أسلوب حياة الإمام الخميني (قده) مليء بالدقائق اللطيفة التي يمكن أن تكون جذابة لكل من يطّلع عليها؛ من المشاركة في رعاية الأطفال ليلاً إلى مصارعة الشباب في أيام شبابه.
بحسب تقرير وكالة "إيسنا"، يمكن اعتبار أسلوب حياة الإمام الخميني (قده) بحق اجتماعاً للمتناقضات. فقد كان في حياته الشخصية رحيماً ومحباً، لكنه في نفس الوقت قاد ثورة كبرى وكان رمزاً لمناهضة الاستكبار والظلم. كان من جهة عارفاً يتأثر حتى من مرض عيني الحبيب، ومن جهة أخرى كان سياسياً عادلاً وقائداً لسفينة إنقاذ وطنه. كل لحظة من حياة هذا الرجل العظيم تحمل دروساً وعبرًا يمكن أن تكون نافعة للجميع.
ومن أجمل الأوصاف التي قيلت عن الإمام الخميني هو ما ذكرته زوجة نجله المرحوم السيد أحمد الخميني، السيدة فاطمة طباطبائي، حيث قالت: الإمام في نظري كان قوياً، ثابتاً، شديد الالتزام بالشرع، نظيفاً ومنظماً، قليل الكلام وربما خجولاً بعض الشيء، وله عادات وبرامج يومية يلتزم بها بدقة.
ولكي نتعرف أكثر على أسلوب حياته، نذكر بعض النماذج من سلوكياته وفقاً للذكريات المنقولة:
المشي ثلاث مرات يومياً لمدة نصف ساعة
بعد أحداث 15 خرداد (يونيو)، تم نقل الإمام إلى طهران واحتُجز لمدة 19 يوماً في سجن "قصر"، ثم نُقل إلى زنزانة انفرادية لمدة 24 ساعة. يقول الإمام بنفسه:
"كان طول الغرفة أربعة أمتار ونصف، وكنت أمشي فيها ثلاث مرات يومياً، كل مرة نصف ساعة، كما هي عادتي دائماً!"
كم هو عجيب أن الإمام لم يترك برنامجه الرياضي حتى في تلك الزنزانة الصغيرة!
حتى في الأيام الممطرة
كان الإمام يمشي ثلاث مرات يومياً، كل مرة لمدة 25 دقيقة، في السابعة صباحاً، العاشرة والنصف صباحاً، وبعد العصر. حتى في الأيام الممطرة كان يحمل مظلته ويمشي، وعندما كانت الأرض مغطاة بالثلوج، كان يستخدم أكياس الخيش حتى لا ينزلق.
المصارعة في شبابه
في مدينة خمين، هناك تلة جميلة تُسمى "بوجه". في أيام العيد، كان الشباب يترددون عليها للترفيه. في إحدى المرات، جاء ضابط إلى هناك وقال للإمام: "أيها الشيخ! لماذا أتيت هنا؟" فرد الإمام: "جئت للترفيه أيضاً." فقال الضابط ساخراً: "أنت رجل دين، لماذا تحتاج للترفيه؟" ثم أمسك الإمام بقوة. فرد الإمام: "حسناً، إن كنت تريد المصارعة، انتظر حتى أستعد."
فدخل الإمام الشاب في مصارعة معه وطرحه أرضاً. فقال الضابط بدهشة: "والله لم أكن أظن أن الشيوخ هكذا!"