الموت يلاحق الخائنين

الموت يلاحق الخائنين

في تقرير لـ (جماران)، مات ابو الحسن بني صدر، رئيس الجمهورية الاسلامية الهارب، عن عمر يناهز الثمانية والثمانين عاما في باريس. بدا بني صدر عمله كاول رئيس للجمهورية عام 1358 ه. ش. (1979م)، وتم عزله من قبل الامام الخميني (قدس سره) وبتصويت من مجلس الشورى الاسلامي، في اول شهر تير (الشهر الرابع من السنة الايرانية) عام 1360 ه. ش. (1981م)، حيث اختفى لمدة عن الانظار، ثم فر الى باريس، برفقة مسعود رجوي، زعيم منظمة المنافقين، بطائرة يقودها بهزاد معزي الطيار

الخاص للشاه، واصبح هناك احد الاعضاء الرئيسيين في ما يسمى بالمعارضة !. لقد تطرق الامام الخميني (قدس سره) الى هروبه قائلا: "والآن أيضاً أقول للسيد بني صدر: أحذر من الوقوع في فخ هؤلاء الذئاب الذين، كمنوا لنا خارج البلاد، وأحذر من أن تريق ماء وجهك أكثر من هذا، وإني أود ألا تزداد أخطاؤك أكثر من ذلك فتخسر الدنيا والآخرة، وأود أن تكون حياة كل من يعيش في هذه البلاد حياة إنسانية- إلهية. واحذروا أن تقعوا في براثن تلك الذئاب لا سمح الله، فلو أنك استمعت لنصائحي لما حدث كل هذا، ولكن أولئك الذين يحاربون الإسلام لم يسمحوا لك بذلك، لقد كانوا يظهرون لك الود ثم استدرجوك إلى حيث كانوا يمارسون جرائمهم، ليدفعوك أنت أيضاً إلى ظلم نفسك. فقد فتحوا أفواههم مثل التنين ولن يغلقوها حتى يقضوا عليك. ولذلك فإن صلاحك في الابتعاد عن هؤلاء والتبري منهم، والتنحي جانباً والتفرغ للتأليف والكتابة. ولو أنك أصغيت لهذه النصيحة التي قدمتها لك في ذلك اليوم عندما كنتُ مريضاً في المستشفى، لما حدث لك كل هذا، وأنا أيضاً لم أكن أريد أن تؤول حالك إلى ما هي عليه الآن، ولقد نبهتك في ذلك اليوم إلى أن (حب الدنيا رأس كل خطيئة) فلو أنك فهمت معنى هذا الكلام ودست على أهوائك وشهواتك، لما ابتعد عنك أصدقاؤك وأحباؤك، بينما تقربت منك تلك الفئة التي تريد استخدامك كأداة للوصول إلى مآربها، إن أصدقاءك الأقربين تخلوا عنك والناس الذين كانوا يرفعون الشعارات لأجلك تخلوا عنك. وهذا دليل على أنك فاشل سياسياً، وهل هناك دليل على ذلك أوضح من أنك خسرت ثقة أحد عشر مليون شخص ؟! لقد مر هذا الأمر بشكل سي‏ء، وليته لم يمر، ولكن على كل حال، دائماً يوجد مجال لكل إنسان كي يتوب، فباب التوبة مفتوح دائماً. ورحمة الله تسع كل شي‏ء. فما عليك إلا أن تتوب وأن تخطو خطوة واحدة باتجاه الله عز وجل وسوف يقبل منك، وسيعيد لك كيانك وماء وجهك الذي ذهب". (صحيفة الامام، ج14، ص 386)

-----------------------------

_ القسم العربي، الشؤون الدولية، مؤسسة تنظيم ونشر تراث الامام الخميني (قدس سره).

ارسل هذا الخبر الی الاصدقاء