بحسب قول الإمام الخميني، ما هو الفنّ المقبول عند القرآن؟

بحسب قول الإمام الخميني، ما هو الفنّ المقبول عند القرآن؟

تقرير مراسل جماران – في الثلاثين من شهر شهریور سنة 67هـ ش، أصدر الإمام الخميني (قده) رسالة موجّهة إلى الفنانين وأسر الشهداء، أشاد فيها بالفن والفنان الملتزم. وقد أكّد (قده) في بعض فقرات هذه الرسالة أنّ الفنّ الوحيد المقبول عند القرآن هو ذلك الفنّ الذي يصقل الإسلام المحمديّ الأصيل (صلى الله عليه وآله وسلم)، إسلام أئمّة الهدى (عليهم السلام)، إسلام الفقراء المتألّمين، إسلام المستضعفين، إسلام المظلومين الذين جُلدوا بسياط تاريخٍ مريرٍ ومخزٍ من الحرمان.

نصّ الرسالة:

بسم الله الرحمن الرحيم

إنّ دماء مئات الفنانين الأحرار في جبهات العشق والشهادة والشرف والعزّة هي الرأسمال الخالد لذلك الفنّ الذي ينبغي أن يعطّر – بما يتناسب مع عظمة وجمال الثورة الإسلاميّة – أرواح طالبي جمال الحقّ دائماً وأبداً.

وإنّ الفنّ الوحيد المقبول عند القرآن هو الذي يصقل الإسلام المحمديّ الأصيل ـ صلى الله عليه وآله وسلم ـ إسلام أئمّة الهدى ـ عليهم السلام ـ إسلام الفقراء المتألّمين، إسلام المستضعفين، إسلام أولئك الذين نُكّل بهم في تاريخٍ مريرٍ ومخزٍ من الحرمان.

إنّه الفنّ الجميل الطاهر الذي يحطّم الرأسماليّة الحديثة والشيوعيّة الدمويّة، ويمحو إسلام الرفاه والبذخ، إسلام الالتقاط، إسلام المساومة والدناءة، إسلام المترفين الذين لا يشعرون بآلام الناس، وبكلمة واحدة: «الإسلام الأميركي».

الفنّ في مدرسة العشق يكشف النقاط العمياء والمبهمة في القضايا الاجتماعيّة والاقتصاديّة والسياسيّة والعسكريّة. والفنّ في العرفان الإسلامي هو رسمٌ واضحٌ للعدالة والشرف والإنصاف، وتجسيدٌ لمعاناة الجياع الذين غضب عليهم سلطان القوّة والمال.

الفنّ في موقعه الحقيقيّ هو تصويرٌ للطفيليّين الذين يتلذّذون بمصّ دم الثقافة الإسلاميّة الأصيل، ثقافة العدالة والصفاء. ولا بدّ أن يُمارَس الفنّ الذي يعلّم طريق مقارعة المستكبرين شرقاً وغرباً، وعلى رأسهم أميركا والاتحاد السوفييتي.

إنّ فنّانينا لا يستطيعون وضع أمانتهم ومسؤوليّتهم جانباً دون قلق، إلّا حين يطمئنّون أنّ شعبهم، ومن دون الاعتماد على الغير، قد بلغ الحياة الأبديّة في إطار مدرسته وحدها.

وهكذا كان فنّانونا في جبهات الدفاع المقدّس، فانطلقوا إلى الملأ الأعلى، وجاهدوا لله ومن أجل عزّة وسعادة شعبهم؛ وفي سبيل انتصار الإسلام العزيز فضحوا كلّ أدعياء الفنّ المترف الخالي من الألم.

رحمهم الله وأسكنهم في جوار رحمته.

30/6/67

روح الله الموسوي الخميني

------------

القسم العربي، الشؤون الدولية.

ارسل هذا الخبر الی الاصدقاء