المقاومة باقية..نهج سيد شهداء الأمة مستمر

المقاومة باقية..نهج سيد شهداء الأمة مستمر

سلامُ الله وسلامُ عباده الصالحين على هذين المجاهدين الشامخين، وعلى سائر المجاهدين الشجعان، الذين ارتقوا شهداء في الآونة الأخيرة، وعلى شهداء الإسلام جميعهم.

 نشر موقع KHAMENEI.IR الإعلامي نصّ البيان الذي أصدره الإمام الخامنئي بتاريخ 21/02/2025 بمناسبة إقامة مراسم تشييع ودفن الشهيدين السيد حسن نصرالله والسيد هاشم صفي الدين، وقرأه ممثّل قائد الثورة الإسلاميّة حجّة الإسلام السيد مجتبى الحسيني بتاريخ 23/02/2025 في مراسم التشييع وسط الحشود المعزّية.
وجاء في بيان قائد الثورة:
بسم الله الرحمن الرحيم
قال الله عزّوجلّ: "وَللهِ العِزَّةُ وَلِرَسُولِهِ وَلِلمُؤمِنِينَ وَلَكِنَّ المُنَافِقِينَ لَا يَعلَمُونَ".
المجاهد الكبير، زعيم المقاومة الرائد في المنطقة، سماحة السيد حسن نصرالله (أعلى الله مقامه)، قد بلغ الآن ذروة العِزّة. جثمانه الطاهر يُوارى في الثرى في أرض الجهاد في سبيل الله؛ ولكنّ روحه ونهجه سيتجلّى شموخهما أكثر فأكثر يومًا بعد يوم، إن شاء الله، ويُنيران درب السالكين. فليعلم العدو أن المقاومة في مواجهة الغصب والظلم والاستكبار باقية، ولن تتوقف حتى بلوغ الغاية المنشودة، بإذن الله تعالى.
وأمّا الاسم المبارك، والوجه النوراني لسماحة السيد هاشم صفي الدين (رضوان الله عليه)، فهو أيضًا نجمٌ لامعٌ في تاريخ هذه المنطقة، وقد كان ناصرًا صفيًّا، وجزءًا لا يتجزّأُ من قيادة المقاومة في لبنان.
سلامُ الله وسلامُ عباده الصالحين على هذين المجاهدين الشامخين، وعلى سائر المجاهدين الشجعان، الذين ارتقوا شهداء في الآونة الأخيرة، وعلى شهداء الإسلام جميعهم.
وأخصُّكم بسلامي، يا أبنائي الأعزّاء، شباب لبنان البواسل.
السيد علي الخامنئي
22 شعبان 1446
21 شباط/ فبراير 2025
نقل تعازي ومواسات قائد الثورة للشعب اللبناني
في السياق، صرّح حجة الاسلام والمسلمين "محمد حسن أختري" أن زيارته إلى لبنان والوفد المرافق له تأتي تمثيلاً لقائد الثورة الإسلامیة الذي كلفهم بنقل رسالة تعزية ومواساة إلى الشعب اللبناني. وفي تصريح له من بيروت، قال حجة الاسلام والمسلمين أختري: هذا يوم حزين وتاريخي، يوم مواراة الجثمان الطاهر والمقدس لشهيد المقاومة الجليل حجة الإسلام والمسلمين العلامة السيد حسن نصرالله، كما أتقدم بالتعازي إلى كل الشعب اللبناني وأحرار العالم وجمهور حزب الله والمقاومة. وأضاف: وفقاً لسماحة آیة الله العظمی الإمام الخامنئي، فإن هذا اليوم سيثبت مدى اهتمام الناس وحبهم لهذه الشخصية العظيمة؛ وعلى الرغم من أنه سيتم دفن جثمانه، إلا أن روحه ومدرسته ستظلان رمزاً للجهاد والمقاومة.
وتابع حجة الاسلام أختري: أن الأعداء حاولوا منع ملايين الأشخاص من الحضور من خلال إنشاء الحواجز والمعوقات مثل مشاكل التأشيرات وقيود الطيران؛ ولكن مازالت الحشود من 80 دولة، بما في ذلك اليمن والعراق والبحرين وإيران تتدفق للمشاركة في هذه المراسم. ومضى يقول: إن هذه الملحمة التاريخية قد أثبتت أهمية المقاومة والصمود وروح السيد حسن نصرالله الجهادية ستستمر والأعداء يخافون من هذه العظمة.
حضور ممثلي قائد الثورة في المراسم
وشارك في المراسم الوفد المكون من أربعة أعضاء الممثلين عن قائد الثورة الإسلامیة، وهم: حجة الاسلام والمسلمين محمد حسن أختري، وحجة الاسلام السيد محسن قمي، والسيد مجتبي حسيني، والسيد رضا تقوي.
وشاركت الجمهورية الإسلامية الإيرانية في مراسم تشييع الشهيد حسن نصرالله من خلال وفد رسمي مؤلف من 40 ممثلاً من شخصيات سياسية ومسؤولين وعوائل شهداء كل من الشهيد السيد إبراهيم رئيسي والشهيد حسين أمير عبداللهيان والشهيد الحاج قاسم سليماني؛ فضلاً عن مسؤولين من السلك القضائي؛ بالإضافة إلى توافد المئات من المواطنين الإيرانيين إلى بيروت للمشاركة في المراسم، حيث شارك رئيس مجلس الشورى الاسلامي محمد باقر قاليباف على رأس وفد رفيع في المراسم، كما شارك وزير الخارجية السيد عباس عراقجي في هذه المراسم.
لبنان يجب أن يفخر بالشهيدين نصرالله وصفي الدين
بالتزامن، صرّح رئيس الجمهورية، الدكتور مسعود بزشكيان، بشأن تشييع جثماني الشهيدين نصرالله وصفي الدين، قائلاً: إن "الشعب العظيم في لبنان يستحق أن يفخر بجميع أبنائه الأبطال، ولا سيما الشهيدين نصرالله وصفي الدين". وکتب الرئيس بزشكيان على صفحته الشخصية على منصة "إكس" حول تشييع جثمان الشهيدين: "أبطال أوفوا بعهدهم ودافعوا عن شرف الأمة حتى نالوا الشهادة في سبيل الله".
حزب الله أصبح أكثر حيوية
من جانبه، أكد رئيس مجلس الشوری الإسلامي محمد باقر قاليباف، لدى وصوله إلى بيروت على رأس وفد رفيع المستوى، أنه تم اليوم طرد العدو من لبنان، وقال: إيران ستدعم بلا شك أي توافق وإجماع بين الحكومة والبرلمان والمقاومة والشعب في لبنان. وأضاف قاليباف من صالون الشرف في مطار بيروت: جئت على رأس وفد من الممثلين في مجلس الشورى ومكتب قائد الثورة ومن السلطة القضائية وجمع من المؤسسات الحكومية الإيرانية ومن أسر الشهداء للمشاركة في تشييع الشهيدين السيدين. وتابع: دخلت هذا المطار منذ أربعة أشهر وشاهدت أعمدة الدخان تتصاعد إثر جرائم الكيان الصهيوني، والتقيت آنذاك الإخوة في المقاومة وكانوا أشد عزيمة وإصرارًا.
وقال قاليباف: في ذلك اليوم، لاحظت أن حزب الله أصبح أكثر حيوية وصموداً من أي وقت مضى، وعندما أتيحت لي الفرصة وذهبت إلى أحد المراكز التي تعرضت للقصف في وسط المدينة، رأيت أن شعب لبنان أصبح أکثر قوة وصموداً من الماضي. وأضاف: سنعقد لقاءات ثنائية مع مسؤولين لبنانيين رفيعي المستوى، بما في ذلك رئيس مجلس النواب اللبناني علی هامش المراسم.
وأكد قاليباف: تمت مناقشة التهديدات التي يتعرض لها لبنان وحزب الله خلال هذه الزیارة، وتم التأكيد على تعزيز العلاقات الثنائية بين الجمهورية الإسلامية الإيرانية ولبنان، التي لها تاريخ عميق يمتد لعدة قرون، ولا شك أن إيران ستدعم أي توافق بين الحكومة والبرلمان والمقاومة والشعب في لبنان.
المقاومة حية وستحقق النصر الإلهي
كما قال وزير الخارجية عباس عراقجي، في مؤتمره الصحفي في مطار بيروت الدولي أمس الأحد، قبل المشاركة في مراسم تشييع الشهيدين: إن المقاومة ستثبت أنها حية وستحقق النصر الإلهي. وأوضح: إن التشييع المهيب وتشييع هذه الجنازة اليوم سوف تظهر، والعالم أجمع سيرى، أن المقاومة حية وأن حزب الله حي. وأضاف: جئت اليوم نيابة عن الجمهورية الإسلامية في إيران ونيابة عموم الشعب الإيراني للمشاركة في هذا التشييع المهيب لهذه الشخصية العظيمة للسيدين العظيمين، الشخصيتين اللتين بذلتا جهوداً عظيمة لتحرير هذه البلاد وللمقاومة، وجئت للمشاركة إلى جانب الشعب اللبناني في هذا اليوم. وصرح: إن مسيرة المقاومة ستستمر، وكما حققت انتصارات كثيرة حتى الآن، فإنها ستحقق النصر النهائي أيضاً.
وفد الجمهورية الإسلامية يلتقي الرئيس اللبناني
هذا وإلتقى وفد الجمهورية الإسلامية الإيرانية برئاسة رئيس مجلس الشورى الاسلامي وبحضور وزير الخارجية، الرئيس اللبناني جوزيف عون، كما حضر اللقاء وزير الخارجية اللبناني يوسف رجّي، والسفير الإيراني لدى بيروت مجتبى أماني.وشارك في اللقاء أيضاً كل من رئيس لجنة الأمن القومي والسياسة الخارجية "إبراهيم عزيزي"، والمساعد الخاص لرئيس البرلمان للشؤون الدولية أبوالفضل عمويي، ورئيس لجنة المقاومة في البرلمان محمود نبويان.
حزب الله حصن منيع ضدّ الكيان الصهيوني
من جهته، وصف علي لاريجاني مستشار قائد الثورة الاسلامية، في مقابلة مع التلفزيون الإيراني مساء السبت، حزب الله بأنه حصن منيع ضد الكيان الصهيوني، مؤكداً بأن دم الشهيد السيد حسن نصر الله خلق مساحة كبيرة جديدة لدى تيار حزب الله.
وقال لاريجاني: لاحظت جيلاً من الشباب الذين وجدوا بفضل استشهاد السيد حسن نصر الله صلابة في إرادتهم، وعندما عدت من هناك، قلت لسماحة قائد الثورة والأصدقاء إنهم سينتصرون بالتأكيد. وأضاف: لهذا السبب لم تتمكن إسرائيل من التقدم في الأرض، وأولئك (حزب الله) قاوموا، ولم تتقدم سوى 2 كيلومتر كأقصى مسافة في بعض الأماكن ونحو 300 متر في أماكن أخرى، وظلت تتقدم وتنسحب لأن هذه الأماكن كانت بمثابة معاقل حيوية ضد الصهاينة. وتابع: إن وقف إطلاق النار في لبنان كان أيضاً بناء على طلب الإسرائيليين.. بالطبع كان حزب الله يريد مثل هذا الأمر؛ لكن المندوب الأميركي جاء إلى لبنان لحل مشكلة "إسرائيل"، وهذه القدرة التي نشأت هناك كانت بسبب هذا الاستشهاد.
رسالة الشهيد السيد حسن نصرالله لم تنته
إلى ذلك، أكد عضو الهئية الرئاسية في مجلس الشورى الاسلامي، أحمد نادري، إن رسالة السيد حسن نصر الله لم تنته بعد، بل ستلهم جيلاً جديداً من المجاهدين الذين سيواصلون السير بعزم وثبات وقوى حتى زوال الكيان الصهيوني بالكامل.
وجاء في نص بيان مجلس الشورى الاسلامي: إن كنز ملحمة التضحية والمقاومة للأمة الإسلامية مليء بالمظاهر الساطعة والخالدة لشجاعة وبسالة المجاهدين المؤمنين الذين أحيوا بدمائهم الطاهرة وأرواحهم الأمة الإسلامية. وقد تبلورت حقيقة هذه التضحية والنضال في شخصية عظيمة ومتألقة. لقد كان قائد المقاومة الشهيد السيد حسن نصر الله قائداً مجاهداً، ومجاهداً شجاعاً وعالماً دينياً فاضلاً في حركة المقاومة. وكان الشهيد نصرالله مدرسة وطريقاً ورجلاً زاهداً وتقياً وحكيماً لا يعرف الكلل ومتواضعاً، يتمتع بشخصية قيادية ومرشدة، واستطاع بذكائه وحكمته أن يترك إرثاً نبيلاً للمقاومة من ثمرة نضال الشعب ضد الكيان الصهيوني المتعطش للدماء الدموي.
وشارك نائب القائد العام لحرس الثورة الإسلامية العميد علي فدوي، ونائب الشؤون التنسيقية لقوّة القدس العميد إيرج مسجدي، في المراسم.
سيبقى حزب الله وطريق نصرالله قوياً وثابتاً
إلى ذلك، قال مساعد ومستشار قائد الثورة محمد مخبر، في منشور على صفحته في منصة "إكس": إن "طريق حزب الله وطريق نصر الله سيبقى قوياً وصامداً، وأنصاره لا يعدون". وأكد: "هذا الوعد لا يتغير أبداً والنصر من عند الله والفتح قريب".
من جانبه، قال عضو مجمع تشخيص مصلحة النظام محسن رضائي: كان الشهيدان السيد حسن نصر الله والسيد هاشم صفي الدين قائدين حقيقيين للعرب والمجاهدين العظام في سبيل الإسلام. وأضاف: لقد كنت أنت وأخوك السيد هاشم صفي الدين شرف الأرض، وحامي المظلومين ومناصر المحرومين، والزعيم الحقيقي للعرب والمجاهد العظيم في سبيل الإسلام.
وجاء في نص التغريدة:
یا أیها العزیزْ
یا#نصرالله..
كل شوارع وأزقة وأحياء ومدن لبنان، من بيروت والضاحية إلى قرى جنوب لبنان إلى أطفال وأمهات غزة، تشهد أن ما قاتلتم وقدمتم أرواحكم لأجله لم يكن إلا من أجل الإنسانية والشرف والوطن ودين الله والدفاع عن المظلومين.
یا أیها العزیزْ؛
یا نصرالله..
إنّ شجاعتك وصمودك وثقتك بنفسك وقيادتك التي لا مثيل لها ستبقى خالدة لا تتكرر في تاريخ العرب والإسلام والشيعة.
حضور الوفد الإيراني دليل على استمرار الدعم للمقاومة
من جهته، قال المتحدث باسم الخارجية: إن حضور وفد إيراني رفيع المستوى في مراسم تشييع الشهيد السيد حسن نصرالله والشهيد السيد هاشم صفي الدين، هو دليل على تأكيد موقف الجمهورية الإسلامية الإيرانية في استمرارها بدعم المقاومة المشروعة للبنان. وقال إسماعيل بقائي: إن حضور وفد إيراني رفيع المستوى في مراسم تشييع الشهيد السيد حسن نصرالله والشهيد السيد هاشم صفي الدين، اللذين يمثلان عمودي المقاومة في حزب الله، هو دليل على تأكيد موقف الجمهورية الإسلامية الإيرانية في استمرارها بدعم المقاومة المشروعة للبنان وفلسطين ضد العدوان والاحتلال.
طريق الشهيد نصر الله سيستمر
وفي السياق، قال رئيس مؤسسة أبحاث مجلس صيانة الدستور: جبهة المقاومة لن تتوقف أبداً، ومسيرة رموز المقاومة العظيمة أمثال الشهيد السيد حسن نصر الله ستستمر بالتأكيد. وأضاف عباس علي كدخدائي، في إشارة إلى مراسم تشييع السيد حسن نصر الله: لقد لعب الشهيد السيد حسن نصر الله دوراً بارزاً ومهماً في تعزيز جبهة المقاومة. وتابع: "المقاومة مدرسة، أي أنها مؤسسة دائمة ترسم الطريق الحالي والمستقبلي لمجموعة من الناس، وسيستمر طريق المقاومة دائماً في المنطقة".
علماء أهل السنة في إيران: إرادة جبهة المقاومة تتزاید
إلى ذلك، أصدر المئات من علماء أهل السنة في إيران بياناً أعلنوا فيه: إن امتزاج دماء شهداء المقاومة من العالم الإسلامي جعل جبهة المقاومة الإسلامية أكثر تماسكاً ووحدة وزاد إرادتهم على القضا علی العدو.
وجاء في بیان علماء أهل السنة: أمة الإسلام العظيمة! اليوم، مسلمو العالم على وشك دفن جثمان الشهيد السيد حسن نصر الله كمجاهد عظيم ورجل رباني ورفيق سلاحه السيد هاشم صفي الدين وهما مجاهدان مخلصان ضحيا بأنفسهما في سبيل قضية فلسطين والقدس الشريف ورجلان جلبا العزة للأمة الإسلامية العظيمة إلى جانب الشهداء کإسماعيل هنية ويحيى السنوار.
وهؤلاء الأحباب تعلموا في مدرسة رسول الله، وأصبحوا نموذجا للأمة في مجال الجهاد ومكافحة الاستكبار، وكذلك في مجال الدبلوماسية، وستبقى أسماؤهم خالدة في التاريخ إلى الأبد، وقد نالوا الحياة الأبدية ولا شك أن امتزاج دماء شهداء مقاومة العالم الإسلامي جعل جبهة المقاومة الإسلامية أكثر تماسكا ووحدة وزادت إرادتهم على القضا علی العدو وهؤلاء المجاهدون الربانیون أصبحوا أكثر حيوية عند الأمة باستشهادهم.
وجاء في هذا البيان أيضاً: وهذا ما جعل العدو الصهيوني المدجج بالسلاح وأمريكا المجرمة والكفار المحاربین والغربيين يركعون بكل قوتهم أمام المقاومة الفلسطينية، والحقيقة أن هذه الهزیمة كانت بمثابة كسر وفشل الحضارة الغربية أمام الحضارة الإسلامية، ولذلك فإننا كعلماء أهل السنة في إيران الإسلامية نؤكد على عدة نقاط من خلال تكريم مقام المجاهدين الشهداء.

حشود مليونية تودّع الأمينين العامّين لحزب الله السيدين الشهيدين

بحُزن ودموع ساخنة، شيّعت حشود مليونية جثماني الأمينين العامّين لحزب الله السيدين الشهيدين حسن نصر الله وهاشم صفي الدين، بعد إقامة الصلاة على روحيهما الطاهرتين، من المدينة الرياضية في بيروت والباحات المحيطة بها إلى مثواهم الأخير.

وخلال كلمة لسماحته، وجَّه الأمين العام لحزب الله الشيخ نعيم قاسم تحيّة للحشود المشاركة في تشييع الشهيدين السيد حسن نصر الله والسيد هاشم صفي الدين، مخاطبًا إياهم بالقول: "أخاطبكم باسم أخي وحبيبي السيد حسن نصر الله، السلام عليكم يا أوفى وأكرم وأشرف الناس، ويا مَن رفعتم رؤوسنا عاليًا".
في السياق، أقيمت في اليمن تشييعاً رمزياً للشهيدين، القائد التاريخي السيد حسن نصر الله، والسيد هاشم صفي الدين في العاصمة صنعاء. في حين أغلقت 12 محافظة عراقية فعالياتها الرسمية والإدارية بمناسبة تشييع جثمان الأمين العام السابق لحزب الله الشهيد السيد حسن نصر الله.
حضور حشود مليونية في يوم الوفاء
وسط أجواءٍ مشبعة بالحزن والعزة والافتخار، شهدت العاصمة بيروت مراسم تشييع الأمين العام لحزب الله السيد حسن نصر الله، والأمين العام لحزب الله السيد هاشم صفي الدين في المدينة الرياضية، في مشهدٍ مهيبٍ يجسد أسمى معاني العزيمة والإصرار على السير في درب الشهداء.
وهتف المشاركون في التشييع بشعارات الوفاء والعهد، وودّعت سماحة السيد بهتاف “بأمان الله يا شهيد الله”مؤكدين تمسكهم بخطى الشهيدين العزيزين، ومعبّرين عن عظيم الفقد لفراق القادة. ورغم حجم الألم، جددوا العهد بأن شهادة السيدين لن تكون إلا وقودًا يعزز المقاومة، ويقوي عزيمتها، مؤكّدين أن المسيرة ستظل تتقدم نحو المزيد من الانتصارات على طريق القدس.
وتوافد مئات الآلاف من مختلف المناطق اللبنانية ومن دول العالم ليشاركوا في هذا الموكب المهيب، حيث سار جثمانا الشهيدين، محمولًا على أكتاف الوفاء، بينما كانت كلمات السيد حسن نصر الله الحية التي ألقاها في خطبه السابقة تتردد في الأرجاء، داعية إلى التمسك بالمقاومة والمضي قدمًا في درب الجهاد، حتى النصر أو الشهادة.
هتافات المشاركین في المراسم
وفي الأجواء التي امتلأت بالهتافات المؤثرة مثل “لبيك يا نصر الله” و”أنا على العهد يا نصر الله”، توهجت السماء بنور العزة والكرامة. كما هتف المشاركون بالهتافات العاشورائية “هيهات منّا الذلة”، في تأكيدٍ أن المسيرة التي خطها السيد نصر الله والسيد صفي الدين، وقادة الشهداء بدمائهم الطاهرة، ستظل ماضية بكل ثبات نحو النصر والفتح المبين.
ومع دخول النعشين إلى ساحة التشييع، اشتعلت مشاعر المشاركين، الذين فاضت دموعهم على فقدان السيدين العزيزين، بينما أكدوا أنهم سيحفظون هذه الدماء الطاهرة، ويواصلون السير على نهج الشهداء الذين ارتقوا منذ معركة بدر حتى طوفان الأقصى، في سبيل رفع راية الحق والفداء.
ومنذ ساعات الصباح الأولى من يوم الأحد، كانت شوارع بيروت قد بدأت تشهد زحفًا هائلًا من الوفود التي توافدت من جميع أنحاء لبنان، محملةً بأحاسيس الوفاء والعرفان، لتسجل يومًا آخر من أيام التضحية والإباء.
المدينة الرياضية ومحيطها امتلأت بمئات الآلاف من محبي الأمين العام لحزب الله السيد حسن نصرالله، الذين جاءوا للمشاركة في تشييع رمزين من رموز المقاومة، الشهيدين حسن نصرالله وهاشم صفي الدين، اللذين استشهدا بغارات صهيونية غادرة خلال العدوان على لبنان.في قلب هذه اللحظات الحزينة، التي طغى عليها الألم والمشاعر الجياشة، حمل المشاركون رايات حزب الله والأعلام اللبنانية، مرفوعة بفخر، مع صور الشهيدين اللذين طبعوا تاريخ المقاومة.
التشييع الأكبر والأضخم في تاريخ لبنان
وغصّت الطرق المؤدية إلى المدينة الرياضية بالحشود الشعبية التي تدفقت من كل زاوية في لبنان، شيوخًا وشبابًا، نساءً وأطفالًا، ملبين نداء الوفاء والعهد الذي قطعوه للشهداء وللقضية. ورغم التحديات التي واجهتهم، من تهديدات الأعداء إلى الظروف الجوية القاسية، كانت إرادتهم أقوى من كل عائق. فالطريق إلى المدينة الرياضية كان بمثابة اختبار حقيقي لمستوى الولاء والوفاء، وعبرت الحشود عن العزم الراسخ في الاستمرار في طريق المقاومة، مهما كانت التضحيات.هذا التشييع، الذي يعد الأكبر والأضخم في تاريخ لبنان، سيظل محفورًا في ذاكرة الأجيال القادمة كعلامة فارقة في مسيرة العز والوفاء. كل خطوة على الطريق، وكل لحظة من المراسم، تجسد عهدًا جديدًا لا ينتهي بالاستشهاد، بل يبقى دائمًا حيًّا في القلوب والعقول.كما شهدت المراسم حضورًا متميزًا من الوفود الأجنبية، إضافة إلى شخصيات سياسية وشعبية من لبنان والعالم العربي. وقد تعالت المواقف التي أكدت أن القضية التي ناضل من أجلها الشهيدان هي قضية كل الأحرار في العالم، وأن نضالهم من أجل العدالة والكرامة سيظل مستمرًا.
ووسط هذا الحدث، شهد محيط المدينة الرياضية استنفارًا أمنيًا واسعًا، حيث انتشرت وحدات الجيش اللبناني وقوى الأمن الداخلي لضمان سلامة المشاركين، فيما اتخذ حزب الله إجراءات أمنية مشددة في المناطق المحيطة بموقع التشييع.
ونُشرت فرق صحية ومستشفيات نقّالة وفرق إنقاذ وإطفاء على الطرق المؤدية إلى التشييع، مع تخصيص مسارات خاصة للسيارات ومواقف للقادمين من خارج العاصمة، فيما طلب من الوافدين من الضاحية الجنوبية السير على الأقدام بسبب إغلاق بعض الطرق أمام المركبات.وحضرت شخصيات ووفود رسمية من لبنان والخارج، إذ أكدت اللجنة العليا لمراسم التشييع مشاركة "نحو 79 دولة من مختلف أنحاء العالم، بين مشاركات شعبية ورسمية". وأفاد المنظمون عن حضور شخصيات رفيعة المستوى من إيران والعراق ودول أخرى.
وتمّ تعليق الرحلات الجوية في مطار بيروت الدولي من الساعةالـ12 ظهر الأحد 23 شباط/فبراير 2025 حتى الساعة الـ4 من بعد ظهر اليوم نفسه.
كلمة الأمين العام لحزب الله
في غضون ذلك، وجَّه الأمين العام لحزب الله سماحة الشيخ نعيم قاسم تحيّة للحشود المشاركة في تشييع الشهيدين سيّد شهداء الأمة السيد حسن نصر الله والسيد هاشم صفي الدين، قائلاً: "نودّع اليوم قائدًا تاريخيًا استثنائيًا وطنيًا وعربيًا إسلاميًا يمثل قبلة الأحرار في العالم"، لافتًا إلى أنَّ "السيد حبيب المقاومين وجهته فلسطين والقدس وهو الذي ساهم في إحياء هذه القضية".
وتحدّث الشيخ قاسم عن سيرة السيد نصر الله، فأشار إلى أنّ "السيد العزيز قاد المقاومة الى الأمة وقاد الأمة إلى المقاومة"، مؤكدًا أنَّه ذاب في الإسلام والولاية، واستشهد في الموقع المتقدّم، مشددًا على أنَّ "السيد باقٍ في خط سيره وجهاده وأنت حيّ فينا، وسنحفظ الأمانة وسنسير على هذا الخطّ". وأضاف سماحته، مخاطباً السيد نصر الله: "أنت القائل هذا الطريق سنُكمله جميعًا حتى لو قُتلنا جميعًا وإنّا على العهد يا نصر الله".كما أعرب سماحته عن افتقاده للشيخ صفي الدين، وتوجّه بالتعزية والتبريك لعوائل السيدين الجليلين ومن استشهد برفقتهما وشهداء المقاومة وللمنتمين والمُحبّين.
لن نترك أسرانا عند العدو
كما وجّه سماحته التحية للأسرى، وقال لهم: "لن نترككم عند العدو وسنقود كلّ الضغوطات اللازمة للإفراج عنكم". ولفت إلى أنّ الحشد اليوم هو تعبير عن الوفاء الذي قلّ نظيره في تاريخ لبنان.
وحول إسناد غزة، قال سماحته: "معركة إسناد غزة هي جزء من إيماننا بتحرير فلسطين، وواجهنا الكيان الصهيوني والطاغوت الأكبر أميركا التي حشدت كل إمكاناتها لمواجهة محور المقاومة الذي التفّ حول غزة وفلسطين".وأشار إلى أنّ حجم الإجرام غير مسبوق لإنهاء المقاومة في غزة ولبنان؛ ولكن في المقابل حجم الصمود والاستمرارية كان غير مسبوق، مؤكدًا أنّ العدو الصهيوني لم يستطع التقدّم بسبب المقاومة وصمودها وعطاءاتها.واعتبر الشيخ قاسم أنّ الموافقة على وقف إطلاق النار في لحظة مناسبة كانت نقطة قوة، وتابع: "أصبحنا الآن في مرحلة جديدة تختلف أدواتها وكيفية التعامل معها"، لافتًا إلى أنَّ "أبرز خطوة اتخذناها أن تتحمّل الدولة اللبنانية مسؤولياتها".
العدو لا يستطيع استمرار احتلاله وعدوانه
وشدَّد الأمين العام لحزب الله على أنّ الكيان الصهيوني لا يستطيع أن يستمرّ في احتلاله وعدوانه، مؤكدًا أنّ المقاومة موجودة وقوية عددًا وعدّة. وأضاف: "المقاومة إيمان أرسخ من الجحافل وعشق يتغلغل في المحافل ونصر يخلد كل مقاتل والمقاومة باقية ومستمرة، المقاومة لم تنتهِ بل مستمرة في جهوزيتها وهي إيمان وحقّ ولا يمكن لأحد أن يسلبنا هذا الحقّ، المقاومة تُكتب بالدماء ولا تحتاج الى الحبر على الورق".
وأردف سماحته: "سنُمارس عملنا في المقاومة نصبر أو نُطلق متى نرى مناسبًا، ولن تأخذوا بالسياسة ما لم تأخذوه بالحرب، ولن نقبل باستمرار قتلنا"، مشيرًا إلى أنَّ المسؤولين في لبنان يعرفون توازن القوى.وسأل الشيخ قاسم مدّعي السيادة: "كيف تكون السيادة مع هذا الاحتلال المستمرّ؟"، وقال للأميركيين: "اعرفوا أنه إذا كنتم تحاولون الضغط على لبنان فلم تتمكنوا من تحقيق أهدافكم وأنصحكم بأن تكفّوا عن هذه المؤامرات".وأكَّد أنَّ "حزب الله وحركة أمل كانا في متن تركيبة البلد، ولا يمكن لأحد أن يطلب منا أن ننكشف وأن نقدم ما لدينا من قوة".
لو اجتمع طواغيت العالم لقتلنا فسوف نواجههم
كذلك، قال سماحته: "نحن أبناء الإمام الخامنئي والإمام الخميني والإمام موسى الصدر والسيد عباس الموسوي والسيد حسن نصر الله والسيد هاشم صفي الدين، لو اجتمع طواغيت العالم لقتلنا فسوف نواجههم حتى النصر أو الشهادة".وتوجّه للسيد نصر الله بالقول: "يا سيّدنا! القيادات موجودة والمقاومين موجودون والشعب موجود"، مؤكدًا أنَّ "المقاومة أساس وهي خيارنا السياسي مادام الاحتلال موجودًا". ولفت إلى أنّ حزب الله سيتابع تحرّك الدولة لطرد الاحتلال دبلوماسيًا، وأضاف: "المقاومة أساس وهي خيارنا الإيماني والسياسي ما زال الاحتلال موجودًا ونمارس حقنا في المقاومة بحسب تقديرنا للمصلحة والظروف ونناقش لاحقًا استفادة لبنان من قوته عندما نناقش الاستراتيجية الدفاعية".
وأشار إلى أنّ حزب الله سيواجه مشروع الرئيس الأميركي دونالد ترامب التهجيري، وأوضح أنّ الحزب سيشارك في بناء الدولة القوية ونهضتها، مع حرصه على مشاركة الجميع في بناء الدولة والوحدة الوطنية والسلم الأهلي. وأعاد الشيخ قاسم التأكيد على تحالف حزب الله مع حركة أمل، وتابع: "لا تفكّروا أن تلعبوا بيننا ونحن واحد في الخيارات وسنبقى معًا إن شاء الله". وشدَّد الأمين العام لحزب الله على أنّ الحزب متمسك بإخراج المحتل واستعادة الأسرى وإعادة الإعمار وإقرار خطة الانقاذ والنهضة السياسية والادارية والاجتماعية بأسرع وقت.
تعطيل رسمي في 12 محافظة عراقية
من جانب آخر، أعلنت مصادر إخبارية بأن الفعاليات الرسمية والإدارية في 12 محافظة عراقية تعطلت بمناسبة تشييع جثمان الأمين العام السابق لحزب الله الشهيد السيد حسن نصر الله.وأعلنت وسائل إعلام عراقية أن محافظي محافظات بغداد وذي قار والديوانية وميسان والمثنى وبابل وديالى وواسط وصلاح الدين وكربلاء المقدسة والنجف الأشرف والبصرة كانوا قد أعلنوا الأحد عطلة رسمية في المحافظات.
وشكلت مراسم إحياء ذكرى قادة المقاومة برنامجاً آخر للأمة العراقية، الأحد، لإحياء ذكرى شهداء المقاومة.
اليمن.. تشييع رمزي للشهيدين السيدين نصرالله وصفي الدين
في السياق، انطلقت فعّالية التأبين والتشييع الرمزي للشهيدين القائد التاريخي السيد حسن نصر الله والسيد هاشم صفي الدين في جامع الشعب في العاصمة اليمنية صنعاء، وسط حضور رسمي وعلمائي وسياسي.وفي كلمةٍ خلال التأبين الرمزي، شدّد عضو المجلس السياسي الأعلى في اليمن، عبدالعزيز بن حبتور، على أن خسارة الشهيدين فادحة، مُجدِّداً العزاء لكلّ الأمة الإسلامية لفقدهما. ولفت بن حبتور إلى أنّ "محور المقاومة هو الوحيد الذي سيقف في وجه محور الشر ومحور الصهاينة".بدوره، أعرب رئيس الحكومة في صنعاء، أحمد الرهوي، عن كلّ الإعزاز والإجلال للسيد الشهيد نصر الله، مؤكداً أنّه وقف إلى جانب الشعب اليمني خلال العدوان عليه، ومشيراً إلى أنّ "السيد نصر الله الرجل الصادق والأمين أمضى كل حياته في سبيل نصرة المستضعفين".

ارسل هذا الخبر الی الاصدقاء