يدالله تعالى تحفظ الثورة
قال لي الامام(قدس سره) خلال جلسة خاصة :"اعتقد ان هذه الثورة، منذ ان بدأت ولحد الأن، اوصلتها يد القدرة الالهية التي لايعلو عليها شيء، إلى ماهي عليه الأن، ونفس القدرة ذاتها هي التي تحفظ هذه الثورة العظيمة."
آية الله مظاهري
(مجلة الحوزة،ف، ش49، ص 44)
اعتقاد سماحة الامام (قدس سره) بانتصار الثورة الاسلامية
قبل انتصار الثورة الاسلامية، ذهبت بمعية عدد من السجناء السياسيين في الحكم البائد، الى منزل أية الله الطالقاني رحمه الله تعالى، معتقدين ان السبب في عبارة الامام (قدس سره): (استمروا وتقدموا)، خاصة بعد فاجعة السابع عشر من شهريور (مذبحة قام النظام الملكي البائد، وقُتل فيها عدد كبير من ابناء الشعب)، هو ان ما يُرسَل الى مكتبه من ايران، اخبار سارة فقط! لايُذكر فيها عدد الشهداء والاحداث السيئة، وهو في باريس. بالنسبة لنا، كنا ندّعي، اننا نشطاء سياسيون ونميل الى الحركات المسلحة.. وقد تكوّن فكرنا السياسي حسب ما قرأناه وحللناه من كتب سياسية وتاريخية، حيث توصلنا الى أن تيار الثورة الاسلامية لايشبه اية ثورة اخرى وذلك حسب دراستنا للثورات العالمية الماضية.. كان ذلك، يقلقنا.. إذا انحرفت الثورة وسارت في طريق ينتهي بمذبحة واراقة دماء يقوم بها النظام.. فان الانتصار قد يتراجع ويتأخر الى ثلاثين سنة! كانت رواية آية الله الطالقاني كذلك، على مايبدو، فقمنا بالتنسيق مع احد الاصدقاء، يدعى عزة الله خليلي، للذهاب الى باريس وابلاغ الامام (قدس سره) بحقيقة الاحداث في ايران، حيث سافر الى باريس وبعد لقاء الامام، عاد الينا، ليُطلعنا ان سماحته (قدس سره) لديه علم كامل بما يقع في ايران!لانه، لا يأخذ الاخبار من جهة واحدة وانما من عدة جهات، ثم يقوم بمقارنتها لتتضح لسماحته الحقيقة. كان الامام (قدس سره) مؤمناً بشكل تام، بانتصار الثورة الاسلامية.. عن طريق المسيرات اليومية بايدٍ خالية! وتقديم الشهداء على هذا المسار.. كان يقول: ان مسار انتصارنا السريع هو هذا...
الدكتور محمد رجبي
(امام خميني به روايت دانشوران، ف، ص 156-158).. بتصرف
قدّموا الغذاء، اولاً، للسجناء
بعد عودة الامام (قدس سره) الى الوطن، في الثاني عشر من بهمن 1357 هـ.ش (11 فورية 1979م) لم نكن نتصور، ان النظام الشاهنشاهي، سيسقط على مدى عشرة ايام! وتتحول المدرسة العلوية ومدرسة الرفاه الى مقر للحكومة!.. خلال الايام الاولى، لم تكن لدينا معدات للطبخ واعداد الطعام.. كان الناس، يعتقلون اشخاصاً يعرفونهم ويأتون بهم إلينا ومن بينهم شرطة سجن القصر الذي اعتقلوهم وتم تسليمهم لنا.. وكل من كان يعثر على سلاح، لاسلكي او متفجرات.. يأتي بها.. كنا نحتفظ بالسجناء في صفوف الدرس في المدرسة! كان عدد السجناء يتغير.. فالصف الواحد، قد يضم 43 سجيناً على اختلاف رتبهم العسكرية ومناصبهم من عميد الى لواء..
لم يكن لدينا غذاء كافٍ.. فالخبز والتمر هما ماكنا نحصل عليه أنذاك!.. وعندما يتوفر غذاء من الارز و(المرق).. نتلهف ونبدأ بتناوله بسرعة!.. بعد فترة، اطلّع الامام (قدس سره) على ذلك، فابلغنا بأن نقدم الغذاء اولاً الى السجناء.. رغم اننا نعرف ان البعض منهم، مارس ما استطاع من الظلم والقمع ضدنا.
خواطر النضال والسجن، ف،(ذكريات-22)- بتصرف