أسبابُ أمرِ الإمام الخميني بالإفراج عن الرهائنِ الأمريكیّین من النساء والسود

أسبابُ أمرِ الإمام الخميني بالإفراج عن الرهائنِ الأمريكیّین من النساء والسود

بعد حادثة اقتحام السفارة الأمريكية في طهران في 13 آبان 1358 (نوفمبر 1979)، والتي نفّذها طلاب خطّ الإمام، أصبح عدد من الدبلوماسيين والموظّفين الأمريكيين في وضع الرهائن. وبعد مرور نحو أسبوعين على الحدث، أصدر الإمام الخميني رسالة موجّهة إلى السيّد محمد موسوي خوئيني‌ها وإلى الطلاب، دعاهم فيها إلى الإفراج عن النساء والسود من بين الرهائن، بشرط أن لا تكون هناك أدلّة تثبت قيامهم بعمل تجسّسي.

وأوضح الإمام في رسالته أنّ الإسلام يمنح المرأة حقوقاً خاصّة ويوليها مكانة محترمة، ولذلك لا ينبغي احتجاز النساء في ظروفٍ سياسية معقّدة كهذه. كما أكّد أنّ السود في أمريكا قد عاشوا طوال عمرهم تحت الضغط والتمييز والاضطهاد من قِبل النظام الأمريكي، ولذلك لا يمكن اعتبارهم مسؤولين عن سياسات الحكومة الأمريكية أو عن التدخلات التي قامت بها ضدّ إيران.

وبناءً على هذا الموقف، تمّ الإفراج عن خمس نساء وثمانية من السود الأمريكيين الذين لم يثبت تورّطهم في أي نشاط استخباراتي، وتمّ تسليمهم إلى وزارة الخارجية الإيرانية ليغادروا البلاد بعد ذلك.

ويرى بعض المحلّلين أنّ هذه الخطوة لم تكن مجرّد إجراء إنساني فحسب، بل كانت أيضاً رسالة سياسية موجّهة إلى العالم، تُظهر التزام الثورة الإسلامية بالمبادئ الأخلاقية والإنسانية حتى في خضمّ أكثر الظروف حساسيّة. كما اعتُبرت هذه الخطوة نوعاً من فضح التمييز العنصري الأمريكي وإبراز معاناة السود تحت النظام الأمريكي، وإن كان هذا البعد لم يحظَ بتغطية واسعة في وسائل الإعلام الغربية آنذاك.

--------

القسم العربي، الشؤون الدولیة.

ارسل هذا الخبر الی الاصدقاء