قائد الثورة: الامام الخميني حوّل الأمة الى مجموعة موحدة

قائد الثورة: الامام الخميني حوّل الأمة الى مجموعة موحدة

دعا قائد الثورة الاسلامية آية الله العظمى الامام السيد علي الخامنئي، رئيس الجمهورية ومجلس الشورى الاسلامي، للاسراع في تشكيل الحكومة القادمة.

دعا قائد الثورة الاسلامية آية الله العظمى الامام السيد علي الخامنئي، رئيس الجمهورية ومجلس الشورى الاسلامي، للاسراع في تشكيل الحكومة القادمة.
وفي كلمته اليوم الثلاثاء خلال مراسم مصادقته على تولي آية الله رئيسي منصب رئاسة الجمهورية، وجه سماحة القائد الشكر للباري تعالى اولا لتفضله بهذا التوفيق على الشعب الايراني ليتمكن مرة اخرى من انجاز مهمة الانتخابات ذات المغزى الكبير والدالة على السيادة الشعبية الدينية بنجاح، ووجه الشكر للشعب وثمن جهود الحكومة الثانية عشرة ورئيس الجمهورية السابق وزملائه فيها، داعيا الباري تعالى للسيد رئيسي وحكومته المرتقبة وزملائه فيها بالتوفيق والنجاح.
واشار الى ان هذه المراسم التي تكررت مرارا مرتكزة على الدستور وتقليد ارسى اساسه الامام الراحل واضاف: في الكثير من الدول تجري عملية نقل السلطة في خضم تجاذبات لكنها تجري هنا بامن وهدوء لله الحمد وكانت هذه الدورة كذلك ايضا، بما يشير الى العقلانية والهدوء والطمانينة السائدة في البلاد ولدى المسؤولين والشعب وهو كذلك دليل على التعددية السياسية. الحكومات التي تداولت السلطة في البلاد كانت لها توجهات سياسية مختلفة حيث تعد هذه التعددية بطبيعة الحال مؤشرا لحرية الانتخابات ونزاهتها.
واكد ضرورة التمعن في هذه المضامين واضاف: لله الحمد ان الانتخابات جرت في منتهى النزاهة والامن، وانني اوجه الشكر هنا للقائمين على اجراء الانتخابات في مختلف الاصعدة ومنها توفير الامن للانتخابات والذي يعد امرا مهما جدا وكذلك مشاركة الشعب في الانتخابات.
وتابع سماحته: لقد كانت هنالك مؤامرة تم التخطيط له منذ فترة في محافل صناعة القرار السياسي لدى الاعداء وفي الداخل تابع البعض هذه السياسة من باب الغفلة وربما البعض الاخر عن قصد الا ان الشعب رد على ذلك بحزم وشارك في الانتخابات وكانت مشاركة جيدة اخذا بنظر الاعتبار الظروف والاحوال التي كانت قائمة.
واعتبر تداول السلطة امرا باعثا على الامل لان افرادا جددا يدخلون الساحة وتاتي ارادات جديدة واضاف: ان هذا الامر يبعث على الامل لدى جميع الذين يمتلكون الحوافز للخدمة لاسيما للشباب.
واعتبر سماحته تداول السلطة بانه يتيح المجال لاصحاب الراي والمفكرين للتدقيق في الماضي والعثور على الاخطاء فيها وتصحيحها والتذكير بشانها وقال: لحسن الحظ ان رئيس الجمهورية المحترم السيد رئيسي اكد مرارا في تصريحاته خلال فترة الدعاية الانتخابية على القيم الاساسية للثورة. القيم والعدالة ومكافحة الفساد وامثال ذلك. هذا المسار صحيح وتوصيتنا المؤكدة هي ان يواصل ذلك.
واكد بان المسار الذي يوصل البلاد والشعب الى حقوقهما الاساسية ويضع البلاد في مكانتها الاساسية هو التمسك بالقيم الاساسية للثورة. هذه القيم ليست امورا وهمية وهي واضحة وبينة تماما في تصريحات الامام الراحل. هذه الامور يجب اعتبارها معيارا، وان متابعة هذه الاهداف بحد ذاتها تشحذ همم المواطنين وتحفزهم على الدخول الى الساحة وهنا المفتاح الاساس. حضور الشعب في جميع القضايا يحل المشاكل.   
واكد سماحته بان لا بديل عن حضور الشعب في الساحة واضاف: ان هذه هي البراعة الاساسية للثورة التي حولت الشعب من مجموعة وكتلة منفعلة واستهلاكية وفاقدة للرؤية الوطنية والعامة (التي كانت عليها فيما قبل الثورة) الى مجموعة زاخرة بالحوافز والرغبة والاهداف المثالية وادخلتها الساحة.
وصرح بان الامام الراحل حوّل الامة المتفرقة والمفككة الى مجموعة موحدة واقحمها في الساحة وانجز هذا العمل العظيم اي اقتلاع جذور النظام الاستبدادي الملكي واضاف: ان اي شيء يحوّل الشعب الى مجموعة موحدة يعتبر امرا مغتنما ومهما وهذا من ميزات التحرك على اساس القيم.
واكد قائد الثورة ضرورة الطابع الشعبي التي جاءت مرارا في تصريحات رئيس الجمهورية ومواصلة العمل وفق ذلك واضاف: ان الحكومة يجب ان تكون مظهر الوفاق.
وشدد على ضرورة التحدث بصدق الى الشعب بغض النظر عن التوجهات السياسية واضاف: ان من الاعمال المهمة للحكومة الشعبية هي التحدث بصدق الى الشعب وطرح الحلول والتوقعات.   
ونصح قائد الثورة بضرورة الالتفات الى الطاقات المتاحة واضاف: ان الحديث يجري اليوم في التصريحات والمقالات عن النقائص والمشكلات. من الصحيح ان المشكلات كثيرة الا ان الطاقات المتاحة هي اكثر من المشكلات.
واضاف: ان لنا في طاقات كبيرة في قطاعات الماء والنفط والمناجم والاسواق الداخلية الواسعة والجيران والطاقات المذهلة للشباب ومن المؤكد ان هذه الطاقات يمكنها التغلب على المشكلات شريطة ان يتم توظيفها وهي بحاجة الى بذل جهود دؤوبة ليل نهار.
واعتبر الجانب الاخر للطابع الشعبي هو مكافحة الفساد وقال: لو اردنا ان نكون الى جانب الشعب بالمعنى الحقيقي للكلمة فانه علينا مكافحة الفساد بلا هوادة. لقد بدأ (رئيسي) مكافحة الفساد في مسؤوليته السابقة الا ان اساس القضية هي هنا (في مسؤولية الرئاسة). ارضيات الفساد تتبلور في السلطة التنفيذية وهنا يجب مكافحة الفساد. التهريب واستغلال العملة الصعبة وغير ذلك هي مجالات يجب التصدي لها.     
واكد ضرورة التقدم الى الامام في اقتصاد البلاد وفق برنامج محدد ومرسوم مسبقا واضاف: ان الاعمال غير المخطط لها لا يمكنها ان تكون مؤثرة. ربما يحدث ذلك في بعض الاحيان طبعا ولكن كل تحرك اقتصادي يجب ان يكون مرتكزا على برنامج عام منظم مسبقا.
واعتبر حل المشاكل الاقتصادية بانه يستغرق وقتا وقال: ليعلم شعبنا العزيز بان المشاكل لا تحل بين ليلة وضحاها وفي فترة قصيرة لان هذا الامر يستغرق وقتا ويجب بذل الهمة لتقصير الفترة اللازمة.
واضاف: ان التوصية اللازمة هنا هي الاسراع بتشكيل الحكومة ان شاء الله تعالى. ظروف البلاد لا تقتضي التاخير في ذلك. على رئيس الجمهورية المحترم في تقديم الوزراء المرشحين وكذلك على مجلس الشورى الاسلامي المحترم، الاسراع في ابداء الراي حول الوزراء ليتم ان شاء الله تعالى تشكيل الحكومة سريعا والبدء بمهمتها.  
واشار سماحته الى الحرب الاعلامية المعادية واضاف: ان غالبية تحركات العدو ضدنا اليوم هي في مجال الحرب الناعمة والاعلامية وهم ينفقون مبالغ طائلة للهيمنة على افكار الراي العام. يستخدمون الكثير من الافكار في المجموعات الفكرية لهذا الغرض كي يتمكنوا عبر مختلف الدعايات الهيمنة والسيطرة على افكار الراي العام في البلدان المختلفة خاصة في بلدنا. حينما تصبح افكار الراي العام لشعب ما تحت هيمنة الاجانب فان تحرك ذلك البلد يكون وفقا لرغباتهم.  
واكد ضرورة العمل بصورة اقوى واكثر ذكاء في مجال الاعلام، داعيا الباري تعالى بالنجاح والتوفيق لرئيس الجمهورية الجديد وزملائه لانجاز الاعمال بما يخدم مصلحة البلاد.
هذا وشهدت ايران صباح الثلاثاء مراسم تنفيذ حكم رئاسة آية الله السيد ابراهيم رئيسي من قبل قائد الثورة الإسلامية السيد على الخامنئي.
في ما يلى نص حكم تنفيذ رئاسة الجمهورية الإسلامية في إيران في دورتها الثالثة عشرة:
الحمدلله رب العالمين والصلاة والسلام على محمد وأله الطاهرين لاسيما بقية الله في الارضين
اشكر الله العليم القدير الذي جعل ايران بفضله وعنايته مرفوعة الراس مرة اخرى في الامتحان السياسي والاجتماعي للانتخابات. الشعب العظيم في وضع معقد وصعب لكنه اثبت بحضوره المهم والمعز حاكمية اختيار الشعب لادارة امور البلاد.
واظهر عزمه الراسخ على اتباع طريق الثورة الاسلامية النوراني وهو طريق العدالة والتقدم والحرية والعزة وذلك باختيار شخصية شعبية وجليلة من سلالة السيادة والعلم متزينة بالتقوى والحكمة وبسوابق ادارية لامعة .
وطننا العزيز  متعطش اليوم للخدمة ومستعد لحركة الطفرة الى الامام في جميع المجالات ويحتاج الى كفؤة وجهادية وحكيمة وشجاعة تستطيع تعبئة قدرات الشعب الواضحة والمخفية خاصة الشباب الذين تفوق قدراتهم المشكلات باضعاف وتجلبها الى ميدان العمل والسعي البناء وتزيل الموانع امام الانتاج وتتابع ايضا سياسة تقوية العملة الوطنية بنحو جاد وتمكن الفئات المتوسطة والفقيرة من المجتمع التي يقع ثقل المشكلات الاقتصادية فوق كاهلها فالادارة ذات النهج الثقافي الحكيم تمهد الطريق للارتقاء المادي والمعنوي للشعب الايراني ويجب ان تسرع حركة البلاد نحو موقعها الجدير.
الان مع مع التوجّه بالشكر إلى الناس الأعزاء، وتبعاً لتصويتهم وانتخابهم العالمَ الحكيم الذي لا يعرف الكلل، ذا الخبرة والشعبية، أنصّب آية الله السيد إبراهيم رئيسي رئيساً لجمهورية إيران الإسلامية واسال الله التوفيق والعزة لهم ولزملائهم واذكرهم إن تصويت الشعب وتنفيذي له سيستمران ما دام نهج رئيس الجمهورية دائماً في اتباع صراط الإسلام المستقيم والثورة الإسلامية، وسوف يكون هكذا بفضل الله ومشيئته ان شاءالله.
بدوره قال رئيس الجمهورية الجديد آية الله ابراهيم رئيسي ان الشعب الايراني اعلن من خلال مشاركته في الانتخابات الرئاسية انه يحمل رسالة المطالبة بالتغيير ومكافحة الفساد والفقر والتمييز ویدعو الى تعزيز العدالة في المجتمع و تنفيذ سياسات الجمهورية الاسلامية الايرانية.
واضاف خلال حفل تنصيبه رسميا ان المسؤولين الايرانيين بذلوا جهودا على مدى اربعين عاما بعد انتصار الثورة الاسلامية لتعزيز مبدأ سيادة الشعب وحققوا انجازات في هذا المجال وفقا لتوجيهات سماحة قائد الثورة الاسلامية.
ولفت الى ان الانتخابات الرئاسية التي جرت في 18 يونيو/حزيران الماضي جسدت السيادة الشعبية الدينية حيث ان الشعب الايراني خلق ملحمة كبيرة رغم عداء الاعداء وفي ظل تفشي كورونا والمشاكل الناجمة عنه مما احبط مؤامراة الاعداء وبث الامل لدى الاصدقاء.
وقدم آية الله رئيسي شكره لكل اطياف اللشعب الايراني وسماحة قائد الثورة الاسلامية وجميع الذين شجعوا الناس على المشاركة في الانتخابات.
وفي جانب اخر من تصريحاته قال الرئيس الايراني المنتخب ان الرسالة التي وجهها الشعب الايراني خلال مشاركته في الانتخابات كانت المطالبة بالتغيير وتعزيز اسس العدالة ومكافحة الفقر والفساد والتمييز وتنفيذ سياسات النظام المقدس للجمهورية الاسلامية الايرانية والاهتمام بقيم الثورة الاسلامية والحفاظ عليها وصون دماء الشهداء.
ومضي يقول ان الانتخابات الاخيرة كانت ايضا رسالة من الشعب الايراني لضرورة معالجة المشاكل الاقتصادية والاجتماعية والثقافية و ان الشعب يريد من الحكومة الجديدة ان تعزز اسس العدالة وتقوم بمكافحة الفقر والفساد وكل الممارسات التي تتعارض قيم الثورة الاسلامية وفي كلمة واحدة انه يريد تغيير الوضع الراهن و التصدي للتضخم  ووضع حد للعلاقات الإدارية الخاطئة والمحسوبية.
وفيما اشار الى ان المشاكل التي يعاني منها الشعب الايراني بما فيها المشاكل الاقتصادية والبطالة والعجز في الميزانية والذي يقدر بـ 450 الف مليار تومان وتضاعف الديون الحكومية ثلاث مرات منذ عام 2015 ،قال ان الظروف الاقتصادية التي تمر بها البلاد ليست جيدة وذلك بسبب عداوة الاعداء وكذلك المشاكل الداخلية.
وتابع قائلا ان هذه المشاكل القت بظلالها على ثقة ابناء الشعب الايراني وانه اليوم يطالب الحكومة باعادة الثقة وتغيير الوضع  الراهن مؤكدا على ضرورة معالجة هذه المشاكل و وكذلك مواجهة الاعداء.
وشدد رئيسي على ضرورة التغيير في الوضع الراهن وقال ان هذا التغيير يستند الى بيان الخطوة الثانية للثورة الإسلامية، وهي وثيقة تم فيها ترسيم الوضع الراهن والتغيير الذي يطلبه الشعب وانطلاقا منها يجب سد الفجوة بين ما هو نراه اليوم وما هو مطلوب مؤكدا على ضرورة مشاركة جميع المثقفين والمواطنين في تحقيق هذا التغيير المنشود.
و كان قد تسلم الرئيس آية الله السيد ابراهيم رئيسي حكم التنصيب للدورة الثالثة عشرة لرئاسة الجمهورية الاسلامية من قائد الثورة الاسلامية آية الله العظمى الامام السيد علي الخامنئي.
وتؤكد المادة 110 من الدستور الايراني، أن إمضاء حكم رئاسة الجمهورية بعد انتخابه من قبل الشعب، هو من وظائف وصلاحيات القائد، فيما ينص قانون الانتخابات الرئاسية ان فترة رئاسة الجمهورية اربع سنوات تبدأ من تاريخ تنفيذ حكم الرئاسة من قبل قائد الثورة الاسلامية.
وقبل اعطاء حكم التنفيذ، قدم وزير الداخلية عبدالرضا رحماني فضلي شرحا عن عملية إجراء انتخابات رئاسة الجمهورية لدورتها الثالثة عشرة في ايران.



ارسل هذا الخبر الی الاصدقاء