لن أتعهد بشيء

نقل لي المرحوم السيد اشراقي قائلاً:‌بعد وفاة‌المرحوم السيد البروجردي، وحيث لم يتم بعد اختيار زعيماً للحوزة العلمية في قم، عقدت جلسة شارك فيها كبار العلماء ممن هم موجودون في الوقت الحاضر ومن السادة الذين رحلوا عن هذه الدنيا. كانت الجلسة تهدف الی اختيار زعيماً للحوزة. وبطبيعة الحال أن كل من يأخذ علی عاتقه مهمة زعامة الحوزة، يتولی منصب المرجعية ايضاً. دار في الجلسة حديث كثير، حيث تقبل احد السادة دفع قسماً من رواتب طلبة الحوزة. وتقبل آخر دفع قسماً‌آخر. وتقبل ثالث دفع اسعار الخبز الذي‌يوزع علی الطلاب. وعندما جاء دور الامام قيل لسماحته: أنت ايضاً تقبل شيئاً‌ما. فقال: (لا يوجد عندي ما يمكن تقديمه، ولن أتقبل شيئاً. ليس عندي اموالاً حتی أوزعها كرواتب، ولا استطيع أن اوفر ثمن خبز الطلاب). وفي ضوء ذلك وكان من الطبيعي‌أن لايكون لديه نصيب في‌المرجعية. ولهذا ينبغي النظر الی هذا الاجتماع بمثابة اجتماعاً مؤلماً بالنسبة للامام، وأنه عندما يخرج منه يخرج – مثلاً - بروح حزينة ، غير أن السيد اشراقي يقول: لقد رأيت الامام في تلك اللحظة التي خرج فيها من هذا الاجتماع، مبتهجاً ومسروراً بدرجة‌أثارت دهشتي. فقلت لسماحته: لماذا انت فرحاً وسعيداً الی هذا الحد؟ فقال: أنا سعيد لأني اطمأنيت. فقد تم اختيار زعمياً لهذه الحوزة، وأن علماء تقبلوا مهمة توفير رواتب وخبز هذه الحوزة. وقد استرحت وهدأ بالي. واضاف السيد اشراقي: فقلت للامام، ما الذي تقبلته أنت؟ فقال:‌لا شيء.

(آية الله محمد فاضل لنكراني، ‌مقتطفات من سيرة الامام الخميني،‌ج5، ص151).

ارسل هذا الخبر الی الاصدقاء