أكد قائد الثورة الإسلامية آية الله العظمى الإمام السيد علي الخامنئي، أن الله تعالى قد ضمن النصر للشعب الإيراني في ظل النظام الإسلامي وتحت راية القرآن والإسلام.
وقال قائد الثورة الإسلامية آية الله العظمى الإمام السيد علي الخامنئي،خلال استقبال رئيس ومسؤولي السلطة القضائية في حسينية الإمام الخميني (رض): ليعلم الجميع أن الله تعالى قد ضمن النصر للشعب الإيراني في ظل النظام الإسلامي وتحت راية القرآن والإسلام، وأن الشعب الإيراني سينتصر حتمًا.»
وتحدث قائد الثورة الإسلامية خلال استقباله لرئيس ومسؤولي السلطة القضائية ورؤساء المحاكم العامة في جميع أنحاء البلاد، حيث تناول تحليلًا للعمل العظيم الذي قام به الشعب الإيراني في الحرب المفروضة الأخيرة، وفشل حسابات ومخططات المعتدين، مشيرا إلى وحدة الشعب الإيراني الكبيرة رغم اختلاف التوجهات السياسية وتفاوت المستويات الدينية، مؤكدًا أن واجب الجميع هو الحفاظ على هذه الوحدة الوطنية.
وقال سماحة آية الله العظمى الإمام السيد علي الخامنئي: العمل العظيم الذي أنجزه الشعب خلال الحرب التي استمرت 12 يومًا، هو من نوع العزم والإرادة والثقة الوطنية، لأن مجرد وجود روح المقاومة والاستعداد لمواجهة قوة كأمريكا وكلبها الكيان الصهيوني، أمر بالغ الأهمية.
وأشار سماحته إلى مذكرات عناصر نظام الشاه المقبور، الذين لم تكن لديهم حتى الجرأة على الاعتراض على أمريكا لا في العلن ولا حتى في الجلسات الخاصة، وقال: لقد وصلت إيران من تلك المرحلة إلى نقطة لا تهاب فيها أمريكا، بل ترهبها، وهذه الروح والإرادة الوطنية هي ما يجعل إيران شامخة ويقودها نحو تحقيق أهدافها الكبرى.
وأكد قائد الثورة أن على الأصدقاء والأعداء أن يعلموا أن الشعب الإيراني لا يدخل أي ساحة بصفته الطرف الضعيف، مضيفًا: نحن نمتلك كل الأدوات اللازمة، من منطق إلى القوة العسكرية، ولذلك متى ما دخلنا أي ساحة، سواء كانت دبلوماسية أو عسكرية، فإننا سندخلها بإذن الله ونحن بأيدٍ ممتلئة.
وشدد سماحته قائلًا: رغم أننا نعتبر الكيان الصهيوني سرطانًا، وأمريكا مجرمة بسبب دعمه له، إلا أننا لم نبادر إلى الحرب، وإن كانت ردودنا دائمًا حاسمة وقوية كلما هاجمنا العدو.
ورأى سماحته أن لجوء الكيان الصهيوني إلى أمريكا دليل واضح على قوة رد إيران، مضيفًا: لو لم يكن الكيان قد انكسر وركع عاجزًا عن الدفاع عن نفسه، لما لجأ إلى أمريكا، لكنه أدرك أنه لا يستطيع مجاراة الجمهورية الإسلامية.
واعتبر قائد الثورة أن الضربة الإيرانية المقابلة للعدوان الأمريكي كانت ضربة بالغة الحساسية، وقال: الهدف الذي ضربته إيران كان مركزًا أمريكيًا شديد الحساسية في المنطقة، وعندما تُكسر الرقابة الإعلامية سيُظهر حجم الضربة الإيرانية. وقد يكون بالإمكان توجيه ضربة أكبر من هذه أيضًا ضد أمريكا أو غيرها.
وأشاد سماحته بالحالة الوطنية التي ظهرت في الحرب الأخيرة، واعتبرها عاملاً مهمًا في إفشال مخططات العدو، موضحًا: حسب حسابات المعتدين، كان الهجوم على بعض الشخصيات والمراكز الحساسة في إيران سيُضعف النظام، ثم سيستغلون ذلك بإشعال خلاياهم النائمة من المنافقين والملكيين والبلطجية، لتحريك الناس نحو الشوارع وإنهاء النظام.
وأضاف: لكن الذي حدث على أرض الواقع كان عكس مخططات العدو تمامًا، وأثبت أن الكثير من الحسابات لدى بعض الشخصيات في المجال السياسي وغيره لم تكن صحيحة.
وقال قائد الثورة: لقد أدرك الناس الوجه الحقيقي للعدو وأهدافه الخفية، فأفشل الله مخططاته، وجعل الناس ينزلون إلى الساحة لدعم الدولة والنظام، فوقف الشعب خلافًا لتصور العدو دعمًا للنظام بكل ما يملك، حتى بالأرواح والأموال.
واعتبر سماحته أن وقوف أشخاص ذوي توجهات دينية وسياسية متباينة بل وحتى متضادة جنبًا إلى جنب، قد خلق اتحادًا وطنيًا عظيمًا، وأكد على ضرورة الحفاظ على هذه الوحدة، مضيفًا: الجميع، من الصحفيين والقضاة والمسؤولين الحكوميين إلى رجال الدين وخطباء الجمعة، مسؤولون عن حماية الوحدة الوطنية.
ورأى أن الاختلاف في الرأي السياسي أو التفاوت في الثقل الديني لا يتعارض مع الوقوف المشترك دفاعًا عن حقيقة واحدة وهي إيران العزيزة والنظام الإسلامي، وقال في بيان مستلزمات حفظ الوحدة الوطنية: "يجب توضيح الأمور وتفنيد المغالطات، لكن إثارة الاعتراضات غير الضرورية، والخوض في مسائل جزئية، وإثارة الضجيج حول قضايا صغيرة، كلها ضارة. حتى تفنيد المغالطات يجب أن يتم بأفضل أسلوب ممكن حتى لا يُحدث مشاكل للبلاد".
وأكد سماحته أن الإخلاص للنظام، وتأييد السياسات العامة، أمر ضروري ومفيد، مضيفًا: لكن لا ينبغي تضخيم الاختلافات أو تقسيم الناس إلى تيارات متصارعة، لأن ذلك مضر.
كما أشار إلى أن الحماسة العامة لدى الناس، خاصة الشباب، أمر جيد وضروري، لكنه حذر من نفاد الصبر والغضب والانفعال إزاء عدم تنفيذ بعض الأعمال، معتبرًا أن ذلك مضرّ.
وفي آخر توصياته، شدد قائد الثورة على ضرورة استمرار عمل الأجهزة العسكرية والدبلوماسية بكل قوة، وبوجهة صحيحة، مؤكدًا: يجب الانتباه جيدًا للوجهة، خاصة في المجال الدبلوماسي، حيث تعتبر الوجهة مسألة غاية في الأهمية ويجب العمل بدقة وانتباه.
وقال سماحته مشيرًا إلى إمكانية اعتراض أحدهم على مسؤول ما في قضية عسكرية أو دبلوماسية: نحن لا نمنع أحدًا من الاعتراض، ولكن يجب أن يتم الاعتراض والنقد بأسلوب مقبول، وبعد التحري والمعرفة، لأن بعض التصريحات أو الاعتراضات التي نراها في الإعلام أحيانًا نابعة من الجهل.
وشدد سماحته على ضرورة أن يواصل المسؤولون عملهم بكل قوة ومعنويات عالية، مضيفًا: "يجب أن يعلم الجميع أن الله عز وجل، حسب الآية: ﴿وَلَيَنصُرَنَّ اللَّهُ مَن يَنصُرُهُ﴾، قد ضمن نصره للشعب الإيراني في ظل النظام الإسلامي وتحت راية القرآن والإسلام، وهذا الشعب سينتصر حتمًا".
وفي هذا اللقاء، أعرب قائد الثورة عن شكره لرئيس وكوادر السلطة القضائية النشطة، واعتبر ما تم إنجازه في هذه السلطة جيدًا ومُرضيًا، مؤكدًا: يجب دائمًا، إلى جانب الأعمال المنجزة، الانتباه أيضًا إلى الأعمال اللازمة التي لم تُنجز، ومتابعة تنفيذها.
كما أكد سماحته على ضرورة الملاحقة القانونية لجرائم الكيان الصهيوني في الحرب الأخيرة، وقال: في القضايا السابقة كان يجب المتابعة القانونية، لكن حصلت بعض التقصيرات، ويجب على السلطة القضائية متابعة الجرائم الأخيرة بشكل جدي ودقيق، داخليًا ودوليًا، وبتأنٍ ويقظة شاملة.
وشدد قائد الثورة على أن ثمرة كل هذه التوصيات للسلطة القضائية يجب أن تنعكس في ثقة الناس بها، وقال: لطالما قلنا في لقاءاتنا مع المسؤولين القضائيين: يجب أن يشعر أي إنسان في أي زاوية من هذا البلد أنه إذا تعرّض لظلم أو تجاوز، فإن مشكلته تُحلّ بمراجعته للمحكمة.
واعتبر سماحته أن تحقيق هذا الهدف يستلزم محاربة الفساد داخل السلطة القضائية وخارجها، مضيفًا: محاربة الفساد تزرع الأمل والثقة في قلوب الناس.
وفي بداية اللقاء، ألقى حجة الإسلام والمسلمين محسني إيجئي، رئيس السلطة القضائية، كلمة اعتبر فيها فشل العدو في تحقيق أهدافه نتاجًا ليقظة الشعب وقيادة قائد الثورة، قائلاً: لقد أُضيفت صفحة ذهبية أخرى إلى سجل مفاخر البلاد، وشهد العالم كله على عدم موثوقية الأطراف المقابلة لنا.
كما أكد على أن السلطة القضائية، بالتعاون مع وزارة الخارجية وأمانة المجلس الأعلى للأمن القومي، تتابع إجراءات قانونية فعالة ضد المجرمين والكيان الصهيوني في المحكمة الجنائية الدولية.