يشهد الله بأن الامام كان يدعو لابناء الشعب في صلاة الليل وفي مناجاته وتهجده. وكان يطالب دائماً بتوفير الرخاء للشعب.. كان حريصاً على أن ينعم الشعب بالهدوء والاستقرار، وكان لا يكف عن أن يوصي المسؤولين بذلك. خاصة المسؤولين الذين تسلموا زمام الأمور في مطلع الثورة ولم يكونوا يعبأوا كثيراً بهموم ابناء الشعب.. كما كان حريصاً على راحة الشعب واستقراره.. يعلم الله كيف أنه لم يكن يغادر غرفته خلال الفترة التي كانت تتعرض طهران للقصف الصاروخي والقصف الجوي. ولم يكن يبتعد عن النافدة.. فكم ألح على سماحته السادة المسؤولون وبعض افراد اسرته، بأن يأذن باعداد ملجأ له، غير انه كان يقول: اذا كان بوسع كافة ابناء الشعب الذهاب الى الملاجئ لكي لا يلحق بهم أذى، عندها سأذهب أنا للملجأ. ولكن اعلم بأن امكانية ذلك غير متوافرة لجميع ابناء الشعب.. صحيح قد تم لحد الآن تشييد عدد من الملاجئ، إلا أن الغالبية من ابناء الشعب لا تستطيع الاستفادة منها. لذا لن أتحرك من مكاني.. قلت: سيدي! قسماً بالله أن الشعب نفسه سوف يفرح عندما تكون أنت في مكان آمن. لذا نسألك أن تحمي نفسك من اجل أبناء شعبك. فأجاب: أجل، تلك مسؤولية أخرى. ولكن أنا لا أستطيع أن اذهب الى مكان أتصور أني آمن فيه، في الوقت الذي أعلم بأن ذلك غير متيسر لجميع أبناء الشعب.
* فرشته اعرابي، المصدر السابق، ص109_110.