اغنى الدروس العالية في الحوزة العلمية..

اغنى الدروس العالية في الحوزة العلمية..

مارس الامام - خلال سنوات طوال - التدريس في الحوزة العلمية في مدينة قم المقدسة، فدرس عدة دورات في الفقه والاصول والفلسفة والعرفان والاخلاق الاسلامية في المدرسة الفيضية والمسجد الاعظم ومسجد محمدية ومدرسة الحاج ملا صادق ومسجد السلماسي... وغيرها.

مارس الامام - خلال سنوات طوال - التدريس في الحوزة العلمية في قم، فدرس عدة دورات في الفقه والاصول والفلسفة والعرفان والاخلاق الاسلامية في المدرسة الفيضية والمسجد الاعظم ومسجد محمدية ومدرسة الحاج ملا صادق ومسجد السلماسي... وغيرها. كما مارس تدريس الفقه ومعارف اهل البيت عليهم السلام ـ وعلى ارفع المستويات - في الحوزة العلمية في النجف الاشرف، في مسجد الشيخ الانصاري رحمه الله لما يقارب الاربعة عشر عاما، وفي النجف الاشرف طرح - ولاول مرة - مبانيه حول مسألة الحكومة الاسلامية عبر سلسلة دروس القاها في موضوع ولاية الفقيه. وعلى ما نقله طلابه فان حوزة الامام الخميني كانت تعد من افضل المراكز التعليمية، وقد قارب عدد من يحضرون درسه في بعض الدورات الدراسية - خلال السنوات التي قضاها في التدريس في قم - الالف ومائتي طالب، كان بينهم العشرات من المجتهدين المعروفين والمعترف باجتهادهم، فكانوا جميعا ينتهلون من مدرسة الامام الخميني في الفقه والاصول .

دعوهم يعتقلوني وحدي
وصل خبر مهم - في الليلة التي اجتمع فيها جميع العلماء في منزل آية الله الكلبايكاني - رأيت ان اخبر الامام به فوراً،فذهبت الى هناك وقلت له: طبق ما يقال يا سيدي، انهم (جلاوزة النظام الملكي) قد يعتقلونك الليلة، فاذا كانوا يريدون شن هجومهم الليلة، فليكن ذلك وأنت مجتمع مع باقي العلماء، فاذا قرروا الاعتقال اعتقلوكم جميعاً، والا لم يعتقلوك وحدك، فقال :"دعوهم يأتون ويعتقلوني وحدي لكي يبقى الآخرون خارج السجن ويعملوا في خدمة الاسلام". "الشيخ المسعودي الخميني"

في مجاورتنا لكم بركة لنا
عندما عاد الامام الى قم (بعد انتصار الثورة) سكن في بيت يقع في الزقاق نفسه الذي يقع فيه منزل العلامة الطباطبائي، وقد اخلى جيرانه بيوتهم لتسهيل تردد الناس لزيارة الامام،وقد قال العلامة الطباطبائي أيضاً للامام: نحن مستعدون لتخلية بيتنا عند الضرورة، فقال الامام:"ان في مجاورتنا لكم بركة لنا". "الشهيد البهشتي"

نبوغه العلمي العرفاني كامل يثير الاعجاب
لقد كتب الامام اكثر مؤلفاته العرفانية في الاعوام 23 الى 30 من عمره الامر الذي يبين نبوغه العلمي الكامل ويثير الاعجاب حقاً من قدرة شاب بمثل هذا العمر على التأليف - وبهذا العمق - في القضايا العرفانية وفي مدرسة محي الدين بن عربي! لا نشك في أنه كان نابغة والاّ لما استطاع تأليف مثل هذه الكتب ايام شبابه. "الدكتور غلام رضا الأعواني"

تعمقه في فهم الاحاديث الشريفة
قبل مدة اعطاني الامام احد مؤلفاته في الحكمة والعرفان بهدف تبييضه، وكان قد ألفه في سنة 1350 هـ . ق، أي وعمره يومذاك (30 - 35) سنة، وعندما رأيت الكتاب ازددت حباً وايماناً به، فقد وجدته صنف في سني شبابه كتاباً يصعب على الحكيم ذي الثمانين أو التسعين عاماً تصنيفه، لقد احتوى كتابه على حقائق علمية دقيقة تثير اعجاب القاريء: فمثلاً وجدته يناقش تفسيراً يعرضه المؤلف (1)لأحد الأحاديث الشريفة ويقدم تفسيراًآخراً مختلفاً بالكامل بعد دراسة مستوعبة لألفاظ الحديث، أو أن المؤلف يفسر حديثاً بما يؤيد عقيدة طائفة معينة، دون ان يتصور لهذا الحديث معنى آخر، ولكن الامام يبين معنى آخراً ببيان جميل وبعبارات قصيرة بليغة. "الشيخ حسن الثقفي"

اول الطلبة حضوراً للدرس
كان الامام هو الاكثر شباباً - مع ان عمره كان قد تجاوز الثلاثين بقليل - من بين جميع المراجع الذين كانوا في ذلك الزمان طلبة يحضرون دروس والدي اجتهاداً في طلب العلم، وأتذكر جيداً من بين الصور المبهمة لذكريات طفولتي، صورة واضحة هي ان الامام كان يسبق الاخرين في الحضور للدرس ويخرج آخرهم، كما اتذكر انه كان مؤدباً للغاية ونظيفاً ومرتباً. "الشيخ نصر الله الشاه آبادي"

كان يكتفي بحسن الاصغاء لما يقوله الاستاذ
قال احد اصدقاء الامام وزملائه في الدراسة: عندما ذهبنا مع الامام من خمين الى آراك للدراسة فيها، كان الامام يكتفي بحسن الاصغاء لما يقوله الاستاذ في جلسة الدرس، فلم يكن يطالع ولا يتباحث بشأن موضوع الدرس في حين كان باقي الطلبة يتحملون المشاق لتعلمه، ولكن كنا نجد الامام في اليوم التالي عند بدأ الدرس أفضل منهم جميعاً في الاحاطه بموضوعه، لقد كان يتمتع بهذه المرتبة العالية من الاستعداد والاهلية والذكاء وقوة الحافظة. "الشيخ المسعودي الخميني"

دروس الامام اغنى الدروس العالية في الحوزة
كانت الدروس التي يلقيها الامام في عهد مرجعية السيد البروجردي وبعد وفاته، اهم الدروس العاليه التي تلقي في الحوزه، فكان الاساتذة الذين كنت أتتلمذ على أيديهم يحضرون دروس الامام التي كانت تتميز بأنها اغنى واقوى دروس الحوزة كيفما وجهه في عهد مرجعية السيد البروجردي. "الشيخ مهدي الكروبي"

الاعلم بعد وفاة آية الله البروجردي!
عندما زرت النجف الاشرف سنه 1342 هـ . ش ، (1963 م)، وحضرت دروس كبار مراجع حوزتها مثل المرحوم آية الله الميلاني، ايقنت ان دروس الامام اغنى وانضج، ولذلك ايقنت انه الاعلم بعد المرحوم آيه الله البروجردي، كان نابغة علمية حقاً حتى قبل تفجر الانتفاضة والنهضة، لم يكن يتعب من البحث العلمي، كان يجلس عادة بعد القاء درسه ويأتي الطلبة ويوجهون اليه اسئلتهم، كان يضع عمامته على ركبته في جلوسه هذا بعد الدرس فيبدأ البحث العلمي ويبقى ما دام احد الحاضرين يعرض إشكالاً أو ابهاماً علمياً. "آية الله الامامي الكاشاني"

يجتهد في البحث والتحقيق لكي يقدم لتلاميذه درساً ناضجاً ومنقحا
كان الامام يسخر كل وقته للدراسة والقراءة والبحث العلمي ودراسة الروايات الشريفة ومناقشة آراء العلماء، ثم يقدم لتلاميذة درساً ناضجاً منقحاً وتحقيقياً، أي أن الثمرة التي كانوا يحصلون عليها من درس يوم واحد من دروسه قد تعادل دروس اسبوع كامل من دروس غيره! كما كان ماهراً متبحراً في البحث العلمي، ولعلي كنت أنا من طبقة ضعفاء تلاميذه وكان فيهم طلبة اقوى مني بكثير كانوا يوجهون له أسئلة أثناء الدرس فكان يبين تفصيلات الموضوع ويجيب على أسئلتهم فينتقلون الى مسالة اخرى، فمثلاً كان الامام يبحث في مسالة من مسائل الصلاة كنا قد قرأنا وبحثنا بشأنها، وأثناء الحديث عنها كان أحد التلاميذ ينتقل الى مسالة اخرى في باب الزكاة، او الحج أو الطهارة، ويقول: ان المسألة هناك على النحو الفلاني فيجب ان المساله على هذا النحو، وفي مثل هذه الحالات لم يكن الامام يقول: سنصل الى هذه المسألة وعندها سأجيب على اشكالك، بل كان حاضر الذهن بشأن مسائل الابواب الاخرى فيجيب على الاشكالات بشأنها في الوقت نفسه، فكنا نتعجب من سعة اطلاعه واحاطته بالمسائل المختلفة والى الدرجة التي تمكنه من الاجابة عن أسئلة ترتبط بمسائل خارجة عن الموضوع الذي يدرسه في يومه. "الشيخ محمد علي الفيض"

الامام فقيه موسوعي
الامام فقيه اطلع على دورة كاملة في المسائل الفقهية، وهذا ما تكشف عنه دراسة كتابه تحرير الوسيلة، نحن لدينا فقهاء اطلعوا على مسائل العبادات، وفقهاء اطلعوا على المسائل الفقهية بشأن الامور المالية والتجارة، وآخرون اطلعوا على مسائل القضاء أو الحدود والديات أو غير ذلك، اما الامام فقد اطلع على دورة فقهية كاملة. ومن يقرأ كتاب تحرير الوسيلة ثم يقرأ كتاب "الجواهر" المشتمل على دوره فقهية كاملة، او كتاب "مفتاح الكرامة" مثلاً، يدرك ان الامام قد اطلع على جميع هذه المسائل، وعندما اقول "اطلع"، فليس المقصود التصفح بل الدراسة المعمقة للآراء ومناقشتها ورد ما لا يرتضي أدلتها ومبانيها واختيار ما يرتضيه. كان الامام فقيهاً بهذا المعنى. "آية الله الموسوي الاردبيلي"

ارسل هذا الخبر الی الاصدقاء