الإمام الخميني و مكانة المرأة

الإمام الخميني و مكانة المرأة

اعتمد منهج الإمام الخميني فكرا وتطبيقا، حيزا واضحا للمرأة المسلمة وقد أراد الإمام لهذا الحيز ان يرسم مكانة المرأة في المجتمع ويتيح لها دورا يتناسب مع تكليفها المناط بها.

السيدة فتحية الخياط من فلسطين(زوجة الشهيد الدكتور فتحي شقاقي)

اعتمد منهج الإمام الخميني فكرا وتطبيقا, حيزا واضحا للمرأة المسلمة وقد أراد الإمام لهذا الحيز ان يرسم مكانة المرأة في المجتمع ويتيح لها دورا يتناسب مع تكليفها المناط بها.
ولأن المرأة والرجل يشتركان في الإنسانية ويختلفان في تفاصيل الخلقة والمهام المناطة بكل منهما, فإن دور المرأة يكمل دور الرجل ولعل الآية الكريمة التالية توضح وبشكل حاسم ان المرأة والرجل هما من نفس إنسانية واحدة: (ومن آياته أن جعل لكم من أنفسكم أزواجا لتسكنوا اليها وجعل بينكم مودة ورحمة).
رؤية الإمام الراحل(رض) الى مكانة المرأة في المجتمع الإسلامي هي رؤية الإسلام التحررية التي تضع المرأة في مكانها الطبيعي فيقول(لا فرق بين المرأة والرجل فكلاهما إنسان أما ما يوجد من فوارق طبيعية بينهما فلا علاقة له بالطبيعة الإنسانية لكلا الجنسين).
ولقد ركز الإمام على الطبيعة الإنسانية للمرأة ولعل إيمانها بما تفعل هو وضوح الهدف الذي تسير نحوه وشعورها بإنسانيتها وانها عضو فاعل في المجتمع, ذلك ان ما يحبط المرأة وأي إنسان آخر ويمنعه من ان يكون فاعلا هو عدم وضوح الأهداف وعدم شعوره بفاعليته وأهميته, ولكن الإمام حض النساء في يوم المرأة على الوصول الى الكمال ولم يسمح بتهميش المرأة واستبعادها اذ قال: (للمرأة أبعاد مختلفة كما للرجل وللانسان عموما, وهذا الوضع الطبيعي هو أدنى مراتب الإنسانية والعبودية للرجل وللمرأة لكن الإنسان يتحرك من هذه المرتبة باتجاه الكمال. الإنسان موجود متحرك يبدأ من مرتبة الطبيعة الى مرتبة الغيب ثم الفناء في الألوهية).
كلمات الإمام هذه قالها في يوم ميلاد السيدة فاطمة الزهراء(عليها السلام) الذي جعله عيدا ويوما عالميا للمرأة المسلمة وقد أكد على دورها من جوانب متعددة من خطاباته السياسية فمرة يحفزها ويطرح قضيتها بشكل حاسم كما في مبادرته لاعتبار يوم ولادة الزهراء عيدا للمرأة المسلمة, ومرة يحرض على تفعيل دورها في الدوله والمجتمع معا عبر ترسيخ مشاركتها السياسية في دولة المؤسسات ويؤكد الإمام على هذا الدور بصيغة عرض المفهوم الإسلامي عندما يتناول دورها في المجتمع, يقول(رض): (الإسلام أناط بالمرأة دورا مهما وحساسا في بناء المجتمع الإسلامي ورفعها الى المستوى الذي تستطيع فيه ان تتبوأ منزلتها الإنسانية في المجتمع لتخرج من كونها مسلمة الى كونها إنسانا وعلى أساس هذا التفكير تستطيع ان تتولى مسؤوليات داخل الحكومة الإسلامية).
ان مشاركة المرأة المسلمة في إيران وبكثافة في مسيرة الثورة والدولة وتنظيمها تلك المظاهرات البركانية قد كشف عن صعوبة تدجين مجتمع مسلم يتمسك بعاداته وأعرافه العريقة وكشف ايضا ان الثورة الإسلامية التي خطط لها الإمام الخيميني(رض) قد أعطت للمرأة دورا كبيرا في تفجير شرارة التظاهرات الواسعة وهذا يعني ان الثورة كانت خلاصة وعي عميق لقائد لا تنجبه الأمة بسهولة وقد وجدنا ان هذا القائد لا يترك مناسبة الا وأكد فيها على دور المرأة وضرورة مشاركتها في جميع النشاطات السياسية والإجتماعية والإقتصادية وحتى العسكرية بالمقدار الذي سمح به الإسلام.
وفعلا أتاح نظام الجمهورية الإسلامية للمرأة ان تأخذ دورها على كافة الأصعدة وأوجد لها فرصا ثمينة لتأكيد نظرة الإسلام للمرأة وهي نظرة تسمح للمرأة بممارسة نشاطها ولكن وفق معايير تمنع من التجاوز على خصوصيتها كإمرأة وكأم وكمربية وكزوجة, فالمرأة المسلمة الإيرانية وكما خاضت الحرب تحت عنوان المرأة المسلمة المقاتلة ضربت مثالا رائعا لصورة المرأة التي تدافع عن حياض الإسلام ومع ان شكل مشاركة المرأة في جبهات القتال قد تم تعيين حجمه ونوعيته حسب قواعد الشرع الإسلامي الذي يجيز مشاركة المرأة في جبهات القتال ولكن تحت عناوين التموين والعلاج وكافة الأعمال الإسنادية الاخرى.
الا ان ظاهرة التطوع الفريدة من جانب المرأة الإيرانية للاشتراك في الحرب كانت بحق ظاهرة تعكس مستوى الوعي الثوري الإسلامي لدى النساء بشكل عام ان نظرة الإسلام للمرأة وفق معايير تمنع من التجاوز على خصوصيتها كأم وكمربية وكزوجة نصّ عليها دستور الجمهورية الاسلامية في إطار جملة من المعايير والحقوق حيث تشكل الشريعة الإسلامية والدستور والقانون المدني وقانون العقوبات والنظام السياسي والأواصر التنفيذية والادوات القانونية الرئيسية التي تحمي حقوق المرأة في إيران.
ان الدستور والقانون المدني اللذين شرعا على هدي مبادئ الإسلام الحنيف المنصوص عليها في القرآن الكريم وفي الحديث النبوي الشريف وكذلك القوانين الاعتياديه هي التي تؤمّن ـ في إطار المبادئ الدينية والدستورـ تنسيق العلاقات الإجتماعية وتأمين حاجات الشعب.
وأخيرا نتبين مكانة المرأة المسلمة في خط الإمام(قدس) في وصيته(ص 10) حيث يقول الإمام(قدس): نفخر بالنساء الزينبيات:
نحن فخورون بأن السيدات والنساء, الهرمة والشابة الصغيرة والكبيرة حاضرات في الميادين الثقافية والإقتصادية والعسكرية وجنبا الى جنب مع الرجال او افضل منهم يبذلن الجهد من أجل اعلاء كلمة الإسلام وأهداف القرآن الكريم.
القادرات منهن على الحرب يشاركن في التدريب العسكري للدفاع عن الإسلام والدولة الإسلامية الذي هو من الواجبات المهمة.. وقد حررن أنفسهنّ من أنواع الحرمان التي فرضت عليهنّ بل على الإسلام والمسلمين نتيجة تآمر الأعداء, بكل شجاعة والتزام وأخرجن أنفسهنّ من أسر الخرافات التي أوجدها الأعداء بواسطة الجهلة وبعض المعممين الذين لا يفهمون مصالح المسلمين.
وغير القادرات منهنّ على الحرب منصرفات الى الخدمة خلف الجبهة بنحو قيم يهز قلب الشعب شوقا وشغفا ويزلزل قلوب الأعداء والجهلة, والأسوأ من الأعداء غضبا وحنقا وقد رأينا مرارا ان نساء جليلات يقتدين بزينب(عليها السلام) يهتفن أنهن فقدن أبناءهن وأنهن ضحّين بكل شئ في سبيل الله تعالى والإسلام العزيز ويفتخرن بذلك ويعلمن ان ما حصلوا عليه أسمى من جنّات النعيم فضلا عن قناع الدنيا الحقير.

ارسل هذا الخبر الی الاصدقاء