لا مکان لقبول الظلم عند الفلسطينيين

لا مکان لقبول الظلم عند الفلسطينيين

سيد حسن الخميني :

ــ  ما يدفن تحت الانقاض في فلسطين اليوم هو افتراءات قادة اميركا و اوروبا  

ــ  الامر المؤلم  حقاً ليس الظلم بل القبول بالظلم

ــ  الامام الخميني أحيا مقولة  "  نحن قادرون "

موقع جماران الإخباري ـ  . في كلمة لسماحته في ملتقى تكريم " وكلاء الامام الخميني الشرعيين " ، اشار حجة الاسلام و المسلمين سيد حسن الخميني  الى ان وكلاء الامام الخميني فيما يتعلق بالوكالة الشرعية  كانوا كثيرين ، غير ان ثمة خصائص وسمات كان يتحلى بها هذا النوع من الاشخاص ، سيما اولئك الذين التحقوا بالامام في الايام الاولى و الايام التي شهدت نضالاً صعباً . و من ابرز هذه الصفات و لعل في طليعتها ( التضحية و الايثار ) . و ما يذكر في هذا الصدد ان تضحيات وكلاء الامام (ره) مثّلت احد اسرار انتصار الثورة  ، ذلك ان الذين رافقوا القائد في النضال هم هؤلاء الذين ضحوا بأنفسهم وتجاوزوا دائرة الـ (أنا) . أنهم اصحاب الامام و انصاره في فترة غربته .

و يرى تذكار الامام ان السمة الثانية لوكلاء الامام الخميني الشرعيين تكمن في ( الشجاعة ) ، موضحاً : السيد الوالد كان يذكر باحترام كبير اسماء البعض ممن رافقوا الامام في غربته ، منهم :  السيد خاتم يزدي ، راستي كاشاني ، دعائي ، و محتشمي . كان هؤلاء رجال شجعان ، لأنهم كانوا يعلمون ان لا مجال للعودة . يومئذ لم يكن واضحاً ما الذي سيأول اليه النضال .. الشجاعة و الجرأة و عدم الخوف شكلّت سمة بارزة لاصحاب الامام و رفقاء دربه قبل الفتح . حيث انضموا الى الامام و التحقوا بالنضال دون اية منافع شخصية . و في هذا الصدد يذكر السيد الوالد في احدى تعليقاته : السافاك ينفي وجود إذن لسماحة الامام باعطاء الشهرية ، بيد ان الشهرية تعبيرعن ارتباط المرجع بكيان الحوزة ، وفي بيت الامام كان يتقرر ان تعطى هذه الشهرية بإسم  شخص آخر . و في ذلك يقول آية الله الشيخ حسن صانعي ، ذهبت الى السيد أقا ميرزا احمد آشتياني و قلت  له اوافق على ذلك شريطة ان يعطي الامام وكالة بذلك ..  كانت التضحية و الايثار و نكران الذات في طليعة السمات التي كان يتصف بها وكلاء الامام الشرعيين .

و أضاف حجة الاسلام سيد حسن الخميني : ( الايمان بمكانة الامام العلمية ) شكّل سمة اخرى من سمات اصحاب الامام . المرحوم السيد مطهري كان يقول : خطاب الامام العلمي كان  يفوق مرحلتنا ، و لابد من انقضاء وقت طويل حتى يتضح عمق هذا الخطاب . و اذا كانت الحوزة العلمية بمدينة قم تمثل دون شك مركز العلوم الاسلامية ، فان اركانها كان قد شيدت بفضل وجود هكذا شخصيات ، و ان علمية الامام ساعدت في ترسيخ قواعد الايمان لدى الطلبة .

و مضى سماحته يقول : السمة الرابعة التي ينبغي الاشارة اليها هي ،  الايمان الذي كان يتحلى به الطلبة و وكلاء الامام الذين اشتهروا بالتقوى. لم يكن هؤلاء ينظروا الى الامام باعتباره احد اللاعبين، وكان كل واحد يحاول  الوصول اليه من زاوية ما . يقول المرحوم آية الله رفسنجاني، اصبحت مريداً للامام لأن باطنه كان واضحاً كما هو الظاهر ، اشبه بالسجادة في ظاهرها و باطنها . لم يكن في سلوكه اي رياء . ان الايمان بان ما ينطق به هذا الرجل ينشد رضا الله تعالى فحسب ، فان مثل هذا يعتبر مؤثراً الى حد كبير في انضمام الاصحاب و التحاقهم بسماحته. و اذا كانت ثمة ضريبة ينبغي دفعها فانه هو اول من كان يدفعها و قد استعد لذلك  بكل كيانه و اعتباره .

و يذكرحفيد الامام : عندما تم نفي الامام الى تركيا ، قال سماحته : ثمة امر كان يحز في نفسي  وهو ان الطلبة الذين عملت على تربيتهم كانوا قد شارفوا على انهاء دراستهم . كان كل هم الامام  مستقبل طلبته .. وفي اليوم الذي قرر الامام التوجه الى باريس ، كان ذلك في التحليل المنطقي يشير الى غاية  التشرد في اوروبا .. في سن الثمانين ادار ظهره للمرجعية و يرى نفسه على استعداد للتنقل  من مطار الى مطار لمواصلة النضال . الاصحاب و الانصار يزدادون ايماناً بهكذا انسان . كان يقولون ان هذا الرجل ليس باللاعب السياسي . ان من يتحلى بالايمان يكون واثقاً  من نفسه ، يؤمن بالله ، لا يعرف الخوف ، شجاع  ، و ان فئة كبيرة من امثال هؤلاء كانوا من المجتهدين الخبراء . 

و يتابع سماحته : ثمة سمة اخرى من السمات التي كان يتحلى بها اصحاب الامام ، هي ( العزّة ) . الافراد يتعرضون للظلم ، غير ان البعض لا يقبل التظلم . في اليوم الذي اعتقلوا الامام و اخذوه الى طهران ، قال سماحته عندما اعتقلوني و توجهوا بي الى طهران ، وسط الطريق اتجهت السيارة صوب بحيرة الملح ، عندها شعرت بأنهم يريدون قتلي . و في لحظة ما فكرت مع نفسي لأرى هل أنا خائف ؟ رأيت اني لست بخائف .

و مضى يقول : و على حد تعبير سماحة القائد المعظم ، "  معنى الوجود بالنسبة للبعض يختلف عن الآخرين " ، البعض يقبل بالظلم ، إلا انه داخل قلبه ثمة محاولة لتبرير الظلم . غير ان فئة لا تقبل الظلم ، فئة تؤمن بالعزة. ان ما هو خطر للغاية ليس الظلم بل القبول بالظلم . ان تاريخنا يعج بالاشخاص الذين كانوا يحاولون تبرير اسوأ الجرائم و المجازر ، حتى ان اشخاصاً حاولوا ان ينسجون الاساطير للمغول .

و اشار تذكار الامام الى ان اصحاب الامام و على الرغم  من ان الشاه كان قد بلغ الرابعة و الخمسين  من عمره وان احداً لم يكن يتوقع سقوطه ، الا ان اصحاب الامام  لم يتخلوا عن النضال ، الكل ذهبوا و هؤلاء بقوا .

كما تطرق سماحته  الى الحرب في غزة ، قائلاً : في اليوم الذي سقطت فيه الدولة العثمانية ، استطاعت فئة قليلة من الصهاينة الاستيلاء على فلسطين . ان الذين يقبلون بالاستبداد العثماني ، يوافقون ايضاً على الاستعمار الصهيوني ..  الامة التي تقف في وجه الظلم ، و تواجه الاستبداد ، تقف في مواجهة الاستعمار ايضاً  و تتصدى له.

وأشار تذكار الامام الى ان الامام الخميني احيا عزة المسلمين بالثورة الاسلامية التي انتصرت في عام 1979 ،   لافتاً الى ان  فلسطين لن تخضع للظلم بمشيئة الله تعالى ، و ان ما يدفن تحت الانقاض في فلسطين اليوم هو اكاذيب و افتراءات  قادة اميركا و اوروبا ، و التنكر الصارخ للقيم الانسانية التي يتذرعون بها حماية لأنفسهم . و ان ما يستشهد اليوم تحت الانقاض هو المظلومية التي ينبغي ان تكون دافعاً لنا جميعنا لأن نرفع أصواتنا بالادانة و الاستنكار. الامة الايرانية اضحت ( عزيزة ) بعد ان كانت ( ذليلة ) . و ما ينبغي احيائه لدى الامة الاسلامية هو العزة ..  يجب ان لا نسمح باغتيال العزة . فاذا ما غابت العزة امام الحاكم المحلي المستبد ، فانها سوف تتلاشى و تموت امام العدو الخارجي . الامام الخميني منح الامة الاسلامية ( الحياة ) و ( العزة ) ، و لابد من تجسيد الايمان بأننا ( قادرون ) على صعيد الواقع بشكل عملي .  .

 ----------------

     القسم العربي ، الشؤون الدولية .

ارسل هذا الخبر الی الاصدقاء