أنا شخصياً لن أتدخل

أنا شخصياً لن أتدخل


كان الإمام مقتنعاً تماماً بأنه لن يسمح لنفسه بأن يترجى أحداً لا يؤمن به أساساً ويعتبره من الظلمة والفسقة.. كان هذا مبدئه في الحياة.. وفي إحدى المرات تم اعتقال مجموعة من عناصر (مجاهدي خلق) في العراق. وفي هذا الصدد جاء شخص يدعى (تراب حق شناس) إلى النجف يحمل معه رسالة من آية الله السيد الطالقاني إلى الإمام كانت قد كتبت بالحبر غير المرئي. عندما التقى الإمام أظهر ما مكتوب في الرسالة.. وأن آية الله الطالقاني، وكي يطمئن الإمام بأن الرجل _ حق شناس _ مرسل من قبله، اوصاه بأن يذكر له خاطرة كانت له مع سماحته والسيد الزنجاني. كما أن الإمام قد سلّمني رسالة المرحوم آية الله طالقاني للتأكد من صاحبها.. طبعاً هذه الرسالة شكلت هي الأخرى خاطرة بيني وبين آية الله طالقاني عندما التقيته من وراء القضبان. وأن آية الله الطالقاني كان قد طلب في رسالته من الإمام التدخل ومطالبة المسؤولين العراقيين باطلاق سراح أعضاء منظمة (مجاهدي خلق).. بعد اللقاء قال الإمام: »المسألة بحاجة إلى تفكير«.. وفي اليوم التالي عندما التقيته قال سماحته: (أنا شخصياً لا أتدخل. لأني إذا طلبت أمراً من البعثيين سأكون مديون إليهم في المستقبل، وسيطلبون مني أشياء».. وفيما حاولت التوضيح بأن مثل هذا التدخل ربما يكون مؤثراً، قال سماحته: « إذا ما كان السيد طالقاني والسيد زنجاني حاضرين هنا وطلبا كلاهما مني التدخل، لن أتدخل، لأنني أرفض تماماً أن أطلب أمراً من شخص لا أؤمن به واعتبره من الظلمة والفسقة. ولكن إذا كان بوسعكم أن تفعلوا شيئاً، فلا بأس بذلك.»

* حجة الاسلام دعايي، المصدر السابق، ص275

ارسل هذا الخبر الی الاصدقاء