عزى قائد الثّورة الإسلاميّة، الإمام الخامنئي، في بيان، برحيل العالم والمفكّر البارز السيّد محمّد رضا حكيمي.
وجاء بيان الإمام الخامنئي كما يلي:
بسم الله الرّحمن الرّحيم،
تلقّيت ببالغ الأسف والأسى نبأ رحيل العالم والمفكّر البارز السيّد محمّد رضا حكيمي، قدّس الله نفسه. لقد كان عالماً جامعاً، وأديباً قديراً، ومفكّراً مجدّداً، وعالماً بالإسلام مطالباً بالعدالة. لقد قضى عمره بعيداً من مظاهر الزّينة الماديّة، وتفرّغ لخدمة معارف القرآن والسنّة السامية تاركاً خلفه مؤلّفات قيّمة. إنّ الاستفادة من الحضور المليء بالفيوضات والأنفاس الحارّة لأساتذة المعرفة والأمور المعنويّة في مدينة مشهد المقدّسة خلّفت في نفس هذه الشخصيّة العزيزة وقلبها وروحها ذخيرة من التوكّل والتعبّد وغنى النّفس جعلته يستقيم حتّى اللحظات الأخيرة من عمره المبارك. إنّني مع هذا الفقد الأليم لهذا الرّفيق القديم أتقدّم بأسمى آيات العزاء من عائلة حكيمي الفاضلة وأقاربه، وأخصّ بذلك شقيقه الفاضل، وأيضاً جميع أصدقاء ذاك المرحوم والمحبّين له، وأسأل الله له الرّحمة والمغفرة.
كما عزى رئيس الجمهورية الاسلامية الايرانية آية الله السيد ابراهيم رئيسي، بوفاة العالم والمفكر البارز محمد رضا حكيمي.
وقدم سماحة الرئيس الجمهورية في برقية، التعازي بوفاة العالم والمفكر البارز محمد رضا حكيمي.
وبحسب وكالة ارنا، فإن نص برقية التعزية هو كما يلي:
تسببت وفاة العالم والمفكر البارز السيد محمد رضا حكيمي في مشاعر وحزن كبيرين. وهذا المفكر الثمين والحكيم، الذي كان من المدافعين عن حركة الإمام الخميني (رض) وأنصارها، كرس حياته المشرفة كلها لشرح المعرفة والثقافة الإسلامية وتعزيز القيم الاسلامية من خلال تأليف العديد من الأعمال القيمة،و ترك كنزًا ثريًا ورائعًا.
وأتقدم بأحر التعازي لأسرة الحكيمي الكريمة وخاصة أخيه الكريم وكذا لجميع أصدقاء المتوفى والمعجبين به وأتمنى الغفران له من الله تعالى.
*****
وبهذه المناسبة ننشر رسالة وجهها الامام الخميني قدس سره الشريف للمرحوم حكيمي.
الموضوع: ضرورة توعية المجتمع
التاريخ: 28 آبان 1348 هـ. ش/ 8 رمضان 1389 هـ. ق
المكان: النجف الأشرف
المخاطب: محمد حكيمي
باسمه تعالى
رمضان المبارك 1389
جناب المستطاب ثقة الاسلام السيد حكيمي- دامت افاضاته.
رغم أنني لم ألتق السيد آزرم 1، ولكنني مطلع الى حد ما على اخلاقياته. وقد لاحظت سابقاً بعد الانتقال الى العراق قطعة شعرية له تدل الى حد ما على افكاره. والآن حيث لاحظت قصيدة (پيام) الغراء، فاني أكن له التقدير. انني اقضي الأيام الاخيرة من عمري، ولم استطع للأسف أن اقدم خدمة للاسلام العزيز والمسلمين؛ فها هي ذا الشعوب بنفوسها الكبيرة، والأراضي الكثيرة الواسعة، والموارد النفيسة للغاية، والتاريخ المشرّف، والثقافة، والشرائع السماوية، غير أنها تعاني من الجوع والفقر والشقاء والتخلف تحت أسر الاستعمار، وتجلس منتظرة الموت. وان الحكومات التي تشكّل على يد الاستعمار، لا يمكن أن تكون إلا في خدمته. وقد سلبت الاختلافات القائمة بين زعماء الحكومات- والتي هي من افرازات عصر ملوك الطوائف والتوحّش، وأوجدها الاجانب للابقاء على تخلف الشعوب- سلبت منهم مجال التفكير في المصالح. وحالت روح اليأس والقنوط التي نفخها الاستعمار في الشعوب بل وحتى في القادة المسلمين، حالت دون التفكير في طريق الخلاص. ومن المؤمل أن تقوم الشريحة الشابة التي لم تبلغ فتور ايام الشيخوخة وضعفها، بتوعية الشعوب بكل وسيلة؛ بالشعر، والنثر، والخطابة، والكتب، وكل ما يسهم في توعية المجتمع. بل إن عليهم أن لا يغفلوا عن هذا الواجب حتى في الاجتماعات الخاصة، عسى أن يظهر رجل او رجال أصحاب همة عالية وحميمة دينية يضعوا حداً لهذه الأوضاع المأساوية. وعلى الشباب المتعلم أن لا يهنوا أمام تطبيلات الأجانب هذه، ولا ينغمسوا في الملذات التي وفرت لهم بأمر الاستعمار من أجل ابقائهم متخلفين. وعلى الأشخاص اليقظين ان يتكاثروا، ويبحثوا ما أمكنهم عن الاشخاص المنسجمين معهم في الفكر والخطى، ويرصوا صفوفهم، ويكونوا عند الشدة صامدين وجديين وأقوياء الارادة، ولا يغفلوا عن التواصي بالحق والتواصي بالصبر الذي هو أمر الهي. اسأل الله تعالى العظمة للاسلام والمسلمين. ابلغوا تحياتي للسيد آزرم، وكل من يفكّر في سبيل حلّ.
والسلام عليكم.
روح الله الموسوي الخميني
* صحيفة الإمام، ج2، ص: 239
1- نعمت ميرزاده المتخلص باسم آزرم، الشاعر الخراساني المعاصر.