أجلس بنت الشهيد على ركبتيه

أجلس بنت الشهيد على ركبتيه

بعثت سيدة أيطالية رسالة الي الامام مرفقة بعقد من الذهب. وقد تضمنت الرسالة مفردات أشار اليها المترجم بأنهالم تكن مفردات انجليزية، ‌ولهذا تأخر ترجمة الرسالة بعض الوقت، ولم نكن كيف نتصرف بالعقد المهداة. وبعد ترجمة الرسالة اتضح أن الرسالة من سيدة ايطالية مسيحية تقول فيها للامام:‌" لقد رأيت السيد المسيح(ع) يتجلي في وجودكم، و وجدت أنك روح الله حقاً. وعلى الرغم من أني لم أراكم إلاّ‌أني أشعر بأني أحيا في عصر السيد المسيح. وأن حياة مسيحية‌قد نفخت في كياني عن طريقكم. ومضت تقول: ونظراً‌لحبي للسيد المسيح (ع) ولكم، بصفتكم تجسدون السيد المسيح في هذا العصر،‌فأني اهدي اليكم أغلي واعز ذكري احتفظ بها من زواجي لكي تتصرفوا بها كما يحلو لكم " .. عندما عرضنا فحوي الرسالة مرفقة مع العقد على الامام،‌أخذ سماحته العقد و وضعه الي جواره في صندوق صغير يحتفظ فيه بأشيائه الخاصة. وفي اليوم التالي،‌حيث كان فصل الشتاء واللقاءات معطلة،‌وبينما كنا جالسين عند الامام، جاءوا بطفلة لأحد الشهداء لتلتقي الامام. ولأنها كانت وحيدة واقفة في فناء المنزل، كانت تشعر بالغربة وكان صوت بكاؤها مسموعاً. فرفع الامام رأسه وأخذ ينظر الي فناء المنزل، فصرخ:‌ألم تروا هذه الطفلة تبكي؟ لماذا هذه الطفلة هنا،‌ولماذا تبكي؟ فأخبروا سماحته بقضيتها. فقال:‌اذهبوا وهاتوها. كانت علائم تأثر الامام لرؤيته لهذه الطفلة واضحة‌تماماً.. جئنا بالطفلة الي داخل الحجرة، فأخذها الامام واحتضنها وضمّها الي صدره. ثم اجلسها على ركبتيه ولاصق وجهه بوجهها وبدأ يتحدث معها بنحو لم نستطع أن نفهم ما كان يقوله لها على الرغم من وجودنا بالقرب من سماحته. ولم تمض لحظات حتى رأينا الطفلة‌تبتسم وهي في احضان الامام. وبعدها وفيما كان الامام يضع العقد في رقبة الطفلة، غادرت حجرة الامام وهي تكاد تطير من الفرح. (حجة‌الاسلام رحيميان، مقتطفات من سيرة الامام الخميني،ج1،ص204).

 

ارسل هذا الخبر الی الاصدقاء