لابد من دحر الامبراطورية الاعلامية المناصرة لإسرائيل

لابد من دحر الامبراطورية الاعلامية المناصرة لإسرائيل

 

حرب غزة  " حرب ارادات  و حرب اعلامية " /  لابد من دحر الامبراطورية الاعلامية المناصرة لإسرائيل   /  ينبغي الاستفادة من قدرات اشخاص امثال ظريف و خاتمي ، و اذا كان ثمة عقبة تعترض طريقهم فلابد من تذليلها  .

موقع جماران الإخباري ــ  لفت حجة الاسلام و المسلمين سيد حسن الخميني في كلمة ألقاها  في الملتقى  الذي عقد تحت عنوان " اضواء على ما يحدث في فلسطين " ، الى ان حرب غزة هي بمثابة  " حرب ارادات ، و حرب اعلامية " ، موضحاً : حرب ارادات بهذا المعنى وهو ان قوة المقاومة و قدرة الجماهير تقف  في جانب ، فيما يقف الكيان الصهيوني  في الجانب الآخر. كما انها حرب اعلامية  نظراً لأن الاسرائيليين يحاولون التخفي دائماً وراء ستار المظلومية . و لكن و ببركة منصات التواصل الاجتماعي التي كان ينظر اليها باعتبارها بلايا المتدينين  ، تم فضحهم وأضحت هذه الشبكات بلايا عليهم .

و مضى سماحته : الحقيقة ان بعض الافراد في عالم اليوم عبارة عن وسيلة اعلامية . السيد محمد جواد ظريف بمفرده  قادرعلى التأثير بمقدار وسيلة اعلامية  فعالة مثل شبكة الجزيرة .. ففي مرحلة ما كان ظريف  احد كبار المسؤولين في الجمهورية  الاسلامية ، غير انه يتم اليوم تجاهل قدراته و اهمال مؤهلاته  دون اي مبرر ..  كذلك السيد خاتمي وسيلة اعلامية  بمفرده .. ان كل واحد من هذه الشخصيات يتمتع  بقدرات  ملفتة  للتأثير على المستوى العالمي  لابد من احترامها و الاخذ  بها . .

و تابع : فاذا ما كانت الثورة الاسلامية في ايران " ثورة الكاسيت " ،  فان الثورة الفلسطينية تتأثر بالشبكات الاجتماعية . ان نفس هذا العامل هو الذي اوجد الربيع العربي. و عليه حتى لو كانت شبكات التواصل الاجتماعي تعاني من آلاف نقاط الضعف ، فلابد من الاستفادة من نقاط قوتها .

و اعتبر تذكار الامام هزيمة اسطورة ( اسرائيل لا تقهر ) التي كانت تتفاخر بها اسرائيل ، باتت اليوم احد مكاسب عملية طوفان الاقصى ، موضحاً  : اسرائيل تحاول دائماً لفت الانظار الى أنها مظلومة ، و تحاول ان تلعب دور الضحية من خلال إثارة قضية ظلم اليهود . مظلومية السامية كانت موجودة في التاريخ دائماً ، و لكن ليس في بلداننا بل في الغرب . اليهود كانوا موضع غضب المسيحيين لأنهم ينظرون اليهم  باعتبارهم قتلة السيد المسيح . و لكن ما علاقة اليهود الذين يعيشون في بولندا و المانيا و روسيا  بقتلة السيد المسيح ؟ . على اية حال في الغرب  ينظر الى اليهود باعتبارهم " قتلة المسيح " . و معاداة اليهود و ايذائهم كانت منتشرة هناك ، و ان الهولوغوست الواقعة التاريخية المشبوهة حصلت عندهم . و لكن ما علاقة ذلك بنا نحن ؟ .

و في جانب آخر من خطابه اوضح سماحته : وجود المنصات الاجتماعية  يلقي على اعناقنا مسؤولية  كي نتحدث لا أن نجلس صامتين .  علينا ان نقول قولنا و لا نسمح باخفاء الحقيقة . الحرب الاعلامية اليوم ليست حرب منابر رسمية . المنابر الرسمية متهمة بالمصالح ، و لهذا ينبغي للذين ليس لديهم سمة رسمية ان يتحدثوا . لا اعرف كيف سنواجه غداً نبي الاسلام (ص) ، و كيف سنبرر موقفنا بأننا شهدنا كل هذه المصائب و لم ننطق ببنت شفة ؟

واعاد سماحته الى الاذهان حادثة تاريخية قائلاً :ان احد مرافقي الشهيد نواب صفوي ( رحمه الله )  روى انه في عام 1947 تقريباً كانوا قد  ذهبوا الى القدس لحضور احد المؤتمرات .  و كان الصهاينة  واقفين في مكان في مقابل محل اقامة المؤتمر . و ان المنظمين للمؤتمر طلبوا منهم بأن لايذهبوا  صوب هؤلاء لأنهم سوف يقتلونكم . غير ان الشهيد نواب صفوي ذهب اليهم . و عندما سألوه  فيما بعد لماذا ذهبت اليهم ؟ قال ذهبت  لأقتل عسى و لعل ان يعترض احد و يرفع صوته  .

و أوضح سماحته : ان الذين يتصدون اليوم لادارة بعض وسائل الاعلام داخل البلاد يتصرفون احياناً بدوافع  فئوية ، هؤلاء يخونون البلد . و الذين بوسعهم ان يكونوا مؤثرين  و لكن لا يتكلمون ، فانهم  يرتكبون خيانة . حقاً ان امثال السيد ظريف و السيد خاتمي ينبغي ان يتنقلوا ـ على حد قول الامام ـ من مطار الى مطار ويمارسون دورهم  ، و اذا كانت ثمة عقبة تعترض طريقهم  فلابد من العمل على تذليلها . لابد من اقتحام الامبراطورية الاعلامية الاسرائيلية.  ليس بوسع احد الدفاع عن الجريمة . لنفترض ان حماس ابتدأت بمهاجمة احد المستوطنين ، فهل يعتبر  ذلك مبرراً لقتل  7000  شخص ؟ .

و اشار سماحته الى التحولات التاريخية في العلاقات العربية الاسرائيلية  قائلاً : ان اسطورة اسرائيل لا تقهر لن تبنى في الاصل على قوة اسرائيل، بل على اساس ضعف العرب و المسلمين . و في الحقيقة  استمدت وجودها من " اسطورة هزيمة العرب " ..  في الحرب العالمية الاولى لم يتمكن العرب من التصدي لوعد بالفور والحؤول دون توجّه المهاجرين الى مناطقهم ؟ لأنهم كانوا امة خانعة و كانوا مضطهدين من قبل العثمانيين . 

و تابع : الامة الذليلة ليس بوسعها ان تفعل شيئاً . الامة ( العزيزة ) هي التي لا تخضع للظلم الخارجي و الاستبداد الداخلي . ذلك ان الذي يخضع للاستبداد الخارجي ، يتحمل المستبد الداخلي ايضاً . وان الذي يتحمل المستبد الداخلي ، سوف يتحمل المستعمر الخارجي . و لا يخفى ان الذي أبقى الامام  حاضراً في قلوب و نفوس المسلمين هو لأنه كان عزيزاً .. الامام هو الذي اوجد العزة للمقاومة .

و اعتبر سيد حسن الخميني  الظروف الاخيرة فرصة مواتية للتوجّه للوحدة الاسلامية ، مضيفاً : لعنة الله على الدواعش الذين نشروا دعايات مغرضة واسعة لخلق شرخ داخل المجتمع الاسلامي . غیر آنه بوسعنا الیوم العودة الى الجهود الرامية الى ترسيخ الوحدة الاسلامية ، و دق المسمار الاخير في نعش التفرقة .. اليوم ثمة فرصة مناسبة سانحة لذلك ، لأن فلسطين عادت ثانية لتحتل موقعها باعتبارها القضية الاولى بالنسبة للعالم الاسلامي .

و اختتم تذكار الامام كلمته بالقول : ان ما يجري في فلسطين وما حققته المقاومة الفلسطينية ، يؤكد انتصار غزة  والارادة الفلسطينية . و ان افتراض الهزيمة يكون فقط  عندما تتمكن اسرائيل من تخلية قطاع غزة من سكانه ، و هو امر بعيد المنال في ظل العزم الراسخ الذي يتمتع به الفلسطينيون .

 

ارسل هذا الخبر الی الاصدقاء