ليلة القدر خير من ألف شهر

ليلة القدر خير من ألف شهر

إن من الخصائص البارزة لشهر رمضان المبارك، هو ذكر ليلة القدر فيه؛ الليلة التي تعد فضيلتها وعظمتها خير من ألف شهر، الليلة التي نزل فيها القرآن الكريم على النبي الأكرم (ص).

إن من الخصائص البارزة لشهر رمضان المبارك، هو ذكر ليلة القدر فيه؛ الليلة التي تعد فضيلتها وعظمتها خير من ألف شهر، الليلة التي نزل فيها القرآن الكريم على النبي الأكرم (ص)، الليلة التي تملأ بركتها وسلامها جميع الخلائق حتى مطلع الفجر. وقد ذكر في عدد من الآيات في القرآن الكريم بعض الخصائص والخصال المهمة لهذه الليلة منها:
1- نزول القرآن الكريم في ليلة القدر:
بالنظر إلى الآيتين: "شَهْرُ رَمَضانَ الَّذي أُنْزِلَ فيهِ الْقُرْآن" (سورة البقرة/185) و" إِنَّا أَنْزَلْناهُ في لَيْلَةِ الْقَدْر" يتبين أن النزول المتواتر للقرآن الكريم كان خلال شهر رمضان الكريم وفي ليلة القدر.
2- ليلة القدر خير من ألف شهر:
بيّن القرآن الكريم أن أهمية وقيمة هذه الليلة خير من ألف شهر في قوله تعالى: " لَيْلَةُ الْقَدْرِ خَيْرٌ مِنْ أَلْفِ شَهْرٍ"(سورة القدر/3)
3- ليلة التقدير:
بحسب بعض الآيات الواردة في القرآن الكريم جاءت كلمة "القدر" بمعنى التقدير والقياس وتنظيم شؤون الخلائق. فنقرأ في آية من القرآن الكريم قولى تعالى: " إِنَّا أَنْزَلْناهُ في‏ لَيْلَةٍ مُبارَكَةٍ إِنَّا كُنَّا مُنْذِرينَ فيها  يُفْرَقُ كُلُّ أَمْرٍ حَكيمٍ" (سورة الدخان/3و4).
4- نزول الملائكة والروح في هذه الليلة:
إن من الخصائص المهمة لليلة القدر نزول ملائكة السموات فيها بإذن ربهم، لإدارة وتنظيم جميع شؤون الخلائق. يقول تعالى في القرآن الكريم: " تَنَزَّلُ الْمَلائِكةُ وَالرُّوحُ فيها بِإِذْنِ رَبِّهِمْ مِنْ كلِّ أَمْرٍ"(سورة القدر/4) وبحسب العديد من الروايات الصحيحة والمعتبرة فإن في هذه الليلة تتنزل الملائكة على قلب الإمام وحجة الله في الأرض وتُطلِعه على ما أمر به الله عز وجل.
5- ليلة السلام والخير:
يقول القرآن الكريم في وصفٍ آخر لهذه الليلة المباركة: " سَلامٌ هِيَ حَتَّى مَطْلَعِ الْفَجْر" (سورة القدر/5) إن هذه الليلة ملئية بالخير والسلام وهذا الخير والسلام بمعنى الخلو التام من جميع البلايا والأضرار والعاهات الظاهرية والباطنية. لهذا فإن الآية تشير إلى أن الله شاء أن تعمّ رحمته جميع العباد الذين يتظرون إلى وجهه الكريم وشاء أيضاً أن تغلق جميع أبواب عذابه فيها.
6- الليلة المباركة:
جاء في وصف ليلة القدر في سورة الدخان أنها ليلة مباركة في قوله تعالى: " إِنَّا أَنْزَلْناهُ في‏ لَيْلَةٍ مُبارَكةٍ" (سورة الدخان/3).
إن كلمة البركة بمعنى الخير الكثير وجاءت مباركة ليلة القدر لما لها من خير كثير ووافر. وهذا الخير الكثير يتمثل في الدرجة الأولى بالقرآن الكريم الذي نزل في هذه الليلة وعمّت رحمته الواسعة الخلائق أجمعين. ويأتي بعد ذلك فضل العبادات والطاعات في هذه الليلة حيث أنه ومع أنها قصيرة ولا تتجاوز عدة ساعات إلا أن فضلها خير من ألف شهر. وفضل الله تبارك وتعالى ونعمه وألطافه التي يسبغها على جميع عباده.
أعمال ليلة القدر:
بعد الدراسة الشاملة لآيات القرآن الكريم والروايات الصحيحة تبيّن أن قدر ومصير البشر أجمعين سيُخطُّ في هذه الليلة العظيمة – التي جاء في وصفها أن العمل فيها خير من ألف شهر-. ومن ناحية أخرى واستناداً إلى الفكر الإسلامي فإن الوصول إلى السعادة والشقاوة هو النتيجة الحقيقية لأعمال وسلوك الإنسان والأهم من ذلك كله نيّته هو. وانطلاقاً من قول الإمام الباقر (ع): "لو أن الله سبحانه وتعالى لا يضاعف أعمال المؤمنين لما استطاعوا الوصول إلى حد الكمال، ولكن بلطفه يقوم بمضاعفة أعمالهم الحسنة ليُعوِّض بذلك عيوبهم وتقصيرهم". لذلك فقد تم التأكيد على أن يقوم المؤمنون بانتخاب الأعمال الحسنة في مثل هذه الليلة ليفتحوا في الحقيقة الطريق أمام الفضل الإلهي اللامحدود والمضاعف. ويَخُطُّوا مصير سعادتهم بإرادتهم الكاملة. لهذا فقد أُصي كثيراً بإحياء هذه الليلة وقراءة الأدعية وتلاوة القرآن الكريم وإقامة الصلاة و ... ونشير هنا إلى بعض الأعمال التي أُصي بها في ليالي القدر الثلاث العظيمة ؛ الليلة التاسعة عشر والواحدة والعشرون والثالثة والعشرون: 1- الغسل. 2- إحياء الليل وقيامه. 3- تلاوة القرآن الكريم. 4- إقامة الصلاة وقراءة الأدعية. 5- الاستغفار والتوبة.

ارسل هذا الخبر الی الاصدقاء