قال قدير آكاراس، رئيس مجمع علماء أهل البيت (ع) في تركيا، في حوار مع وكالة جماران الإخبارية:
منذ قيام الثورة الإسلامية، وبما أن الإمام الخميني (قدس سره) كان رائداً وداعياً إلى «الوحدة الإسلامية»، نشهد اليوم تحقق وحدة كبيرة بين الشعوب الإسلامية والمذاهب المختلفة. والدليل على ذلك أننا نرى في جبهة المقاومة حركة حماس السنية، وأنصار الله الزيدية، وحزب الله الشيعي يقفون في جبهة واحدة موحدة، وهذا يعني أن الوحدة العملية والواقعية قد تحققت.
وأضاف: إن الإمام الخميني سيبقى دائماً حقيقة تاريخية حيّة في العالم الإسلامي. قد لا تكون أفكاره قد عُرفت بالشكل الكافي اليوم أو غداً، لكن مع مرور الزمن ستُعرَف أفكاره أكثر فأكثر، وسيتحقق التحول العظيم الذي كان الإمام يسعى إليه في العالم الإسلامي وفي العالم كله.
ما تأثير فكر الإمام الخميني (قدس سره) في وحدة المسلمين؟
لقد ترك الإمام الخميني ذكريات طيبة للعالم الإسلامي وللمسلمين. فهو شخصية أحدثت بأفكارها تحولات عظيمة في العالم الإسلامي، وكان له دور بارز، ولا سيما في الدول الإسلامية، في حركة الصحوة الإسلامية، حيث أحدثت الثورة الإسلامية في إيران هذا التحول على مستوى العالم.
نحن مسلمو تركيا تأثرنا كثيراً بالثورة الإسلامية وبأفكار الإمام الخميني على وجه الخصوص. وقد تُرجمت كتب عديدة حول فكر الإمام إلى اللغة التركية، وكنت أنا وبعض أصدقائنا من المبادرين إلى هذا العمل.
ولذلك فإن الإمام سيبقى دائماً حقيقة تاريخية حيّة في العالم الإسلامي، ومع مرور الزمن ستُعرَف أفكاره بشكل أعمق، وسيتحقق التحول العظيم الذي كان الإمام يسعى إليه في العالم الإسلامي وفي العالم كله.
قضية فلسطين ووحدة جبهة المقاومة
إن قضية فلسطين، وصحوة جبهة المقاومة في مواجهة الاستكبار العالمي والصهيونية الدولية، نابعة من أفكار الإمام الخميني. واليوم نرى النتائج الأولية لهذه الصحوة التي أوجدها الإمام، ليس فقط في العالم الإسلامي بل حتى بين غير المسلمين، حيث نشأت حالة واسعة من الكراهية تجاه الكيان الصهيوني، ومصدرها أفكار الإمام ونهجه.
إلى أي مدى تسهم الوحدة التي أكد عليها الإمام الخميني في انتصارات المسلمين اليوم؟
منذ انتصار الثورة الإسلامية، وبما أن الإمام كان رائداً في الدعوة إلى الوحدة الإسلامية، نرى اليوم وحدة عظيمة بين الشعوب الإسلامية والمذاهب المختلفة. فوجود حماس السنية، وأنصار الله الزيدية، وحزب الله الشيعي في جبهة واحدة دليل واضح على تحقق الوحدة الواقعية.
إن الدعم الذي يقدمه العالم الإسلامي لجبهة المقاومة، بغض النظر عن المذهب أو الجغرافيا، يعكس تحقق الوحدة التي كان الإمام الخميني يسعى إليها. وعلى الرغم من محاولات أعداء الإسلام لإثارة الفتنة والفرقة بين المسلمين، نرى اليوم – والحمد لله – أن العالم الإسلامي، بفضل جبهة المقاومة، قد حقق هذه الوحدة، وهي في توسع مستمر.
حتى في تركيا، نحن نتعاون بين أهل السنة والشيعة، ولا يوجد سوى قلة قليلة من المرتزقة الذين يسعون لإشعال نار الفتنة، لكن الذين يؤمنون بفكر الإمام حافظوا على هذه الوحدة، وستزداد هذه الوحدة انتشاراً في المستقبل.
نفي الإمام الخميني إلى بورصة التركية
عندما نُفي الإمام الخميني (قدس سره) إلى تركيا في بداية نهضته، لم يكن معروفاً على نطاق واسع في العالم. لكن بسبب مقامه العلمي والاجتهادي، وبما أن مقام المجتهد محترم ومقدس لدى الشيعة، فقد جاء الشيعة من مختلف مناطق تركيا لزيارته في مدينة بورصة.
واليوم يعرف أهل بورصة وعموم الشعب التركي أن الإمام الخميني أقام فترة في تركيا. وبالنسبة لنا كشعب تركي استضاف الإمام، كان ذلك شرفاً عظيماً، رغم أنه كان في المنفى وتحت الإقامة الجبرية. ونأمل إن شاء الله أن يكون للحضور المعنوي للإمام في تركيا أثر كبير في زيادة وعي الشعب التركي.
---------
القسم العربي، الشؤون الدولیة.