تطور المرأة حسب رؤية الإمام الخميني (قده)

تطور المرأة حسب رؤية الإمام الخميني (قده)

الدكتورة فاطمة طباطبائي: ينبغي أن تظهر وتتجلى أفكار الإمام الخميني (قده) في نسيج المجتمع

كمساري: استراتيجيتنا الأساسية هي توضيح الأبعاد الفكرية والنظرية للإمام حول نساء المحافظة

أنصاري: الفلسفة الغربية لا تولي أي أهمية للمرأة

 

🔰قالت الدكتورة فاطمة طباطبائي في كلمتها خلال هذا الاجتماع، مؤكدةً أن فكر الإمام الخميني (قده) يجب أن يظهر ويتجلى في المجتمع: قبل الثورة كانت للفقهاء آراء مختلفة حتى في مسألة قيادة النساء للسيارة، لكن الإمام فتح الطريق أمامهن لذلك. كما أن الإمام تحدث عن سائر مواقع النساء الاجتماعية، وينبغي أن تُطرح هذه القضايا للنقاش والتأمل الجاد. وكان الإمام يولي النساء أهمية ومكانة رفيعة إلى درجة أنه لم يكن يعتبر تخصيص يوم واحد لهن كافياً.

 

🔰وشددت رئيسة الجمعية العلمية للعِرفان الإسلامي في إيران قائلةً: للأسف، وبعد مرور سنوات عديدة، ما زال النقاش قائماً حول بعض أفكار الإمام، هل هي من فقهه أم من مواقفه السياسية؟ على أي حال، هناك فجوة عميقة بين أفكار الإمام بشأن المرأة وما تجلى منها في واقع المجتمع. وربما يستغرق الأمر سنوات حتى تدخل هذه الأفكار مجالات الحياة الاجتماعية والسياسية.

حجة الإسلام والمسلمين الدكتور علي كمساري أشار في هذا الاجتماع إلى أن هذه الندوات التمهيدية بدأت تقترب من أهدافها الرئيسة، وقال: إن استراتيجيتنا الأساسية في مؤسسة تنظيم ونشر تراث الإمام الخميني (قده) هي شرح الأبعاد الفكرية والنظرية للإمام حول قضايا المرأة. ونأمل أن يتوسع بيان وشرح أفكار الإمام في كلية الإمام الخميني (قده) و الثورة الإسلامية للابحاث  أكثر فأكثر.

 

🔰وأضاف رئيس مؤسسة تنظيم ونشر تراث الإمام الخميني (قده): نأمل أن نتمكن من تطبيق الفكر الأقرب إلى رؤى الإمام الخميني (قده) في مؤسسة تنظيم ونشر تراثه الشريف.

 

الدكتور منصور أنصاري، في الجلسة التمهيدية الثانية للمؤتمر الدولي «التطور في دور ومكانة المرأة في ضوء أفكار الإمام الخميني (قده)»، أكّد أن الفلسفة الغربية لا تولي أي أهمية للمرأة، وقال: إن التيارات الفكرية تأتي دائماً ونحن نكتفي بردّ الفعل، وهذا التفاعل الشرطي وضعنا في حالة فكرية تجعلنا باستمرار في موقع الدفاع والجواب. لكن الفلسفة الغربية شديدة العداء للمرأة، وحتى أبرز فلاسفتها مثل أرسطو وأفلاطون لم يعترفا بمكانة مستقلة للنساء. ولا تزال هذه الفلسفة قائمة في الغرب حتى اليوم، ولم تتمكن من إيجاد حلٍّ لتناقضاتها الأساسية.

 

🔰وأضاف معاون الأبحاث في كلية الإمام الخميني (قده) و الثورة الإسلامية للابحاث : عندما ننظر إلى الملا صدرا، والحكيم السبزواري، وابن سينا، والفارابي، نجد أنهم يتبنون تقريباً الرؤية الأرسطية ذاتها. ويُعدّ ابن عربي من النوادر الذين أشاروا إلى أن الإنسان لا يُعرَّف بجنسه، وأرى أنه يمكننا تتبّع هذا الفكر من ابن عربي وصولاً إلى الإمام الخميني. ولو لم يحدث هذا التحوّل في الفقه التقليدي، لما شهدنا الحضور الاجتماعي للنساء في مرحلة ما بعد الثورة. حتى حركة «المرأة، الحياة» هي إحدى نتائج دخول النساء إلى الساحة الاجتماعية وثمرة مشاركتهن في المجتمع.

الدكتور سيد صادق حقيقة، خلال هذا الاجتماع، تحدث حول «إعادة قراءة الدور الاجتماعي والسياسي للمرأة من منظور المفكرين الإسلاميين»، وقال: إن الملا صدرا قدّم عبارة غامضة بشأن مكانة المرأة، وهذه العبارة تعود إلى نحو خمسمائة عام مضت، ويبدو أنها نابعة من الأعراف السائدة في زمنه. كما أن آية الله السيد حسن المدرّس كان معارضاً لمنح النساء حق التصويت في عهد المشروطة، لكن من المثير للاهتمام أن نعلم أن النساء الفرنسيات حصلن على حق التصويت بعد استشهاد آية الله المدرّس بسبع سنوات فقط. أما في سويسرا، فقد طُرحت مسألة حق المرأة في التصويت بعد تسع سنوات من طرحها في إيران.

 

🔰وأكّد أستاذ جامعة مفيد في قم على ضرورة النظر إلى القضايا الجديدة في ضوء مقتضيات العصر، مضيفاً: إن الإمام الخميني (قده) لم يكن معارضاً لحق النساء في التصويت من حيث المبدأ، بل كان يعارض الثقافة الغربية والثقافة الملكية التي التصقت بهذه المسألة في ذلك الوقت. أي إن الفتوى في هذا المجال لم تتبدّل. ففي عام 1341هـ.ش (1962م) كانت الفتوى موافقة لحق النساء في التصويت، وفي عام 1356هـ.ش (1977م)، حين زالت تلك الملابسات السياسية والاجتماعية، عادت الفتوى إلى أصلها.

🔰قال الدكتور محمد محمودي‌كيا، في الجلسة التمهيدية الثانية للمؤتمر الدولي «التطور في دور ومكانة المرأة في ضوء أفكار الإمام الخميني (قده)»: إن فن الإمام الخميني (قده) كان تغيير النظرة السائدة تجاه المرأة. فقد كان معظم المفكرين الغربيين والإسلاميين ينظرون إلى المرأة إما باعتبارها موضوعاً أو بشرياً محدوداً، بينما لم يقبل الإمام بأي حال النظرة التقليدية للمفكرين الغربيين والإسلاميين تجاه المرأة.

 

🔰وأضاف عضو هيئة التدريس في كلية الإمام الخميني (قده) و الثورة الإسلامية للابحاث : هذا الفكر كان موجوداً في الإمام منذ فت

 

رة النهضة، ولم يكن جديداً، لكنه ظل ضمن الإطار الفكري التقليدي. وقد تجلّت رؤية الإمام تجاه المرأة بشكل أكبر منذ مهر 1357هـ.ش (أكتوبر 1978م)، ومع الثورة الإسلامية وبعدها ازدادت هذه الرؤية انتشاراً واسعاً. أي أن الإمام لم يكن يسعى إلى ثورة فقهية بقدر ما كان يسعى إلى ثورة اجتماعية في مسألة المرأة.

 

وأضاف: كان للإمام نظرة ثورية تجاه المرأة في مجال الحكم، وكان يعتبرها فاعلة سياسية واجتماعية ومربية للإنسان. وعبارته الشهيرة: «من رحم المرأة يصعد الرجل إلى المعراج»، تعكس هذا الاعتبار. وقد أقر الإمام للمرأة حق الاختيار، والحق السياسي، وحق التأثير في المصير.

 

القسم العربي،الشؤون الدولیة.

ارسل هذا الخبر الی الاصدقاء