافية، يعود للمرأة، فهي التي تربي افراداً مرموقين، وافراداً يحتلون مكانتهم في سُوح الجبهات والجهاد... وهي التي تبعث على اندفاع المجتمعات والحركات السياسية والثقافية اكثر فاكثر بتواجدها فيها. بلغ عدد من طهران وقع الامام (قدس سره) في النجف الاشرف، بأن النساء اللاتي يشتركن في التظاهرات والمسيرات، قد يتعرضن الى الاعتقال، التعدي والتعذيب.. وطلبوا من الامام (قدس سره) الأفصاح عن نظره حول ذلك.. كأن يتفضل (مثلاً) بعدم مشاركة النساء في المسيرات.. فيتمثلن لأمره.. مما ادى الى شدة غضب الامام وانزعاجه. فقد كان سماحته يؤمن بأن عدم مشاركة النساء في النضال والحركات السياسية والاسلامية يؤدي الى عدم تكامل وفشل ذلك. يتوجب على النساء الاشتراك في كافة النشاطات، جنباً الى جنب مع الرجال، ولايحق لاحد ان يتكلم بابعاد النساء من الحركات السياسية، الاجتماعية والثقافية.
على خُطى الشمس (پای به پای آفتاب)، ج2، ص 156-157، من خواطر حجة الاسلام والمسلمين السيد علي اكبر محتشمي.
كان يأتي الامام الخميني الى المطبخ بدون علم
كان الامام الخميني (قدس سره) يُكن لابنائه احتراماً خاصاً ويعاملهم برحابة صدور ووقار. كان سماحته يدخل المطبخ بذريعة ما، دون ان نعلم بذلك، ويصُبّ لنا الشاي! كنا نشعر بخجل لما يقوم ويتصرف به تجاهنا، الاّ انه بسلوكه هذا يضرب لنا اروع امثال الضيافة، وفي الواقع يُظعر مايتمتع به من سلوك حسن بالنسبة لابنائه. انني، عندما اتذكر تلك الايام، اشعر بألم يسرى في كافة جوارحي، لكل ذلك الخضوع والخشوع لدى الامام (قدس سره).
عاطفة اشراقي (حفيدة الامام)
ان لم يكن نَشِطاً فانه مريض
كان الامام الخميني يتجول ثلاث مرات يومياً. عندما كان يقوم سماحته (قدس سره) بذلك، يُمسك الاطفال بيده ويذهبون به الى مايريدون هناوهناك! الى ان يتركون (هم) يده! كان سماحته، يؤمن بحرية الاطفال بشكل كامل ويقول: "ان لم يكن الاطفال نشطاً فانه مريض".
زهرا مصطفوي (كريمة الامام)