ضمن البلاغ الذي أصدره قائد الثورة الإسلامية اليوم، كلّف سماحته مركز النموذج الإسلامي الإيراني للتقدّم إضافة لإجراء المشاورات المرفقة ضمن البلاغ بدراسة الآراء والاقتراحات المكمّلة بدقّة والاستفادة منها وتقديم النسخة المطوّرة للنموذج الإسلامي الإيراني للتقدّم خلال فترة لا تتعدّى العامين القادمين كحدّ أقصى من أجل أن يتمّ إقرارها وإبلاغها. بحيث أن يشرع تنفيذ هذا النموذج بالسرعة المطلوبة مع بداية القرن الخامس عشر هجري شمسي وتتمحور حوله شؤون البلاد.

جاء نصّ بلاغ قائد الثورة الإسلامية كما يلي:

بسم الله الرحمن الرحيم
أحمد الله جلّ وعلا على أن أثمرت ـ بهدايته وتوفيقه ـ الجهودُ المنظمة لعدة آلاف من الخبراء وأساتذة الجامعات والحوزويين والواعين الشباب الرامية إلى تصميم نموذج إسلامي ـ إيراني للتقدم، وذلك بعد سبعة أعوام وتزامناً مع الذكرى الأربعين لانتصار الثورة الإسلامية.  
تتضمن هذه الوثيقة أهم ركائز التقدم ومبادئه، وترسم الآفاق المنشودة للبلاد على مدى خمسة عقود قادمة، وتخطط للتدابير المؤثرة من أجل تحقيقها، وبتحققها ـ وهو عمل عظيم وصعب لكنه ممكن ومحبّب ـ ستسير البلاد على طريق التقدّم وستتجلى الطليعة المباركة للحضارة الإسلامية الإيرانية الحديثة في البلاد الإيرانية. إن شاء الله. 
والآن وبعد تثمين ما قام به المفكرون والأساتذة والخبراء الذين تولوا تصميم هذه الوثيقة المهمة وإدارة إعدادها، يُقرّر ما يلي:
1 ـ يأخذ مجمعُ تشخيص مصلحة النظام بالوثيقة المرفقة كإطار عِلْوي للسياسات العامة، ويقدِّم الاقتراحات التكميلية للاطمئنان لكفاءتها في المكانة المذكورة، وبعد تبليغ النسخة النهائية للنموذج الإسلامي ـ الإيراني للتقدم، يعيد النظر في السياسات العامة للنظام بما يتطابق مع هذا النموذج.
2 ـ يعمل مجلس الشورى الإسلامي على دراسة الوثيقة الحالية بنظرة وطنية، ويقترح النقاط الضرورية لتحسينه باعتباره وثيقة علوية لقوانين وبرامج البلاد، ويقرر التمهيدات اللازمة لإعداد وتصويب المشاريع واللوائح التخطيطية في إطار النسخة النهائية له.
3 ـ تدرس الحكومة هذه الوثيقة، بعيداً عن الملاحظات العابرة، ومن زوايا القابلية للتنفيذ والتحول، وتقدم اقتراحات عملية لتحسينها ورفع مستواها. ويستفاد من الطاقات الإدارية والخبروية للحكومة في العاصمة والمحافظات لأجل تحقيق هذا الهدف.
4 ـ يعمل المجلس الأعلى للأمن القومي، والمجلس الأعلى للثورة الثقافية، والمجلس الأعلى للفضاء الافتراضي على دراسة هذه النسخة من النموذج وتقديم الاقتراحات بشأنها ضمن حدود واجباتهم.
5 ـ لتدرس الجامعات والحوزات العلمية والخبراء هذه الوثيقة بعمق، وليشاركوا أكثر من السابق في رسم أهداف ومسار تقدّم البلاد عن طريق تقديم اقتراحات محدّدة لتحسينه.
6 ـ لينظم مركز النموذج الإسلامي الإيراني للتقدم، وبالتشاور مع المؤسسات والأجهزة المرجعية أعلاه، برنامجاً زمنياً لمناقشة النسخة الحالية من النموذج، وليتلقَّ الآراء والاقتراحات التكميلية ويناقشها وينتفع منها بدقة، وليقدِّم النسخة المحسّنة للنموذج الإسلامي ـ الإيراني للتقدم في غضون السنتين القادمتين كحد أقصى من أجل المصادقة عليها وتبليغها. 
7 ـ بعد ذلك سيخصص وقت لإعداد كل أجهزة البلاد ومساعدة الناس العامة من أجل تطبيق النموذج، بحيث يبدأ إن شاء الله مع مطلع القرن الخامس عشر الشمسي للهجرة تطبيق النموذج الإسلامي الإيراني للتقدم بمقدمات كافية وبسرعة مطلوبة، فتدار شؤون البلاد على أساسه. 
8 ـ تنشر الإذاعة والتلفزيون والأجهزة الإعلامية الرسمية في البلاد أخبار النشاطات المذكورة، وبالطبع فإن مناقشة وتحسين النسخة الحالية من النموذج سيتركزان في الأجهزة المرجعية المذكورة حتى لا تتعرّض هذه العملية المهمة للمجادلات اليومية.
التقدم يستدعي تحولاً منشوداً في النفوس البشرية والقيم والآليات الاجتماعية، ولذا فهو عملية تدريجية وطويلة وتابعة للعزيمة والمساعي الوطنية والصبر والاستمرار العام، والأهم من كل ذلك الفضل الألهي الذي سيمنّ به على هذا الشعب إن شاء الله بحوله وقوّته الكبريائيين ضمن استمرار الثورة الإسلامية ودوامها. 

السيد علي الخامنئي
٢٢ (شهر) مهر ١٣٩٧ ه.ش
١٤/١٠/٢٠١٨